جريدة الدستور الاردنية/
يلينا نيروغينا*
كنت وما أزل شاهدة على سلوكيات دعوني اسميها «حلوة» لأفراد الشُرْطة والأمن العام، الذين يسهرون 24 ساعة متصلة لضمان راحة المواطنين وسلامتهم وحماية الأرواح.
لم يسبق لي أن قرأت في الصحافة الأجنبية والعربية عن مآثر إنسانية يجترحها أفراد الشُرْطة يومياً، كما الحال في منطقتي العَمّانية الأردنية التي أعيش فيها منذ سنوات طويلة. هنا، وبين شوارعها، وفي أزقتها أتمشى، سوياً مع أسباطي وأحفادي الصغار، الذين سيأتي يوم يُدركون فيه كم ساعدتهم الشُرْطة في أماكن كثيرة خطرة حماية لهم ومحبة للطبقة المفضلة للجهاز الشُرطي – ألا وهم الأطفال.
ارتأيت ضرورة الحديث في هذا الموضوع الذي لم يتطرق إليه أحد ـ كما أعتقد -، ولو من خلال مقال صغير كهذا، اعترافاً مني بجميل مرتبات الشُرْطة الأردنية الأجلاء، وتعريفاً بشِيمهم الطيبة وأخلاقهم الرفيعة والسامية، إذ أنهم يُسارعون إلى مساعدتي ومعونة أسباطي وأحفادي دون طلب مني.
في الواقع، أشعر بالأمان الكامل والحماية التامة عندما أخرج إلى الشارع العام، فقد تعرّضت لعدة حوادث كانت خلالها الشُرْطة على أتم استعداد لمعالجتها الفورية على أرفع مستوى، وبطريقة حِرفية تضمن سلامتي وسلامة أطفالي. و هأنذا أنا أُشاهد وأُتابع كيف يعمل جهاز الشُرْطة اليوم على ذات المستوى؛ كما كان دوماً؛ لحماية المواطن بدافعية وطنية ورغبة ذاتية، لطمئنته أن مكانته مُصَانة، وأن هنالك مَن يهتم به اهتماماً راقياً، مُستمداً من الأخلاق الرفيعة العالية لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، الذي يُردّد مقولته السامية: «وطن كرامة الإنسان فيه فوق كل الاعتبارات».
لا أعتقد أن هنالك دولاً غير الأردن تعمد فيها الشُرْطة إلى إيقاف حركة السير بالإتجاهين ووقوف شُرْطة في «عرض الشارع» منعاً مؤقتاً لحركة السير، من أجل ضمان سلامة أم وأبنائها وجدّة وأحفادها يرغبون في الوصول إلى الجانب الآخر من الشارع بسلامة وسلاسة وأمان.
نُلاحظ كما يُلاحظ الأجنبي، أن مَقولة «الإنسان أغلى ما نملك» تُطبق في الأردن بحذافيرها، ونحن نلمس تفعيلات ذلك في كل مكان، فجلالة الملك يتابع عن كثب أعمال الجهاز الشُرْطي وقيامه بمهامه الأمنية والانسانية بانضباطية وابداعية، بخاصة في إعانة المواطنين في كل ساعات الليل والنهار، وها هو جلالته يواصل زياراته إلى العائلات المستورة ورقيقة الحال، وإصدار الأوامر للجهات المختصة بتقديم المساعدات الفورية إليها، لإدخال البسمة إلى قلوب أفرادها، والتي ترتسم عريضة على مُحياهم كلما التقوا جلالته في بيوتهم المتواضعة وفي الأماكن العامة.
*كاتبة وإعلامية روسية ومحررة «المُلحق الورقي الروسي» في جريدة «ذا ستار»/ «الدستور» سابقاً.
thestarrus@yahoo.com
اوه.. ما أجمل هذه المقالة.. شكرا كثيراً للمدير العام “للشبكة”، الاستاذ عبد القادر خليل لإعادة نشرها..