شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
دور دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى والأمين العام للحزب الرئيس الرفيق “شى جين بينغ” فى تأهيل قادة الأحزاب السياسية الأجنبية ودعم مدارس القيادة فى دول ديمقراطية وتقديم برامج تعليمية مبتكرة للعالم
تحليل الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
لعبت دائرة العلاقات الخارجية التابعة رسمياً للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، المعروفة بإسمها السابق (الإدارة الدولية أو القسم الخارجى) International Department (ID)
دوراً كبيراً فى التعريف بسياسات الصين وحزبها الشيوعى الحاكم، منذ إنشاء القسم الخارجى للإتصال السياسى للحزب عام ١٩٥١، فهى وكالة تابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، وهى المسؤولة تحديداً عن (إدارة نمط العلاقات الخارجية بين الصين والعالم، والتواصل مع كافة الأحزاب السياسية الأجنبية خاصةً ذات التوجهات الشيوعية واليسارية، فضلاً عن كافة التيارات الفكرية والأيديولوجية الأخرى، بالإضافة إلى حرصها كذلك على التواصل مع مراكز الفكر والبحث الدولية، وأبرز الأكاديميين حول العالم).
ومن خلال خبرتى الأكاديمية وقربى أكاديمياً وبحثياً بحكم تخصصى ودراستى المتعمقة فى سياسات الحزب الشيوعى الصينى، فقد تمكنت من الإقتراب تحليلياً من كافة الأقسام واللجان التابعة للحزب الشيوعى الحاكم وفروعه القاعدية المحلية فى كافة المناطق والمقاطعات والأقاليم ذاتية الحكم للقوميات العرقية بالأساس فى الصين، فضلاً عن أن أطروحتى للدكتوراه تركزت على تتبع وتحليل كافة السياسات المتعلقة بالحزب الشيوعى الصينى خاصةً الداخلية منها، وهو الأمر الذى أتاح لى فرصة التعرف على أبرز الرفاق فى الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين وكافة رؤى أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ومكتبه السياسى، ومحاولتى الإطلاع بشكل مكثف ودائم على عدد من (الوثائق الصادرة عن أرشيف مكتبة الحزب الشيوعى، وأبرز جلساته الرئيسية، بل وربما حالفنى الحظ فى الإطلاع على وثائق أرشيفية قديمة ونادرة تعود لحقبة الخمسينيات، وحالفنى الحظ فى القرب من كافة المشاريع الفكرية والبحثية الدولية الهادفة لدراسة تاريخ الحزب الشيوعى الصينى ومحطاته الرئيسية والصعوبات والتحديات الرئيسية، وأنماط العلاقة مع قوى الغرب).
– وبناءً على فهمى الأكاديمى والتحليلى لأبرز أدوار “القسم الخارجى للإتصال السياسى للحزب الشيوعى الصينى”، تمكنت كأكاديمية وخبيرة متخصصة فى الشأن السياسى الصينى من تتبع ورصد أبرز الأدوار الرئيسية للجنة الإتصال السياسى الدولى التابعة للحزب الشيوعى الصينى، وعلاقاتها وإتصالاتها قديماً وحديثاً، بالنظر لأهمية العمل الذى تقوم به تلك اللجنة بالأساس، وذلك على النحو الآتى:
١) جاء إطلاعى بحثياً وأكاديمياً كخبيرة فى الشأن السياسى الصينى، بأبرز سياسات الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين وعلاقاته الداخلية ثم الخارجية عبر القسم الخارجى التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، بل وتتبعى بشغف أكاديمى وتحليلى شديد لعدة سنوات من خلال بحثى الدائم على أهم (أعمال أرشيف تسجيل وتدوين كافة ما إحتوته ذاكرة ووثائق حقبة الحرب الباردة، وأبرز الوثائق الشيوعية النادرة التى تناولتها، وهو الأمر الذى مكننى أكاديمياً من الإطلاع والبحث والدراسة والإلمام بتلك الحقبة الغائبة عن أذهان الأجيال الجديدة، خاصةً زملائى من صغار الباحثين والأكاديميين، لدراسة دور الحزب الشيوعى الصينى ولجنته المعنية بالإتصال الخارجى مع العالم، فى دعم حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا والعالم خلال فترة الخمسينيات والستينيات)، بل والتعرف بشكل شخصى وأكاديمى مستفيض عن أبرز أوجه العلاقات القديمة بين (الحقبة الناصرية فى تاريخ مصر للرئيس المصرى الراحل الزعيم “جمال عبد الناصر” والزعيم الصينى الراحل الرفيق “تشو آن لاى”).
