ليست تشانغ تشاو يينغ مذيعة محترفة تتمتع بالبلاغة الكافية لبيع المنتجات فقط، بل إنها أحد وارثة إيراث حرفة الديباج لقومية لي أيضا. حيث إن المنتجات التي تسوق لها تمثل التراث الثقافي الوطني غير المادي — “ديباج” قومية لي.
يُعرف الديباج الخاص بقومية لي باسم “الحفرية الحية لتاريخ صناعة النسيج في الصين” ويمتد تاريخه لما يقارب 3000 عام. تتمتع الأنماط والصور التي ينسجها أبناء قومية لي بأشكال فريدة ومميزة، كانت تلك الحرفة تواجه خطر “الانقراض” بسبب الوقت الطويل للانتهاء من المنتجات النهائية والعمالة الكثيفة التي تطلبها.
تشانغ هي واحدة من أبناء قومية لي، تعشق حرفة الديباج لقومية لي منذ طفولتها. في عام 2016، عادت إلى مسقط رأسها – محافظة بايشا، لإنشاء جمعية تعاونية تعمل على تصميم الحرف اليدوية عن طريق استخدام حرفة بديباج لقومية لي والترويج لها، وتسعى جاهدة لتعريف المزيد من الناس بحرفة الديباج لقومية لي.
ومع ذلك، فلم تكن البداية سهلة، فقد تسببت صعوبة التنقل ونقص التمويل والتداعيات السلبية لتكنولوجيا المنسوجات الحديثة في الكثير من العقبات التي واجهتها في البداية، وقد صممت تشانغ على السعي الى النجاح. حيث جمعت بين حرفة الديباج لقومية لي وأحدث صيحات الموضة والمفروشات المنزلية الحديثة لتصميم المنتجات المناسبة باستخدام حرفة الديباج لقومية لي.
في عام 2019، انتشرت ثقافة الديباج لقومية لي شعبية بين المزيد من مستخدمي الإنترنت بشكل تدريجي بفضل منصات التواصل الاجتماعي. بعد أن اختارت تشانغ مواقع تصوير مختلفة بمساعدة أصدقائها في مقاطعة هاينان الصينية الذين قاموا بتسجيل الأغاني والرقصات ومقاطع الفيديو والبث المباشر. قالت تشانغ: “تحتاج حرفة الديباج إلى الابتكار والاندماج مع شكل حياتنا المعاصرة.”
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت تشانغ دورات تدريبية مجانية لتعليم مهارات تلك الحرفة لنساء المحافظة. حيث يمكنهن أن يكملن أعمالهن في المنزل بعد اجتياز اختبارات بعض المهارات للتقييم، ثم تقوم الجمعية التعاونية بإعادة تدويرها. في عام 2019، بلغ معدل نصيب الفرد من الواحد من المزارعين في المحافظة 12912 يوانا، بزيادة أكثر من 3000 يوان لدخل المزارعين بفضل حرفة الديباج. قالت تشانغ إن التقدم نحو مجتمع رغيد الحياة لا يتم إلا بالعمل الجاد، وأن ذلك جعلها تشعربتحقيق المنجزات .
في النصف الأول من عام 2020، لم يكن لمعظم ورش حرفة الديباج أسواق متاحة لبيع المنتجات في المحافظة تأثرا بالتداعيات السبلية لوباء “كوفيد-19″، لكن بالنسبة إلى تشانغ، فلا تزال مستمرة في العمل الجاد. والبث مباشرة من المنزل لفتح قنوات جديدة لبيع المنتجات. قالت تشانغ: ” يتعين علي الاستمرار في العمل حتى في أصعب الأوقات، إذا لم أثابر واجتهد فيما أفعل، فسأفشل حتما.” تأمل تشانغ في الاستمرار في هذا المشروع واتاحة فرصة لأبناء المحافظة بالاستمتاع بحياة أفضل.
في الوقت الحاضر، حققت الجمعية التعاونية لـتشانغ مبيعات سنوية تصل إلى مليون يوان من خلال الاعتماد على المنتجات المصنوعة باستخدام حرفة الديباج لقومية لي، ما لا يحافظ على هذا الإرث الثقافي فحسب، بل يعبر رغبة لأبناء المحافظة تجاه حياة أفضل جيلا بعد الآخر.