شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الذكرى العاشرة لرحيل القائد هوجو تشافيز
بقلم دكتورة كريمة الحفناوى
عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين
بحضور حشد من الإعلاميين والصحفيين، وأعضاء وعضوات اللجنة الشعبية لدعم دولة فنزويلا البوليفارية، كان اللقاء فى سفارة فنزويلا مع السادة أعضاء السفارة والسيد سفير فنزويلا بالقاهرة للاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل القائد هوجو تشافيز فى الخامس من مارس 2013.
بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبب بالحضور من السفير ويلمر أومار بارينتوس، وبعد ذلك تم وضع إكليل من الزهور، وتلى ذلك عرض فيلم وثائقى رائع عن الزعيم هوجو تشافيز ونضالاته وأفكاره بعنوان: “غنى يارفيقى” وبمصاحبة الغنوة التى تقول كلماتها “غنى معى يارفيق فلن يطلقوا على صوتك الرصاص” كانت اللقطات المعبرة ذات الإيقاع السريع التى تُسجِّل أهم محطات الزعيم هوجو تشافيز منذ حمل راية معركة الكرامة الوطنية عام 1989، واستكمل طريق الثورة البوليفارية عندما نجح فى الانتخابات الرئاسية عام 1998، من أجل تحقيق العدالة والمساواة والرخاء والازدهار والتمتع بحياة بها أقصى قدر من السعادة الاجتماعية، وكلمته عام 2007 فى كوبا حول أهمية الاتحاد بين دول أمريكا اللاتينية لمواجهة هيمنة وسيطرة الإمبريالية الأمريكية كقطب واحد ينهب ثروات العالم ويعتبر أن قارة أمريكا الجنوبية ماهى إلا الحديقة الخلفية له.
كما رصد الفيلم الوثائقى “غنى يارفيقى” تلاقى أفكار هوجو تشافيز مع الزعيم جمال عبد الناصر، فى التحرر الوطنى واستقلال الإرادة الوطنية ومواجهة الاستعمار، وذلك بنهج سياسات التنمية، وتأميم المصادر الطبيعية (البترول)، بجانب الاهتمام بالصحة والتعليم والقضاء على المساكن العشوائية، واطلاق برنامج لمحو الأمية والتعاون مع الرؤساء الوطنيين كالرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، ورفض العدوان الأمريكى على العراق.
ومن أهم ماتضمنه الفيلم تضامن الرئيس هوجو تشافيز مع حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، ومن المواقف التاريخية المجيدة لتشافيز كان طرد السفير “الإسرائيلى” من فنزويلا عقب عدوان الكيان الصهيونى على غزة أواخر 2008، وأوائل 2009. ووقف بجانب ليبيا وسوريا بعد ثورات الربيع العربى ورفض التدخل الخارجى ورفض الأنظمة المتأسلمة.
عقب الفيلم أكد السفير ويلمر أومار بارينتوس فى كلمته على “أنه وبالرغم من رحيل هوجو تشافيزعن دنيانا إلا أنه يعيش كزعيم وقائد إلى الأبد فى ضمير وقلب وحب ومودة شعبه والفقراء وسيعيش مثالا دائما على الكرامة والتفانى فى سبيل المثل العليا للتضامن، يعيش هوجو تشافيز ويحيا دائما كشخصية غيرت إلى الأبد تاريخ فنزويلا وقارة أمريكا اللاتينية والكاريبى وزعزعت أسس النظام الرأسمالى العالمى”.
وأضاف السفير” وتحت قيادة هوجو تشافيز ساهمت فنزويلا فى إنشاء التحالف البوليفارى لشعوب أمريكا الجنوبية، وهو اتحاد يقوم على التنوع السياسى والأيدولوجى والثقافى مع إرساء أسس الوحدة الحقيقية لشعوبنا. كما أسس للتعاون بين حكومات أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأيضا التعاون بين فنزويلا والدول العربية من أجل تطوير مشاريع مشتركة للربط بين الحضارتين”.
وفى هذه الذكرى نوجه التحية لروح الرئيس الراحل هوجو شافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية. لقد أسس نموذجا للديمقراطية التشاركية، كما سار على طريق المحرر سيمون بوليفار (الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الأسبانية لست دول فى أمريكا اللاتينية) ووقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينة لضمان مصالحها. كما نوجه التحية له على موقفه من القضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
وهاهو الرئيس الحالى نيكولاس مادورو يتبنى نفس سياسات الراحل هوجو شافيز المعادية للسياسات الأمريكية النيو ليبرالية، ويواجه ويتصدى هو والشعب الفنزويلى للعقوبات الاقتصادية التى فرضتها أمريكا على فنزويلا حيث جمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى الخارج بغرض تركيع الشعب، ولكن إرادة فنزويلا لم تنكسر وبدأت فى وضع الخطط الاقتصادية لنهضة وتقدم البلاد، ومدت يدها للتعاون مع الحكومات التقدمية التى نجحب فى عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية فى الآونة الأخيرة.
إننا وكل الشعوب الحرة الأبية نقف مع دولة فنزويلا ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية ونطالب برفعها فورا عن فنزويلا وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية جائرة ومنها كوبا وإيران وسوريا، وأيضا روسيا التى فرضت عليها أمريكا والدول الأوروبية، عقوبات اقتصادية عقب الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير 2022، تسببت فى أزمات اقتصادية لدول العالم ومنها الدول الأوروبية نفسها (زيادة التضخم وزيادة كبيرة فى أسعار البترول والسلع الغذائية).
إننا نأمل فى تعزيزالتعاون المشترك بين الدول على أساس المصلحة والمنفعة المتبادلة وعدم انتهاك سيادة الدول والتدخل فى شئونها الداخلية، ونتوق إلى عالم متعدد الأقطاب من أجل سلام وخير الإنسانية.