٢) كما أن تركيزى الأكاديمى لمضمون محتوى عمل “القسم الخارجى للإتصال السياسى للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين”، كان عاملاً محورياً فى فهم علاقات الصين الممتدة خلال فترات قديمة، وربما كانت دراستى لتلك الحقبة القديمة التى قادتنى ظروف دراستى المعقدة فيها إلى التوصل لنتائج أكاديمية وتحليلية جديدة، وتمكنى وهو الأهم عندى شخصياً من (إعادة كتابة وصياغة تلك الحقبة الناصرية الخاصة بالضباط الأحرار فى تاريخ مصر والزعيم “جمال عبد الناصر” مع الصين).
٣) لقد إستطعت كباحثة وأكاديمية معنية بالشأن الصينى وسياسات الحزب الشيوعى الحاكم فهم حقب قديمة، بسبب تتبع أعمال ورصد أدوار “لجنة الإتصال الدولى التابعة للحزب الشيوعى”، خاصةً بعد الإطلاع على أرشيف قديم من “مشروع الحرب الباردة”، والذى إقتربت منه بشدة تأريخياً وأرشيفياً كعمل أكاديمى دولى متكامل إقتربت من باحثيه، لفهم كيف يفكر قدامى القادة فى الحزب الشيوعى الصينى إبان فترة حركات التحرر الدولية من الإستعمار الغربى ومقارنتهم بالقادة الشيوعيين الحاليون، ومحاولتى فهم كافة النظريات الغربية التى قدمت تفسيرات مختلفة ومتنوعة لفهم آلية تفكير وتكوين الحزب الشيوعى الصيني.
٤) وربما الأمر الجديد والنادر جداً بحثياً وتحليلياً، والذى شغل فكرى تحليلياً لفترة طويلة، لعدم وجود دراسات جدية حوله بالأساس، هو (بحثى وتحليلى الأكاديمى حول مدى أوجه العلاقة بين القسم الخارجى للإتصال الدولى للحزب الشيوعى الصينى وقسم السياحة التابع لوزارة الخارجية الصينية، وذلك خلال حقبة الخمسينيات فى التعريف بسياسات الصين عالمياً)، خاصةً أمام الأجانب والزائرون، بالنظر لكون إنشاء قسم مستقل للسياحة فى الصين داخل وزارة الخارجية الصينية فى الخمسينيات، مما جعلنى أتوقف طويلاً لفهم: مدى العلاقة بين قسم السياحة ولجنة الإتصال الدولى للحزب الشيوعى الصينى بالنظر لكونهما يعنيان أساساً بتحسين صورة الصين دولياً وفهم وشرح وتفسير سياساتها حول العالم؟.
٥) وفى إعتقادى الشخصى والأكاديمى التحليلى، فإنه (لا يمكن فهم كافة تلك الحقب والمراحل التاريخية للحزب الشيوعى الصينى، بدون الفهم التحليلى الدقيق لآلية عمل لجنة الإتصال والعمل الخارجى للحزب الشيوعى الصينى)، والمنوط بها التواصل بالأساس مع العالم الخارجى والأحزاب الأخرى فى العالم منذ تاريخ إنشائها وتأسيسها فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى.
٦) وبشكل عام، تهدف “لجنة الإتصال الدولى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى” إلى شرح وتوضيح سياسات الحزب الشيوعى الصينى بالأساس والتعريف بإنجازاته وتوضيح أهم أدواره داخلياً وخارجياً، والأهم للرد على تلك الإتهامات الأمريكية والغربية، وتأكيد قادة الحزب الشيوعى الصينى بشكل دائم على عدم تدخل الصين فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى لنشر نمط أو فكر معين أو لتصدير النموذج الصينى للحزب الشيوعى عالمياً. كما نجحت لجنة الإتصال والتواصل مع العالم الخارجى التابعة للحزب الشيوعى الصينى فى (دعم العديد من مدارس القيادة فى عدد من الدول الديمقراطية الأفريقية، وتقديم برامج تعليمية من إبتكار الحزب الشيوعى الصيني).
