خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
خوجالي نقطة سوداء في تاريخ البشرية الحديث
بقلم: علي سلمان العقابي*
*تعريف بالكاتب: #علي_سلمان_العقابي: عضو في الفرع #العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحُلفاء #الصين؛ وكاتب وصحفي معروف؛ وعضو في #نقابة الصحفيين #العراقيين، ورئيس تحرير #وكالة_المدائن_الإخبارية العراقية الشهيرة في مدينة #البصرة جنوب..
على مر العصور شهدت البشرية معارك وحروب أودت بحياة الملايين من البشر نتيجة أطماع استعمارية لدول إمبريالية هددت حياة المدنيين بالخطر. وراح ضحية تلك الحروب العديد من الاطفال والنساء وكبار السن،إضافة الى الجنود العسكر الذين تفرض عليهم الدول الخوض بهذه الحروب. وبعد حروب التحرر والثورات والانتفاضات شهد العالم استقراراً نسبياً وبدأ حركة عمران وترميم وبناء ماخلفته قوى الشر الإمبريالية التي فتكت بالأرض فدمرت الحجر والشجر .
حتى وقعت مجزرة خوجالي التي عدّها المراقبون حينها انها وصمة عار في جبين الانسانية ونقطة سوداء في تاريخ البشرية الحديث.
هذه المجزرة راح ضحيتها 613 شهيد مدني أذري إثر دخول القوات الاحتلالية الأرمينية إلى اقليم قرة باغ الاذربيجاني في عام 1992، حيث دلفت إليها القوات الغازية المدينة في25 -26 شباط من عام 1992، وقام الضباط في القوات الأرمينية بارتكاب هذه المجزرة المروعة حينها، والتي هزت العالم باسره.
فقد اقدمت القوات الغازية على إبادة جماعية لم يسلم منها الطفل ولا المرأة او الرجل المُسن.
وفي كل عام من هذا التاريخ تمر هذه المأساة الانسانية على نفوس الشعب الاذربيجاني والاحرار في كل العالم بألم مستذكرين ما حصل من جريمة بحق الانسان، بعيدة كل البُعد عن الانسانية، فما حصل في خوجالي من قتل وتهجير وقطع رؤوس الاطفال كان جريمة مروعه بحق الانسانية جمعاء، إذ انتهكت فيها القوات الأرمينية جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومنها اتفاقية جنيف لعام 1949، واتفاقية الامم المتحدة لمنع ومعاقبة الابادة الجماعية، واتفاقية الحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات اللاإنسانية والمهينة، واتفاقية حقوق الطفل،إضافة الى العديد من الاتفاقيات التي حرّمت تعذيب اسير الحرب وحرّمت قتل المدنيين العُزل اثناء الحروب، فقد تجاوز الجيش الأرميني كل هذه الاتفاقيات، بل تعدّى حدود الانسانية التي نصت عليها الأديان السماوية جمعاء، فَ فتكت بالأبرياء العزل، واثبتت الصور التي ظهرت بعد الابادة كيف تجرّأ الضباط الأرمن على قطع الرؤوس وبقر البطون للنساء الاذريات الحوامل في ابشع جريمة كشفت عنها التحقيقات الجنائية الدولية، دللت على وحشية الفاعل.
خوجالي … الدمعة الحزينة التي لازالت تتوارى في عيون كل ابناء الشعب الأذربيجاني لما حملته هذه الفاجعة من إلم وحزن في مأساة مروعة لأكثر من مليون مدني بين تهجير وأسير لازال البعض منهم مُغيّب الى الآن ولايُعرف له مصير.
في الذكرى 29 لمجزرة خوجالي التي صادفت 26 من شباط الحالي، انما نشارك اخوتنا في اذربيجان حكومةً وشعباً الالم والحزن،فنحن نعيش معهم نشوة النصر الذي حققوه في معارك التحرير الاخيرة لهذا الاقليم المغتصب،متمنين لهذه الدولة الرقي والازدهار والامان لأبناء شعبها الشقيق، المجاهد الذين سطروا أروع القصص في البناء والإعمار من أجل أن تكون باكو العزيزة مدينة السلام، وملتقى الثقافة والفن والأدب والعمارة، ووجهة السائح من كل مكان.