يتعين احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي جميع الدول من أجل عالم أكثر أمانا، حسبما قال دبلوماسي صيني بارز يوم السبت.
صرح وانغ يي، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بذلك خلال كلمة رئيسية في مؤتمر ميونخ للأمن الـ59، قائلا إن سياسات القوة والهيمنة هي وصفة لعدم الاستقرار العالمي، وتسبب أكبر ضرر للسلام العالمي.
وأضاف وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أي مسمى، يشكل تجاهلا وتحديا للأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.
وحذر من أن أي انتهاك لمبدأ صين واحدة فيما يتعلق بقضية تايوان، وأي محاولة لخلق “صين واحدة، وتايوان واحدة” أو “صينين” مهما كان الإطار، يعد انتهاكا جسيما لوحدة وسلامة أراضي الصين، ويشكل تهديدا حقيقيا للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وتابع قائلا إن مبدأ السيادة ركيزة أساسية في النظام الدولي المعاصر، مضيفا أنه يتعين على جميع الدول الالتزام بالمبدأ من خلال الأقوال والأفعال بدلا من تطبيقه بشكل انتقائي أو بمعايير مزدوجة.
وشدد على أن الصين ستواجه بحزم أعمال الانفصالية والتدخل، من أجل حماية سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وأشار إلى أنه يتعين حل النزاعات سلميا عبر الحوار والتنسيق، وذلك من أجل عالم أكثر أمانا.
واستردف وانغ قائلا إن الخلافات والاحتكاكات توجد بالفعل بين الدول، ولكن التعامل معها عبر ممارسة الضغوط أو حملات التشهير أو العقوبات الأحادية غالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية، وقد ينطوي حتى على مشكلات لا نهاية لها.
وذكر الدبلوماسي الصيني أنه مهما بلغ تعقيد القضية، فإنه ينبغي عدم التخلي عن الحوار والتنسيق؛ ومهما بلغت حدة الخلاف، فإنه ينبغي السعي إلى حل سياسي، ومهما بلغت صعوبة الوضع، فإنه ينبغي منح السلام فرصة.
وأشار إلى أن الصين تتبنى رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام التي دعا إليها الرئيس شي جين بينغ، فضلا عن أنها تتخذ موقفا مسؤولا بشأن النزاعات الدولية على أساس خصائص كل قضية وتلعب دورا بناء فيها.
وحول قضية أوكرانيا، قال وانغ إن موقف الصين يتلخص في دعم وتعزيز محادثات السلام، مضيفا أن الصين ستطرح موقفها بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، وستقف بحزم إلى جانب السلام والحوار.
ونوه إلى أنه من أجل عالم أكثر أمانا، يتعين التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إن الفوضى والصراعات التي يعاني منها العالم اليوم تحدث لأن أهداف ومبادئ الميثاق لم تنفذ بشكل حقيقي.
وأوضح أن تأجيج المواجهة الأيديولوجية وتشكيل كتل إقصائية أمر يضر بالتضامن الدولي ويعيق التعاون العالمي، في حين أن إثارة التهديدات الأمنية وتأجيج التوترات يقوض الثقة الاستراتيجية المتبادلة ويزيد من مخاطر سوء التقدير.
وأشار وانغ إلى أن الحاجة الملحة الآن هي أن يضع الجميع المصلحة الأكبر المجسدة في أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة فوق المصلحة الصغرى للفرد، والعمل معا لمعارضة عقلية الحرب الباردة ومقاومة المواجهة بين الكتل.
وأكد أنه يتعين تسخير الدور الرئيسي للتنمية، وذلك من أجل عالم أكثر أمانا.
وفي سياق إشارته إلى أن العالم يجب ألا يكون مكانا يظل فيه الأغنياء أغنياء، بينما يظل الفقراء فقراء، دعا وانغ إلى تكثيف الجهود لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وشدد على أنه ينبغي حماية الحق المشروع في التنمية لجميع البلدان، لا سيما البلدان النامية، بشكل فعال، وينبغي تقديم المساعدة إلى المناطق المتخلفة عن النمو لتحسين حياة الأفراد وتنشيط الاقتصاد ومعالجة الأعراض والأسباب الجذرية على حد سواء وإزالة البيئة الحاضنة للنزاعات.
وقال إنه ينبغي للعالم ألا ينحرف نحو المسار الخاطئ للحمائية وفك الارتباط، مشيرا إلى أهمية المقاومة الحازمة لمحاولات تسييس وتسليح ورسم خطوط أيديولوجية بشأن التعاون في التجارة والعلوم والتكنولوجيا.
وأضاف أنه إذا تم ترسيخ الأمن وضمانه بقوة، فإن حياة الشعوب في جميع البلدان ستكون أفضل.
افتتح مؤتمر ميونخ للأمن هذا العام يوم الجمعة ويستمر حتى يوم الأحد، بمشاركة نحو 150 من كبار المسؤولين، من بينهم أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، وقادة المنظمات الدولية لمناقشة التحديات والشواغل الأمنية العالمية الملحة.