٧) وإستطاعت لجنة الإتصال الدولى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين إبراز العديد من الجهود التنموية العالمية للصين لقادة الأحزاب السياسية الأجنبية ولإزالة اللبس والغموض حول السياسات المتعلقة بالصين وحزبها الشيوعى الحاكم. مع التأكيد الدائم على حرص القيادة الصينية للأمين العام للحزب الشيوعى الصينى الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” على تبنى العديد من المبادرات التنموية الأكثر ربحية وفائدة للعالم، وبالأخص للمهمشين والفقراء والبلدان النامية، مثل: (مبادرة الحزام والطريق، الحوار بين الحضارات والتبادل والتعاون الحضارى بين الجميع، المصير المشترك للبشرية، مبدأ رابح – رابح، المنفعة المشتركة والسعى إلى التنمية والتعاون، التعاون بين دول الجنوب بعضها البعض، الحوار وتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب)، وغيرها من المبادرات الصينية التنموية العالمية.
٨) ويلاحظ هنا بأن (القسم الدولى أو الخارجى للحزب الشيوعى الصينى)، ليس لديه أى تحفظات على أى إتجاه أو نوع أو تيار فكرى أو أيديولوجى تتبناه أياً من تلك الأحزاب السياسية الأجنبية التى يتعامل معها حول العالم، بالنظر لأن قادة الحزب الشيوعى الصينى بإمكانهم التعامل مع كافة الأحزاب اليمينية، ومع الأحزاب اليسارية، وكافة الأحزاب الأخرى على إختلاف توجهاتها وتياراتها الفكرية والأيديولوجية.
٩) ولقد جرى تنفيذ الكثير من مهام القسم الخارجى للحزب الشيوعى الصينى عبر الإنترنت خلال فترة جائحة كورونا “كوفيد-١٩”، بهدف تعرف العالم على إنجازات الصين في القضاء على الجائحة، وكيفية التغلب على التحديات والتعلم من التجربة الصينية، وفق مبدأ “المصير المشترك للبشرية”.
١٠) ويمكننى هنا تقديم إحصائيات لفهم أبرز الأنشطة الفعلية للجنة الخارجية للحزب الشيوعى، فقد نجح (القسم الخارجى أو قسم الإتصال الخارجى للحزب الشيوعى الصينى) فى التواصل مع أكثر من ٦٠٠ منظمة سياسية فى أكثر من ١٦٠ دولة فى العالم، وقد تزايدت هذه الإرتباطات الخارجية خلال عهد الرفيق “شى جين بينغ“. وقد إرتفعت وإزدادت عدد ونسب الإجتماعات الحزبية عالية المستوى بين (القسم الخارجى للحزب الشيوعى مع كافة الأحزاب السياسية الأجنبية لأكثر من ٥٠% بين عامى ٢٠١٢ و ٢٠١٧، حتى بلغ مجموع تلك الإجتماعات ما يزيد عن ٢٣٠ إجتماعاً سنوياً).
١١) وقد وصف بعض الأكاديميين فى الغرب النشاطات التى يقوم بها القسم الخارجى للحزب الشيوعى الصينى، بأنه شبيه ب “الكومينتيرن الجديد“، أى تشكيل نظام شيوعى مؤسسى بقيادة الصين، بحيث (يماثل الحركة الشيوعية الدولية القديمة) بقيادة الإتحاد السوفييتى السابق قبل تفككه.
١٢) ومن وجهة نظرى التحليلية والأكاديمية، يلاحظ أن (ثمة إختلافاً جوهرياً بين النظام الشيوعى للصين مقارنةً بغيرها من الأنظمة السياسية الأخرى كالديمقراطية الغربية)، فالصين لا تبشر ولا تدعو إلى تبنى الشيوعية، وهدفها فقط هو إثبات أن الدول يمكن أن تزداد ثراءً دون أن تكون ديمقراطية بالمعنى الحرفى الذى يحاول البعض تصديره إلينا، وتلقى هذه الرسالة آذاناً صاغية عند السياسيين الذين يرون أن ضوابط وتوازنات الديمقراطية بذات المفهوم الليبرالى الغربى مزعجة، بدعوتها لتغيير الأنظمة وفقاً لإملاءات وشروط الغرب.
١٣) ولقد لعب الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” دوراً كبيراً من خلال تواجده وأنشطته بداخل لجان التواصل والعمل الخارجى للحزب الشيوعى الصينى مع العالم قبل توليه السلطة بالأساس، ففى عام ٢٠٠٧ كان الرفيق “شى جين بينغ” عضواً فى (مجموعة القيادة الصينية العليا)، ورئيساً للمعهد المركزى لتأهيل قادة الحزب الشيوعى الصينى، ومنها تم تأهيله وترشيحه ليصبح رئيساً للبلاد فى عام 2013.
