خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
زيارتي لمقبرة الشهداء الصينين في صنعاء
شهداء الإنسانية والمصير المشترك للبشرية
بقلم عبد الحميد الكبي*
*تعريف بالكاتب: مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر،ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وُحلفاء الصين للشؤون اليمنية، ورئيس رابطة أصدقاء طريق الحرير الصيني في اليمن.
سطّر شهداء جمهورية الصينالشعبية على أرض اليمن مآثر عظيمة، وعرضوا لوفاء كبير اجترحتها كياناتهم البشرية وحذاقتهم العقلية ومهارتهم العسكرية في البناء السلمي. كان ذلك صورًا متلاحقة للوفاء والإخاء الذي متّن وعزّز صِلة الدم بين الشعبين الصديقين اليمني والصيني، حتى صارا وحدة واحدة.
مآثر لا حصر ولا عد لها قام بها من عاشوا ومن استشهدوا من المواطنين الصينيين على أرضنا اليمنية الطهور، الذين ضحوا بأنفسهم ومستقبله وعائرتهم وأولادهم الذي عاشوا بدونهم في الصين، من أجل تأكيد العلاقات الاخوية التي لا انفصام فيها بين الصينيين واليمنيين. لقد قدم الصينيون يد المساعدة والمساندة لليمن واليمنيين، حيث دفن أكثر من 60 شهيدًا صينيًا عظيمًا من المهندسين والأطباء في المقبرة الصينية في صنعاء،بعدما سالت دماؤهم كماء النهر من أجل مساعدة الشعب اليمني ودعمه ومساندته خلال أكثر من 50 سنة ماضية.
شعبنا اليمني يُقدر عاليًا ويفخر بتلك التضحيات الصينية التي فاقت التصورات، إذ قدّم الصينيون حيواتهم رخيصة وسريعة في سبيل حياتنا نحن اليمنيين كبارًا وصغارًا، شبابًا وكهولًا، ذكورًا وإناثًا، بسطاءً وقادة وطن،ولن ننسى نحن في اليمن شهداء الصين ومواقف الصين الكفاحية الشريفة تجاه اليمن وشعبها في مختلف المراحل، حين سطّرت الصين معاني عميقة لصداقة ومحبة عميقة تجاهنا، وقدّمت المساعدات والتضحيات الجسيمة، ولم تبخل علينا في مختلف مراحل البناء اليمني، برغم من تيتّم الأطفال، وبكاء الأمهات والزوجات لفقدان مُعيليهم وأرباب عائلاتهم في أرض بعيدة عن الصين.
أقامت الصين في اليمن مشاريع كثيرة، ومنحت لنا مساعدات كبيرة ومهمة تعتبر ركائز وشريان حياة لشعبنا واقتصادنا ومستقبلنا، منها طريق صنعاء – الحديدة الذي بناه الصينيون منذ نهاية الخمسينات وإلى بداية الستينات من القرن العشرين الماضي، وهو يُمثّل شريان الحياة لليمنيين، وها هو ما زال إلى يومنا هذا شاهدًا على ما قدمّته الصين لليمن وشعبها ليكون بوصلة لصداقة دهرية بين البلدين والشعبين، هادية الى مستقبل أكثر ثباتًا وأعمق مردودًا في علاقاتنا الثنائية، وبخاصة في تعميق مكانة اليمن والصين في طول طريق الحرير الصيني الجديد الذي أعلن عنه قبل سنوات قليلة الرفيق الأمين العام العظيم شي جين بينغ، وهو طريق يمر بحرًا وبرًا عبر بلادنا الاسترايتجية الموقع والمكانة دوليًا وآسيويًا وافريقيًا ويفضي إلى أوروبا.
لقد نفذ الصينيون مشروعهم الكبير في اليمن برغم كل الصِّعاب، وبدون أي التفات للتضاريس الجغرافية الصعبة والمعقدة وفازوا وتحملوا ما لم تحمله أحد من قبلهم ولا من بعدهم من أثقال العمل..لقد واجهوا تلك الصعاب وعمدّوا أنفسهم بالتضحيات الإنسانية.
طريق صنعاء – الحديدةهو أول طريق تنفذه الصين في منطقتنا اليمنية وما حولها، وهو كذلك أول طريق عابر بين المحافظات في اليمن.
مساعدات الصين لليمن تتسم بمبدئيتها، فهي تعلن ثباتها بشهادة الدم الصيني، وبأرواح شهداء الصين على أرضنا.. لقد قدّم الصينون وما زالوا يقدمون المساعدات دون مصلحة، ودون استغلال لنا، بل ها هم مجانًا يقدمون تقدماتهم، ومجانًا يعملون “كما هو معهود”في سياسات جمهورية الصين الشعبية وفي نهجها ومواقفها الثابتة منذ تأسيسها.
خلال زيارتي إلى مقبرة الشهداء الصينيين العظماء في صنعاء والنصب التذكاري للمهندس تشانغ تشي شيوان، بكيت مُستذكرّ مآثرهم الكبرى،وتضحياتهم الروحية التي لا تقدر بأي ثمن أرضي، وستبقى حاضرة في أذهاننا وعقولنا، وماثلة أمام الأجيال اليمنية – الصينية المتآخية، عنوانًا لأروع الأمثلة في التضحية ومد يد العون للدول الصديقة للصين المُحتاجة لمساعداتها.
لذلك،ستظل الصداقة اليمنية – الصينية متأصلة وصلبة كالصخر، تمامًا كما كانت عبر أجيال يمنية وصينية خلال ألوف السنين المنصرمة،لتكتسب العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين أبعاداًاستراتيجيُة وتاريخية أعمق لن يتغير محتواها الأخوي،مهما كانت التغيرات والتبدلات الدولية والقارية والداخلية.