وجه زعماء الطوائف الدينية في أذربيجان نداء إلى الزعماء الدينيين في العالم والبرلمانات والمنظمات الدولية بخصوص الإبادة الجماعية يوم 31 مارس.
تفيد أذرتاج أنه جاء في النداء: تعبيراً عن إرادة مواطني جمهورية أذربيجان وملايين الأذربيجانيين في جميع أنحاء العالم، نوجه نداءنا إلى المجتمع الدولي والزعماء الدينيين والبرلمانات والمنظمات الدولية عشية يوم 31 مارس – يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين.
إن الحقيقة التي تنعكس في جميع الكتب المقدسة هي أن قتل شخص خلقه الرب جريمة خطيرة مثل قتل البشرية كلها وإعاشة شخص هو ثواب مثل إعاشة البشرية كلها. إن وقائع الإبادة الجماعية التي ارتكبت على أساس الانتماء القومي والعرقي والديني في تاريخ العالم تظل كـ”نقاط سوداء” في ذاكرة دم البشرية وتعتبر من الكبائر على الإنسانية والتي لا مغفرة عنها. ويعتبر الشعب الأذربيجاني من الشعوب المعرضة لجرائم الإبادة الجماعية المأساوية ويجب على المجتمع الدولي أن يعرف الطبيعة التاريخية لهذه الأحداث الرهيبة وأنه تقيم تقييماً عادلاً.
أدت الخطوات التي اتخذها الأرمن الذين تم إسكانهم في القوقاز منذ أوائل القرن التاسع عشر لطرد الأذربيجانيين من أراضيهم القديمة بتخيلهم حول “أرمينيا الكبرى” إلى مذابح وإبادة جماعية ضد الأذربيجانيين والشعوب الأخرى المقيمة في هذه الأراضي. بسبب ممارسة العدوان المتواصل والتطهير العرقي والإرهاب والتخريب من قبل القوميين الأرمن المتعصبين ضد شعبنا لأكثر من قرنين، طُرد الأذربيجانيون من أراضيهم الأصلية الواقعة في أراضي أرمينيا الحالية. تتواصل المطالبات الإقليمية للمتطرفين الأرمن اليوم أيضاً ضد أذربيجان.
تشير الحقائق التاريخية إلى أنه في عامي 1905 و1918 ارتكب المتطرفون الأرمن مذابح ضد الأذربيجانيين في باكو والمناطق الأخرى وقتلوا عشرات الآلاف من المدنيين ودمروا المستوطنات والمعالم التاريخية والثقافية والمساجد والكنائس والمعابد اليهودية. وقعت الإبادة الجماعية بين 30 مارس و3 أبريل عام 1918 في باكو ومناطق مختلفة من أذربيجان مثل شاماخي وغوبا ودربند وخاشماز ولانكران وحاجي قبول وساليان وغازاخ وزنكازور وقره باغ وناخشيفان ومناطق أخرى.
قُتل جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبوها عشرات الآلاف من الناس بوحشية بذريعة انتمائهم القومي والديني. تعرض أكثر من 12 ألفاً من أذربيجانيين في أحداث مارس 1918 للإبادة الجماعية في باكو في غضون ثلاثة أيام فقط وتم غزو المساجد والمعابد التاريخية في المدينة ؛ قُتل 8 آلاف و27 شخص بوحشية في 53 قرية لقضاء شاماخي و8 آلاف أذربيجاني في مدينة شاماخي وأضرمت النيران في مسجد جمعة في وسط شاماخي وأُحرقت النساء والأطفال أحياء ؛ قتل ألفي شخص في قضاء لانكران ؛ تشمل الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأرمن في 1918-1920 مقاطعتي زنكازور ويريفان في أرمينيا الحالية والمقاطعات الأذربيجانية في إيران وجورجيا، وكذلك انعكست جرائم الإبادة في غوبا ودربند ضد السكان اليهود في الوثائق التاريخية. وهكذا قتل مائة ألف و68 أذربيجانياً في منطقة زنكازور. تم تدمير 211 قرية أذربيجانية وتعرض سكانها للإبادة الجماعية في مقاطعة إيرافان؛ قُتل أكثر من 120 ألف أذربيجاني في أرومية وماكو وتبريز وخوي وسلماس؛ قُتل حوالي 5 آلاف أذربيجاني مقيم في ولاية بورشالي لجورجيا وفي الأحياء الأذربيجانية التاريخية في تبليسي ؛ قُتل أكثر من 16 ألف أذربيجاني في قضاء غوبا، وكذلك في دربند؛ تم تدمير 162 قرية وقتل حوالي 3 آلاف يهودي بوحشية.
لنحيطكم علما تاريخيا، هناك آثار لسياسة مذبحة مارسها المتطرفون الأرمن في أوائل القرن العشرين في آسيا الوسطى، تركستان أيضاً. تدل المصادر التاريخية إلى أنه خلال أعوام 1918-1922 قتل الأرمن أكثر من 35 ألف مسلم أوزبكي في وادي فرغانة بأوزبكستان وأحرقت مدينة كوكند على أيدي الأرمن الطشناق وكان يُقتل أكثر من 10 آلاف شخص يومياً ونحو 5 آلاف شخص في أنديجان وقتل جميع سكان قريتي سوزاك وبازار-كورغون في قيرغيزستان رامياً برصاص.
استمرت سياسة الإبادة الجماعية والترحيل الإجباري للأذربيجانيين من قبل الأرمن خلال الحقبة السوفيتية. تم ترحيل مئات الآلاف من الأذربيجانيين من ديار أجدادهم في زنغازور في أعوام 1948-1953 ومن أجزاء أخرى من أرمينيا في أعوام 1988-1990. تحولت جمهورية أرمينيا التي تأسست في أراضي أذربيجان القديمة دولة أحادية العرق وفي الواقع.