١٤) وبعد تولى الرفيق “شى جين بينغ” زمام السلطة فى الصين عام ٢٠١٣، كان أكثر إيماناً بأفكار الحزب الشيوعى وترسيخ أيديولوجيته لدى الجميع، خاصةً لدى فئة الشباب وتدريب النشء الصغير على المبادئ الحزبية للنهوض بالأمة الصينية. ومن هنا، فقط أخذ الحزب الشيوعى بالعمل على زيادة تأثيره على شركات القطاع الخاص بطريقة أكثر تحديداً ودقةً فى إستراتيجية تعرف بإسم (إستراتيجية بناء الحزب عمد الجميع)، بمعنى: تشكيل لجان حزبية فى كافة الشركات الصينية، بما فيها التابعة للقطاع الخاص أو للأفراد، بحيث يمكنها النظر في ما إذا كانت قرارات الشركة تتماشى مع سياسات الحكومة والحزب الشيوعى الصينى أم لا؟
١٥) وقد وصف مؤسس سنغافورة الحديثة الراحل “لى كوان يو”، في حديث له مع خبيرى السياسة الخارجية الأمريكيين “غراهام أليسون وروبرت بلاكويل“، عام ٢٠١٢، قبيل إستلام الرفيق “شى جين بينغ” لمنصبه، قائلاً: “إن لديه حديداً فى روحه، أكثر من الرئيس السابق “هو جينتاو”، الذى وصل إلى السلطة دون المرور بالمحن والتجارب التي خاضها “شى جين بينغ“. بمعنى الإشارة للخبرة العريقة للرفيق “شى“، بالنظر لتواجده ومروره بكافة المناصب الحزبية فى الحزب الشيوعى الصينى وإيمانه العميق بأفكاره وبث روح وأفكار أهمية (التربية الأيديولوجية السليمة للنشء الصينى والشباب، بهدف ترسيخ الأفكار الأيديولوجية للحزب الشيوعى الصينى داخلهم عبر المدارس ووسائل الإعلام الصينية المختلفة والمحلية).
١٦) وقد إزداد دور وإنتشار العديد من (اللجان الحزبية داخل كافة قطاعات المجتمع الصينى فى عهد الرفيق “شى”، بهدف الإلتفاف والإتحاد الجماعى مع سياسات الحزب الشيوعى الصينى وقاداته)، ويمكننا فهم طلب الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” من القطاع الخاص أن (يتحد حول الحزب الشيوعى وسياساته وقاداته للنهوض سوياً بالدولة الصينية)، وبناءً عليه، جاء قرار السيد/ يى تشينغ، بصفته نائباً لرئيس مجلس إدارة إتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين، وهى منظمة قوية يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصينى، بنشر (قائمة تفصيلية بالمتطلبات اللازمة لتشكيل مجموعة اللجان الحزبية للإتحاد حول سياسات وقوانين الحزب والدولة وترابطهم سوياً للدفاع عن مصالح الأمة الصينية، خاصةً فى الخارج).
١٧) وبناءً على النقطة السابقة مباشرةً، جاءت دعوة “يى تشينغ” كمسئول بارز بإتحاد الصناعة والتجارة الصينية، كافة الشركات والقطاعات الخاصة إلى تأسيس (أقسام موارد بشرية يقودها الحزب الشيوعى الصينى ولجانه الداخلية، مع تشكيل وحدات مراقبة تسمح للجان الحزب الشيوعى بالتدقيق على مديرى الشركات ومعرفة مدى عمق إلتزامهم بالسياسات الجماعية للحزب والدولة أمام العالم). ويمكننى ملاحظة وتحليل أن كافة تلك الإجراءات قد طالت وشملت بالأساس كافة الشركات والمجموعات الصينية الكبيرة بشكل خاص، بالنظر إلى تضاؤل دور الشركات الأصغر فى التأثير إيجابياً لنشر سياسات وأفكار الحزب الشيوعى فى الخارج بشكل حاسم مقارنةً بتلك نظيرتها الشركات ذات المساحة وحجم الأعمال والإستثمارات الأكبر منها فى عموم الصين.
١٨) ويمكننى ملاحظة وتحليل أحد أبرز الأنشطة الرئيسية للقسم الخارجى للحزب الشيوعى الصينى فى عهد الرفيق “شى جين بينغ” فى تنظيم دورات تدريبية للأحزاب السياسية الأجنبية، خاصةً المتواجدة فى الدول النامية، بغرض (فهم وتسليط الضوء بشكل أساسى على سياسات القيادة المركزية القوية للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين).
