خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
*بقلم: البروفيسور وو فو قوي / عبد الكريم
*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي.
*عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية.
*كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني.
*كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية.
*كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية.
حصل جاك ما على أعلى وسام شرف في الأردن
شهد هذا الشهر أحداثاً هامة على الساحتين الصينية والاردنية، وأبرز أيضا تميزاً خاصاً هذا العام، فـَ الـ18 من أغسطس / آب 2020 يعتبر بحق يوم مشهود في التاريخ، وسيجد بالتأكيد مكانة بارزة في مسيرة العلاقات الصينية الاردنية.
إنها لسعادة غامرة لي أن أشارك في هذا الحفل المهيب كوني شاهداً على حدث تاريخي باهر. فاجتماعنا في السفارة الأردنية في بكين، هو حدث مبارك ومناسبة سعيدة، وإن دل على شيء، فإنما يدل على امتداد تمازج الحضارات الصينية والاردنية التي تمتد جذورها في عمق القرون الماضية.
جاك ما الإنسان
تخيل أيها القارىء أنك تشد الرحال إلى مكان ما في الصين، في القرن الحادي والعشرين، وإذ بأمطار غزيرة تهطل عليك وأنت تسير على درب في إحدى القرى، وطفلك على ذراعيك، وتحمل أمتعة ثقيلة، وعليك أن تواصل المضي قدماً، وإذا بالليل الحالك قد حل، والظلام أصبح كاملاً والطفل يصرخ بصوت عالٍ، ثم وصلت إلى مفترق طرق وليس لديك أدنى فكرة عن أي اتجاه تسلك، وتقول لنفسك “ضللت الطريق”.
وفجأة ، تشاهد أحد المارة يسير مُسرعاً وسط المطر، وفي نفس اللحظة، يَراك ويتجه نحوك مباشرة. وبينما يسألك عن وجهتك، يخلع معطف المطر خاصته ويدثرك به أنت وطفلك ليقيكما المطر ويرافقك الى حيثما تريد. وما كدت تخطو داخل مقصدك وتوشك على التعبير نحوه بكلمه “شكراً” حتى يتلاشي وسط المطر.
و تظل تجهل اسمه حتى تدرك بعد سنوات عديدة أن هذا الشاب ذائع الصيت في الصين. ويدعى جاك ما وتتحدث عنه جميع وسائل الإعلام الصينية. وعبر مقابلات مع أولئك الذين عملوا أو استفادوا منه، استطعنا تكوين صورة فريدة عن جاك ما…
البحث عن جاك ما
منذ ذلك الحين، ترك اسم جاك ما وقصته في ذاكرة لا تمحى. و لكنها تركت في قلبي مشاعر امتنان عميقة، من خلال الاستفادة من حضور حفل توزيع الجوائز الذي أقامته السفارة الأردنية. أتمنى كم كل قلبي أن تتاح لي الفرصة لمقابلة “جاك ما”.
لحسن الحظ ، التقيت أخيرًا بجاك ما في السفارة الأردنية في الصين .
عرفت شخصية جاك ما من خلال القصص عنه وعرفت بالتالي حياتة وغصت فيها معه لاكتشف أعماقه، ولكني لم أعرف شخصه مباشرة. ومع ذلك، في 16 أغسطس، هذا العام 2020 أغسطس، تلقيت مكالمة هاتفية من قبل الصديق العزيز سعادة السيد السفير الأردني لدى الصين، حسام الحسيني، يدعوني فيها إلى حضور حفل تكريمي لرجل الأعمال الشهير جاك ما، مساء يوم18 أغسطس 2020 برعاية السفارة الأردنية لدى الصين ووزارة الخارجية الصينية.
وبحلول ذلك الوقت، قام السيد حسام الحسيني سفير الاردن لدى الصين، ونيابة عن الحكومة الاردنية، بإرسال هدية لرجل الأعمال الشهير جاك ما، التي حوفظ عليها طوال القترة الماضية، في سفارة الاردن لدي الصين. وقد شعرت بالسعادة الغامرة و أنا أحضر هذا التكريم الكبير.
أتذكر الساعة 7:00 من يوم 18 أغسطس، حينها وصلت إلى قاعة الاجتماعات في سفارة الاردن في بكين، وشاهدت مكاناً بسيطا، لكن الزهور الموزعة هنا وهناك خلقت جواً مليئاً بالدفء و الفرح والعَظمة. واجتمع في هذه القاعة جميع الضيوف على جميع مستوياتهم الرفيعة، جاؤوا للمشاركة في هذا التكريم المميز.
تكريم جاك ما بوسام شرف
بدأ الحفل بنقل السفير الأردني لدى الصين حسام الحسيني تهاني من جلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عَبّر فيها عن شكره الجزيل لما قدمه رجل الآعمال جاك ما، بعد ذلك، ووسط تصفيق حار، قرأ السفير حسام الحسني سفير الاردن لدى الصين بحماسة وبعاطفة جياشة تشبه قراءة الشاعر لشعره، مرسوم منح وساك لرجل الأعمال جاك ما تقديراً لأعماله الخيرية في التبرع بالمعدات والمستلزمات الطبية، ومساهمته الكبيرة في مكافحة الوباء في الأردن والعالم، إذ قرّر جلالة ملك الأردن تكريم مؤسس شركة “علي بابا” ورئيس نادي رجال الأعمال الصينيين جاك ما، بمنحه “وسام الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتميز من الدرجة الأولى”.
وقال جاك ما لدى تكريمه، إن هذا الوسام وسام صداقة، وأنه لم يفعل الكثير من أجل مكافحة الوباء وبأنه يستلمه نيابة عن كل من قدم يد المساعدة .
لقد طبعت هذه الجائزة نصف قرن من عطاء جاك ما لللاردن و من الالتزام و الصداقة العريقة التي ربطته بهذا البلد وشعبه . وبالتالي ، شكلت هذه الجائزة عربون شكر وتقدير للجهود التي بذلها جاك ما من أجل تعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين الصين والاردن والعالم العربي والدولي وتطويرها .
وبهذه المناسبة ، صرح جاك ما قائلا : ” أعتبر هذه الجائزة من أغلى الأوسمة والجوائز التي منحت لي على الإطلاق وكرمتني بها أعلى وأهم القيادات من مختلف أنحاء العالم “غير أن هذه الجائزة لم تتوج عمل جاك ما مع الاردن وتضع له حدا ، بل على العكس من ذلك ، شجعته ليكرس المزيد من الجهود في هذا السبيل، ومنحته دافعا جديدا لمواصلة تعزيز العلاقات مع الاردن وشركاتها ومصارفها ومواطنيها .
وإنه لما يزيد من أهمية احتفالنا اليوم أنه يرسي تقاليد جديدة لتأكيد الصداقة الصينية الأردنية حيث يجعل من النراث التاريخي العظيم بين الشعبين الصيني والأردني جسرا يؤدى الى تعزيز علاقات الحاضر لكي تقوم عليها العلاقات المستقبلية بشكل أقوى وأفعل .
فمنذ إقامة العلاقات بين البلدين و بمجهود قائم من رئيسيهما وحكومتيهما , اتسع التعاون والتواصل وتعززت الصداقة بين الشعبين أكثر فأكثر , وصار مبدأ التعاون ميزة للعلاقات الدولية .
وبالمناسبة أقيم حفل التكريم في مقر السفارة الأردنية ببكين في يوم 18 أغسطس , حيث كرمت الأردن رجل الأعمال الصيني جاك ما بأعلى وسام شرف, وبتنظيم مشترك مع السفارة الاردنية في بكين, فإن هذا العمل يضمن تقديم ميراث الصداقة الصينية الاردنية, وتحقيق أحلام جميلة مشتركة “, ولاشك أنه يعد شكلا هاما لإحياء ذكرى الصداقة التقليدية الصينية الاردنية .
فهي ليست مجرد استذكار و تفكر في مسيرة ال42 عاما من العلاقات الودية بين البلدين بل هي زيادة على ذلك شاهد على رغبة الجانبين في تعميق وتوسيع هذه العلاقات لتلبي طموحاتهما في جميع المجالات .
بتكليف من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، قدم السفير الأردني لدى الصين حسام الحسيني عبد الله الثاني إلى مؤسس شركة علي بابا / رئيس نادي رجال الأعمال الصيني ما يون في مقر إقامة السفير الأردني لدى الصين يوم 18 اغسطس وسام الملك عبد الله بن حسين من الدرجة الأولى للتميز, وهو أعلى وسام في الأردن, وجاك ما هو أيضًا أول صيني يحصل على الميدالية. حيث تُمنح وسام التميز الملكي فقط لأولئك الذين قدموا مساهمات بارزة للأردن.
في الأشهر القليلة الماضية ، أصبح الوباء العالمي متفشيا ويستدعي تدخلا عاجلاً ، فقد تبرع جاك ما بأكثر من 200 مليون مادة لمكافحة الوباء لأكثر من 150 منطقة في العالم بما في الأردن من خلال المؤسسة الخيرية ، كما قام ببناء منصة عالمية جديدة لمكافحة الالتهاب الرئوي التاجية تغطي 232 دولة ومنطقة. مما استحق جاك ما الحصول وسام التميز من الدرجة الأولى لملك الأردن.
التدقيق والتحرير: أ. مروان سوداح.
المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.
السيد جاك ما عنوان للإنسانية شعار للعمل و الجهاد