شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
زوال (اسرائيل).. وخداع النفس !
رؤية حرة
بقلم: الاستاذ منصور ابو العزم*
*الكاتب حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).
فى كل مرة يتصاعد فيها الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ربما منذ قيام القوى الاستعمارية الكبرى ، وعلى رأسها بريطانيا ، بزرع (اسرائيل) فى وسط العالم العربى، ترتفع اصوات البعض بان هذة المرة هى نهاية (اسرائيل)، ويسوقون من الادلة والبراهين ما هو سياسى وما هو دينى او اقتصادى او اجتماعى متعلق بالانقسامات العميقة التى يعانى منها المجتمع الاسرائيلى. المدهش ان بعض الاسرائيليين ايضًا يبدون مخاوفهم من احتمال زوال دولتهم مع كل تصاعد للصراع او وقوع حرب.
وهاهو الرئيس السابق لجهاز الامن الاسرائيلى العام – الشاباك، يحذر من ضياع حلم الدولة اليهودية بقوله، ان الانقسامات السياسية والاجتماعية بين الاسرائيليين اصبحت اكثر عمقا، وان الخلاف بين اليمين واليسار بات اكثر خطورة من الخلاف بين العرب واليهود وزاد الفساد فى الحكومة وعدم الثقة بها والاخطر الذى قد يهدد زوال (اسرائيل) خلال ال 30 عاما المقبلة هو التفتت والانقسام بين اليهود انفسهم.
فاذا كان ما يبديه بعض الاسرائيليين هو عبارة عن مخاوف وتحذيرات يطلقونها للقادة السياسيين ، فانه وفى الجانب العربى والاسلامى يتم الترويج بشدة لنظرية زوال (اسرائيل) مدعومة بأسانيد قرآنية واحاديث نبوية تم تفسيرها بصورة ما حتى تتطابق مع نظرية زوال (اسرائيل). وتروج فى الاوساط الشعبية والعلمية على السواء حاليًا نظرية الباحث والمفكر الاسلامى الفلسطينى بسام الجزار بشأن زوال (اسرائيل) فى العام المقبل 2022، خاصة مع تصاعد موجة العنف الاسرائيلى تجاة الفلسطينيين، والرجل يسند نظريته بزوال (اسرائيل) الى دراسته لل ” الاعجاز العددى فى القرآن الكريم – دون الدخول فى تفاصيل لاتستوعبها هذا المساحة ، وهى موجودة على جوجل – وصدرت فى كتابه الشهير باسم “زوال (اسرائيل) 2022” عام 1995، وفى مقابلة صحفية معه منذ اسابيع ، قال انه واثق من تحقيق نظريته بنسبة 95% حتى وان بقى عام واحد… مشيرا الى انه لم يكن احد يصدق ان الاتحاد السوفيتى سابقا سوف ينهار او يخرج من افغانستان او ان شمس الشيوعية سوف تأفل… فقد تراجعت اهمية (اسرائيل) للغرب الذى اوجدها لاهداف لم تعد موجودة..
ولا شك فى ان كل هذه امنيات واحلام غير واقعية، نخدع بها انفسنا حتى تستريح ضمائرنا ولانشعر بالذنب تجاة جرائم (اسرائيل) ضد الفلسطينيين فى الاراضى المحتلة، ولعدم قدرتنا على فعل شيء. وتقديرى ان الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية سوف يزول عندما نتفوق عليه فى العلم والتكنولوجيا والصناعات المدنية والعسكرية والعمل الجاد، وليس بالامنيات والاحلام …