١٩) ويمكننا هنا تحليل تصريح رئيس القسم الخارجى للحزب الشيوعى الصين، وهو الوزير الرفيق “سونغ تاو“، وذلك فى إحاطة إعلامية عبر الإنترنت لقادة أحزاب من ٣٦ دولة فى جنوب الصحراء الأفريقية، بتأكيد “سونغ تاو“، بأن: “إنجازات الحزب الشيوعى الصينى فى دفع عجلة التنمية الشاملة قد أثبتت حكمة الخطط الخمسية التى يتبناها الحزب الشيوعى الصينى ويدافع عنها للنهوض بقطاعات المجتمع الصينى فى كافة المجالات”. كذلك تأكيد “سونغ تاو” بصفته المسئول عن كافة أنشطة لجان الحزب الخارجية والتواصل بفعالية مع العالم فى الخارج، قوله: “أن النظام الصينى وحزبه الشيوعى يمكن أن يكون مرجعاً مهماً لمستمعيه للتعلم والإستفادة من إنجازاته ونجاحاته وكيفية التغلب على إخفاقاته وأى سلبيات أو تحديات تواجهه، لأنه إتضح بأن الإيمان بالهدف بشكل جماعى فى الصين عبر التمسك بقيادة الحزب الشيوعى والإلتفاف حولها، سوف تجعل وضع كافة تلك الخطط والإجراءات تسير على المسار الصحيح”.
٢٠) وبهذه المناسبة، فقد عقد مؤتمر عام فى بكين فى نهاية عام ٢٠١٧، إنضم إليه قادة وأعضاء من أحزاب سياسية من ١٢٠ دولة حول العالم، والأبرز عندى هو (مشاركة وحضور بعض الوفود من دول ديمقراطية، مثل: اليابان ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية، والتى حضر منها أعضاء من الحزبَين الديمقراطي والجمهورى، رغم إنتقادهما العلنى لسياسات الحزب الشيوعى الصينى). كما ألقى الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” خلالها الكلمة الرئيسية، ووقع العديد من المشاركين على بيان (مبادرة بكين)، إمتدحوا فيها كافة سياسات الحزب الشيوعى الصينى والرئيس الرفيق “شى جين بينغ”.
٢١) وكانت واحدة من أبرز أدوار وأعمال (لجنة العالم الخارجى التابعة للحزب الشيوعى الصينى) هى شرح ونشر وإستعراض كتاب الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ”، والمعروف دولياً بإسم “الأعمال الكاملة للرئيس “شى جين بينغ”: عن الحكم والإدارة“، وهو الكتاب المؤلف من ثلاثة أجزاء لشرح وجهة نظر الرئيس الصينى الرفيق “شى” حول أساليب وفنون الحكم فى الصين ورؤيتها للعالم من خلاله.
٢٢) وقامت لجان الحزب الخارجية بتنظيم (عدة دورات تدريبية وفصول دراسية دولية لشرح أفكار الكتاب الخاص بالرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” حول أساليب ونظم الحكم الصينى). والأبرز عندى، هو حرص عدد من القيادات الأفارقة والمسؤولون من الأحزاب الحاكمة فى دول، مثل: (أنغولا، كونغو برازافيلر غانا، موزمبيق، بنما، فنزويلا) على حضور فصول دراسية ودورات تدريبية نظمتها لجنة العمل الخارجى للحزب الشيوعى الصينى للتعريف وشرح أفكار الرفيق “شى جين بينغ” عن فلسفة الحكم والإدارة فى الصين، بهدف الإستفادة من التجربة الصينية وتجربة الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” فى إدارة سياسات الدولة الصينية داخلياً وخارجياً حول العالم، وفهم وتفسير سبب نجاح التجربة الصينية ومبادراتها التنموية العالمية، مثل “مبادرة الحزام والطريق الصينية”، وغيرها.
٢٣) وهناك العديد من المواقع الإلكترونية الرسمية فى الصين التى تروج وتشرح كافة (أفكار وسياسات الحزب الشيوعى الصينى، وكيفية تعزيز هذه الجهود بالتواصل مع المجتمع الدولى وكافة الأحزاب السياسية حول العالم، بما فيها تلك الأحزاب والدول ذات الرؤية الأيديولوجية الديمقراطية والليبرالية المغايرة له)، وذلك فى إشارة واضحة – وفقاً لتحليل وفهم الباحثة االمصرية – لتفتح الحزب الشيوعى الصينى، وإستعداده الكبير للتعاون مع الجميع وكافة الشركاء والأحزاب الأخرى حول العالم، بما فيهم هؤلاء المختلفين معه أيديولوجياً وفكرياً.
