CGTN العربية/

تُظهر أحدث البيانات أن جائحة كورونا الجديد تسببت في إظهار معدل العمالة الأمريكي اتجاه نمو متباطئ، كما أن الارتداد الأخير للأسهم الأمريكية الذي كان معظمه من أسهم التكنولوجيا يعكس مخاوف السوق بشأن الاقتصاد الأمريكي أيضا. في الوقت نفسه، جعل الوضع الخطير للوقاية من الوباء والسيطرة عليه وحرائق الغابات المفاجئة في ولاية كاليفورنيا الطريق إلى الانتعاش الاقتصادي الأمريكي صعبا للغاية.

تزايد معدلات البطالة عن ما كانت عليه قبل كورونا

أصدرت وزارة العمل الأمريكية مؤخرا بيانات تظهر أن عدد العمالة الجديدة في القطاع غير الزراعي الأمريكي في أغسطس كان 1.37 مليون، وهو أقل من توقعات السوق وليس جيدا مثل المستوى بعد التعديل في يوليو. انخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة من 10.2% في يوليو إلى 8.4% في ذلك الشهر، مما يدل على أن سوق التوظيف تحسن في ظل الانتعاش البطيء للاقتصاد، لكنه في حالة تراجع مقارنة بما كان عليه قبل كورونا.

على كل حال، كان عدد العمالة في القطاع غير الزراعي في أغسطس أقل بمقدار 11.5 مليون شخص عن فبراير، كما زاد عدد العاطلين عن العمل الدائمين بمقدار 2.1 مليون شخص منذ فبراير. تجاوز عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة لأول مرة في أسبوع واحد خلال الأسبوعين الماضيين بمقدار مليون شخص، وهو رقم لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه قبل تفشي جائحة كورونا.

يرى بعض المحللين أنه على الرغم من استمرار معدل البطالة في الولايات المتحدة في الانخفاض مؤخرا، إلا أن ما يقرب من نصف العاطلين عن العمل خلال جائحة كورونا لم يعودوا إلى العمل، وانتعش جانب الطلب ببطيء نسبيا، وسيستغرق الأمر وقتا حتى يعود سوق العمالة إلى مستوى ما قبل جائحة كورونا. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب تأخر الكونغرس في التوصل إلى اتفاق بشأن جولة جديدة من إجراءات التحفيز الاقتصادي، فإن الإعانة المالية المطلوبة بشكل عاجل للشركات ليست في مكانها الصحيح، مما قد يشكل خطرا كبيرا على الانتعاش الاقتصادي في المستقبل.

في الآونة الأخيرة، صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن الولايات المتحدة سوف تكون بحاجة إلى أسعار فائدة منخفضة طويلة الأجل لدعم الفعاليات الاقتصادية. وحذر من أن الانتعاش الأقتصادي الأمريكي سيكون أكثر صعوبة في المستقبل.

الأسهم الأمريكية قد تدخل فترة مضطربة

بعد أن أصدرت وزارة العمل الأمريكية بيانات العمالة، انخفض سوق الأسهم الأمريكية وخاصة أسهم التكنولوجيا بشكل حاد. وقال كرانتوب، كبير محللي الاستثمار في تشارلز شواب، إن تقرير العمالة يجعل المستثمرين قلقين بشأن احتمالات الانتعاش الاقتصادي الأمريكي.

في الوقت نفسه، عاد مؤشر فيكس، المعروف باسم “مؤشر الخوف”، إلى 30% يوم الخميس من الأسبوع الماضي، مسجلا أعلى مستوى جديد له منذ منتصف يوليو، مما يعكس قلق السوق المتزايد بشأن الاقتصاد الأمريكي.

يرى المحللون عموما أن الصدمة الاقتصادية المحتملة الناجمة عن جائحة كورونا الجديد وعلامات الموجة الثانية من الوباء في الولايات المتحدة تسببت في حالة من الذعر في السوق. قال مديرو الصناديق والاستراتيجيون في وول ستريت إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستزداد احتمالية اضطراب السوق بشكل كبير.

مشكلة خفية بشأن الانتعاش الاقتصادي

في الربع الثاني من هذا العام، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بأكبر قدر له منذ تسجيل الرقم القياسي للانخفاض، وتفاقم جائحة كورونا وكارثة حرائق الغابات المفاجئة جعل مهمة الانتعاش الاقتصادي في المستقبل صعبة.

حتى الوقت الراهن، لا تزال الولايات المتحدة البلد الذي يعاني من أسوأ تداعيات لجائحة كورونا الجديد في العالم. قال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، وكبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية، إن وضع الوباء في بعض الولايات الأمريكية لا يزال خطيرا ولا ينبغي تخفيف تدابير الوقاية والسيطرة.

بالإضافة إلى جائحة كورونا، واجهت معظم المناطق بغربي الولايات المتحدة طقسا شديد الحرارة مؤخرا، وأعلنت ولاية كاليفورنيا حالة الطوارئ. وأظهرت بيانات من إدارة الأرصاد الجوية أن أعلى درجة حرارة في ولاية كاليفورنيا وصلت إلى 49 درجة مئوية في الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر. ووصف خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية درجات الحرارة المرتفعة بأنها “نادرة” و”خطيرة”.وقالت وكالة كهرباء كاليفورنيا إنه بسبب حلول موجة جديدة من درجات الحرارة المرتفعة، قد تتناوب مناطق مختلفة من الولاية لضمان إمدادات الكهرباء.

بالإضافة إلى ذلك، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرعدية، استمرت حرائق الغابات في الانتشار في أجزاء كثيرة من ولاية كاليفورنيا في يوليو، بمساحة إجمالية تزيد عن 6000 كيلومتر مربع. يتوقع الخبراء أن الموجة الجديدة من درجات الحرارة المرتفعة ستجعل من الصعب على ولاية كاليفورنيا إطفاء حرائق الغابات المشتعلة، وقد تتسبب في المزيد من حرائق الغابات.