احتلت أرمينيا التي اتبعت سياسة عدوانية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات 20 % من أراضينا المعترف بها دولياً وهي قره باغ الجبلية وسبع مناطق مجاورة جراء لعمليات عسكرية واسعة النطاق وطردت أكثر من مليون أذربيجاني من أراضيهم الأصلية. إن أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية في خوجالي وأغدابان ودشالتي في عام 1992 هي أمثلة مثيرة للاشمئزاز على فظائعها. شنت وحدات من الجيش الأرميني ليلة 25-26 فبراير 1992 هجوماً مسلحاً مفاجئاً على مدينة خوجالي وارتكبت فيها مجزرة وحشية بحق المدنيين والعزل راح ضحيتها 613 شخصاً بينهم كبار السن والأطفال والنساء الحوامل. تعد مأساة خوجالي التي يرافقها اختفاء 150 شخص وأسر1275 شخص وتعرضهم للتعذيب واحدة من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الهولوكوست وهيرنيكا وخاتين وسريبرينيتشا ورواندا وينبغي أن يعترف العالم بها كإبادة جماعية.
دمر وأهان الجيش الأرميني الآلاف من آثارنا التاريخية والدينية والثقافية والمزارات والمقابر والمعابد الإسلامية والمسيحية واليهودية نتيجة ارتكابه أعمال التخريب في الأراضي الأذربيجانية المحتلة، ومن خلال القيام بأعمال هادفة تم القضاء على آثار التراث الدينية التقافية القديمة القائمة تاريخياً في قره باغ والخاصة للألبان القوقازيين والمسلمين والأرثوذكس أو تم استملاكها لتقديمها كتراث أرمني غريغورياني بتزوير تاريخها وأصولها. تم هدم 64 مسجداً من إجمالي 67 مسجداً فاعلاً في قره باغ وحدها خىل فترة الاحتلال الأرميني. ومع ذلك، فقد تم الحفاظ على الكنيسة والمكتبة الأرمنية في وسط باكو، عاصمة أذربيجان طوال هذه السنوات ويعيش عشرات الآلاف من مواطنينا من أصل أرمني في سلام وآمان في بلدنا.
قامت القوات المسلحة الأرمنية باستفزازات عسكرية جديدة في يوليو – سبتمبر 2020 على الحدود الأذربيجانية الأرمنية وفي أراضي قره باغ الأذربيجانية وفي 27 سبتمبر شنت عدواناً عسكرياً واسع النطاق وحاولت توسيع الأراضي المحتلة بقصف مدفعي ثقيل والضربات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية. نتيجة لذلك، توحد الشعب الأذربيجاني حول الرئيس الأذربيجاني والقائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف ونهض للنضال على حقه و جيشه حرّر أراضيه من الاحتلال خلال الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوماً. وبالتالي، تم تنفيذ متطلبات القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 822 و853 و874 و884 واستعادة وحدة أراضينا.
نحن كزعماء الجماعات الدينية التي تعيش في سلام وآمان في أذربيجان منذ قرون، نؤيد إقامة التفاهم المتبادل بين جميع شعوب جنوب القوقاز بغض النظر عن الدين أو الجنسية، كما يأمرنا خالقنا القدير في كتبه المقدسة. يتمثل الخط السياسي للدولة الأذربيجانية في وضع حد لوقائع مثل الحروب والمطالبات الإقليمية والكراهية والتمييز الديني والعرقي والانتقام وندعو للاستقرار بين الدول وبذل الجهود من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة. وبحسب الإرادة السياسية لرئيس أذربيجان، يجب على جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك مواطنو أذربيجان من أصل أرمني، أن تعيش معاً في علاقات حسن جوار مع حقوق متساوية.
يجب على جميع الطوائف الدينية في منطقتنا، وخاصة الكنيسة الرسولية الأرمنية أن تعمل بنشاط في هذا الاتجاه لتعزيز السلام والحوار وليست الحرب وترويج الأفكار السلمية والإنسانية. ولكن، لسوء الحظ، يدعم رجال الدين الأرمن العدوان على الدول المجاورة ويحشدون موارد الأرمن في الشتات ويضغطون في الخارج ويحاولون الآن تبرير الأعمال الانتقامية والراديكالية والفاشية التي يرتكبها الإرهابيون والمتطرفون الأرمن. من أجل التستر على نواياهم العدوانية ومطالبتهم بأرض أخرى، فإنهم يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم ضحايا مظلومون ويبنون دعايتهم على التحيزات الدينية. وتحرض الكنيسة الأرمنية التي تمسك في يدها صليب وفي الأخرى سلاح تروج شعبها على حرب عدوانية وصراع بين الأديان، يجب عليها أن تدرك أخيراً مسؤوليتها.
نناشد الزعماء الدينيين في أذربيجان وفي العالم والبرلمانات والمنظمات الدولية أن يقدموا تقييماً سياسياً وقانونياً للمجازر التي ارتكبها المتطرفون الأرمن ضد الشعب الأذربيجاني في بلدنا للاعتراف بالأحداث على أنها أعمال إبادة جماعية ضد الأمة الأذربيجانية بأكملها.
ليساعدنا جميعاً الخالق تعالى على اختيار الحق وأن نكون عادلين! آمين! ”
وقع النداء رئيس إدارة مسلمي القوقاز شيخ الإسلام الله شكر باشازاده ورئيس أساقفة باكو وأذربيجان ألكسندر ورئيس مجتمع يهود الجبال في أذربيجان ميليه يفدايف ورئيس الطائفة المسيحية الألبانية الأودية روبرت موبيلي ورئيس جالية اليهود الأوروبيين في باكو الكسندر شاروفسكي.