٢٤) كما قام (القسم الخارجى للإتصال السياسى الخارجى للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين مع العالم) بوضع حجر الأساس لبناء مدارس أيديولوجية لأفكار وسياسات الحزب الشيوعى الصينى، ومن أبرزها إفتتاح (المدرسة الأيديولوجية للحزب الشيوعى الصينى فى دولة تنزانيا عام ٢٠١٨)، وهذه المدرسة التنزانية ممولة كاملاً من الصين ولجنة التواصل الخارجى للحزب الشيوعى الصينى، وقد حضر حفلة الإفتتاح للمدرسة الأيديولوجية فى دولة تنزانيا السيد “سونغ تاو”، بصفته ممثل رسمى ورئيسى عن الحزب الشيوعى للدولة الصينية، وكرئيس رسمى وممثل للجنة الإتصال الخارجى للحزب الشيوعى الصينى، فضلاً عن تواجد ومشاركة العديد من المسؤولين الأفارقة فى إفتتاح المدرسة الأيديولوجية الشيوعية فى تنزانيا، كممثلين من عدد من الأحزاب الأفريقية الحاكمة لعدة دول أفريقية صديقة للصين، مثل: (جنوب إفريقيا، أنغولا، موزمبيق، ناميبيا، زيمبابوي).
٢٥) والأمر الجديد الذى أستوقفنى بالدراسة والتحليل هنا، هو أن عدداً من الدول الأفريقية التى تصنف دولياً بكونها دول ديمقراطية، مثل دول: (غانا، كينيا، جنوب إفريقيا)، فقد قام القسم الخارجى للحزب الشيوعى الصينى برعاية عدة زيارات لوفود من تلك الأحزاب الديمقراطية الأفريقية إلى الصين، بحضور قيادات الأحزاب الحاكمة الديمقراطية الأفريقية، بهدف (دراسة شكل وبناء الأحزاب والحكم وكافة السياسات المتعلقة بالصين وحزبها الشيوعي).
٢٦) والأبرز، هو ما طلبه (الحزب الوطنى الجديد فى دولة غانا)، والذى يهد بمثابة الحزب الحاكم فى الوقت الحالى بدولة غانا، من الحصول على العديد من التدريبات من قبل الحزب الشيوعى الصينى ولجنة وقسم الإتصال الخارجى التابعة له، من أجل (تعزيز المهارات الأيديولوجية لأعضاء الحزب الوطنى الجديد الغاني).
٢٧) كما أرسل (حزب المؤتمر الوطنى الديمقراطى الحاكم سابقاً فى غانا) بالعشرات من موظفيه إلى الصين لتلقى وتعلم مثل هذه التدريبات، كما إفتتح أيضاً (حزب المؤتمر الوطنى الديمقراطى فى غانا) مدرسة للقيادة فى العاصمة الغانية تقدم برامج ومواد تعليمية من إبتكار الحزب الشيوعى الصينى، وتهدف لنشر أفكاره وتبنى سياساته بين الأعضاء، رغم وجهة النظر الأيديولوجية المغايرة والمختلفة للحزب الغانى.
ونستنتج من خلال تحليلنا لأبرز أدوار لجنة الإتصال الدولى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، بأنها تعد (العين التى يرى بها العالم وأحزابه السياسية الصين وحزبها الشيوعى الحاكم). وهنا، تأتى أهمية الوثيقة التي أصدرتها “دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينى” فى ١٦ أغسطس ٢٠٢١، بعنوان: “الحزب الشيوعي الصينى: مهمته ومساهماته“، بتأكيدها على أهمية “الشعب الصينى” ذاته فى قلب “حكومة الشعب، وجيش الشعب”، من أجل تحقيق النهوض العظيمة للأمة الصينية، وهو ما أكدته بالفعل كافة وثائق لجنة الإتصال الدولى للحزب الشيوعى الحاكم، بشأن دور الحزب الشيوعى الحاكم ولجانه الرئيسية فى مناقشة كافة القضايا التى تهم الشعب الصينى، مثل: (الخطط الخمسية، صياغة التقارير التى يقدمها الأمين العام للحزب الشيوعي الصينى إلى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعى الصينى، والجلسات الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينى) والتى تهدف جميعها لتأكيد النهوض بالأمة الصينية والشعب الصينى أمام العالم، ودور الحزب الشيوعى الحاكم فى تحقيق ذلك.
*شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية.