CGTN العربية/
يشهد عالم اليوم تغيرات كبرى غير مسبوقة منذ مائة سنة مع جائحة فيروس كورونا المستجد التي تتفشى في أنحاء الأرض، وكذلك يشهد تصاعدا للحمائية والأحادية الجانب ورياحا معاكسة ضد العولمة واضطرابات مستمرة للأوضاع الدولية، ويستنقع الاقتصاد العالمي في أخطر الركود والانكماش منذ الكساد الكبير، مما فرض تداعيات خطيرة على الرفاهية الاجتماعية والمعيشية. فإلى أين سيذهب العالم؟ هل ستتصرف الدول بشكل منفرد وصولا إلى حد إفقار الجار؟ أو ستتجاوز الصعوبات بالتضامن والتآزر؟
أمام هذا مفترق الطرق المهم، يعلق العالم آمالا على مجموعة العشرين باعتبارها منبرا مهما لمواجهة الأزمات العالمية ومنتدى رئيسيا للتعاون الاقتصادي الدولي، لإعادة إطلاق الأصوات الداعية إلى التعددية والتضامن والتساند وروح الفريق الواحد، بما يحشد الجهود العالمية لمواجهة الجائحة وإنعاش وإعادة إعمار الاقتصاد العالمي، ويقود تيارا يتماشى مع تطور العصر، ويحدد اتجاها يتفق مع التقدم التاريخي.
منذ مطلع السنة الجارية، وبفضل القيادة القوية للسعودية كدولة الرئاسة، قامت دول مجموعة العشرين بمواجهة التحديات الناجمة عن الجائحة بالتعاون والتضامن، وحققت نتائج إيجابية ملموسة في مجالات اللقاح وتنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والتعامل مع ديون الدول النامية والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وتنقل الأفراد. في مارس الماضي، انعقدت القمة الاستثنائية لقادة المجموعة بشكل ناجح، الأمر الذي عزز ثقة دول العالم وأوضح الاتجاه لها في مكافحة الجائحة، ولاقت تقديرا عاليا من المجتمع الدولي. وذلك يدل مرة أخرى على صواب ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة الاستثنائية، إن مصالح دول العالم تترابط، والبشرية تشارك في مستقبل واحد. فإن الفيروس لا يعرف الحدود، ولا يميز بين الأعراق، فلا نستطيع هزيمته إلا بالجهود المتضافرة.
في الوقت الحالي، مال زالت الجائحة تتفشى في العالم بشكل خطير، وتأتي الموجة الثانية بصورة شرسة، الأمر الذي جعل المهام أصعب في احتواء الجائحة وضمان معيشة الشعب وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. في ظل هذه الظروف، يتابع المجتمع الدولي بكل اهتمام قمة الرياض، آملا في أن تبعث القمة رسالة إيجابية وتتوصل إلى رؤية عملية للتعاون في هذه القمة. في الوقت نفسه، بدأ جميع الأطراف إعادة التفكير المعمق في أوجه القصور ونقاط الضعف التي كشفتها الجائحة في منظومة الحوكمة العالمية، وتتطلع للتوصل إلى حل في هذه القمة بشأن إصلاح الحوكمة العالمية في “العصر ما بعد الجائحة”.
يرى الجانب الصيني أن قمة الرياض ليست قمة سيتم فيها استخلاص خبرات التعاون في إطار مجموعة العشرين منذ مطلع العام الجاري وتخطيط خطوات التعاون في المرحلة القادمة فحسب، وإنما تشكل فرصة مهمة لاستكمال منظومة الحوكمة العالمية في “العصر ما بعد الجائحة”. نتطلع إلى تعزيز التعاون في المجالات التالية من خلال هذه القمة، استجابة للهموم الكبرى والملحة للمجتمع الدولي.
أولا، الالتزام بتنفيذ تعددية الأطراف واستكمال الحوكمة العالمية.
يجب تعزيز النظام الدولي الذي تكون الأمم المتحدة مركزا له، واستكمال منظومة حوكمة العولمة من أجل معالجة أوجه القصور للحوكمة العالمية التي كشفتها الجائحة، ورفع القدرة على مواجهة كافة التحديات الكونية في مجالات الصحة العامة وتغير المناخ وأمن البيانات.
ثانيا، الالتزام بمفهوم “الحياة أولا” وإقامة مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للجميع.
يجب دعم الدور القيادي والتنسيقي لمنظمة الصحة العالمية وتسريع عملية التطوير والإنتاج والتوزيع للقاحات ضد جائحة فيروس كورونا المستجد كمنفعة عامة للعالم وجعلها ميسورة ومتاحة للجميع.
ثالثا، تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وتدعيم انتعاش الاقتصاد العالمي.
يجب النظر إلى الترابط الوثيق بين كافة الدول بنظرة أكثر إيجابية، وإبقاء سلسلة الصناعة في حالة الانفتاح والاستقرار. كما يجب ضمان معيشة الشعب الأساسية وإيجاد نقاط جديدة للنمو، وخاصة إطلاق الإمكانية الكامنة لنمو الاقتصاد الرقمي وخلق بيئة سوق منفتحة وعادلة ونزيهة وغير تمييزية.
رابعا، يجب وضع التنمية في المكانة المحورية للتعاون الدولي والاهتمام بالصعوبات التي تواجهها الدول النامية، وتعزيز الدعم للدول التي تعاني من ضغوط كبيرة جراء الجائحة الشرسة من خلال تنفيذ مبادرة تعليق خدمة الديون وغيرها من الإجراءات، والوفاء بالتعهدات الواردة في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، ومساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 في يوم مبكر.
قد سيطرت الصين على الجائحة بشكل فعال، وتعمل الآن على تشكيل معادلة تنموية جديدة، وستطلق الخطة الخمسية الـ14 قريبا. يحرص الجانب الصيني على العمل مع كافة الأطراف على دعم الدور القيادي للسعودية كدولة الرئاسة وضمان نجاح قمة الرياض وتثبيت ثقة المجتمع الدولي بالتغلب على الصعوبات، والعمل سويا على إقامة مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل مفاجئ، وتكررت موجاتها بين حين وآخر، وقد أصبحت أخطر حادث طارئ عالمي في مجال الصحة العامة للبشرية منذ الحرب العالمية الثانية، وشكلت تهديدات كبيرة على سلامة وصحة الشعب والتحديات الضخمة على أمن الصحة العامة العالمية، وأتت بالتداعيات الخطيرة على دول العالم، وألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي.
في وجه الجائحة الشرسة والمخيفة، لم يتراجع المجتمع الدولي، بل وتساندت وتآزرت شعوب العالم بروح الفريق الواحد، مما جسد شجاعة البشرية وعزيمتها وحبّها التي أضاءت الظلام الحالك للكوارث الكبرى. كما أشار إليه الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ3 للمعرض الصيني الدولي للاستيراد، كانت عجلة المجتمع البشري تتقدم دوما إلى الأمام، وستستمر تقدما بكل التأكيد، مهما كانت مخاطر وكوارث وتيارات معاكسة.
في وجه الجائحة، ظلت الحكومة الصينية تلتزم بمفهوم الشعب أولا والحياة أولا، وتعمل على التوفيق بين الأعمال الوقائية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل علمي، مما حقق نتائج استراتيجية هامة. شهد الاقتصاد الصيني زخم الاستقرار والتحسن، وحقق نموا إيجابيا في الأرباع الثلاثة الأولى، ونجحنا في ضمان حياة المواطنين بشكل فعال، وسنحقق هدفي بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل والتخلص من الفقر في القريب العاجل. قد وضعت الدورة الكاملة الـ5 للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني التي اختتمت للتو تخطيطا شاملا للتنمية في مرحلة “الخمسية الـ14″، وذلك يعني أن الصين ستطلق مسيرة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وستدخل مرحلة جديدة من التنمية.
إن الصين ملتزمة بتسريع تشكيل نمط تنموي جديد تكون فيه الدورة الاقتصادية المحلية كالدعامة الأساسية مع التفاعل الإيجابي بين الدورتين المحلية والدولية، وذلك سيشكل نظاما اقتصاديا أكثر انفتاحا على أساس السوق الصينية الضخمة. وقررت الصين بكل وضوح الالتزام بالانفتاح على نحو أوسع وأشمل وأعمق، بما يجعل السوق الصينية سوقا عالمية ومشتركة للجميع، ويجعل التنمية الصينية فرصة لدول العالم لتحقيق المنفعة المتبادلة في المستقبل.
لا يعرف الفيروس الحدود، ويحق لجميع شعوب العالم الاستفادة من اللقاحات والأدوية. نرحب ونتطلع بكل الإخلاص لمساهمة جميع دول العالم في تطوير اللقاحات. في هذا السياق، أعلن الرئيس شي جين بينغ بكل جدية في المناسبات الدولية العديدة أن اللقاح الصيني بعد نجاح تطويره وإنتاجه، سيكون منفعة عامة للعالم، بما يقدم المساهمة الصينية في تمكين الدول النامية من استعمال اللقاح بسعر مقبول. ستكون الصين صادقة لأقوالها وحازمة في أفعالها، وستفي بوعودها المذكورة أعلاه بكل جدية.
تبذل الشركات الصينية قصارى جهدها لتطوير اللقاح ليلا ونهارا، مع الالتزام الصارم بالقوانين العلمية ومتطلبات الرقابة، وقد حققت نتائج مرضية، هناك 11 نوعا من اللقاحات الصينية قد دخلت مرحلة التجارب السريرية، ومنها 4 أنواع من اللقاحات بدأت المرحلة الثالثة للتجارب السريرية في الخارج بعد الحصول على التصديق، وتؤكد البيانات على سلامتها ومناعتها الجيدة، مما جعل الصين في طليعة العالم من حيث البحث والتطوير للقاح. ظل الجانب الصيني يتبنى موقفا إيجابيا من التعاون الدولي في اللقاح، وقد انضم إلى “مبادرة التعاون لتسريع التطوير والإنتاج والتوزيع المنصف للقاحات والأدوية ضد فيروس كورونا المستجد” وبرنامج “كوفاكس” اللذين أطلقتهما منظمة الصحة العالمية وغيرهما من المبادرات المتعددة الأطراف، ويحرص على مواصلة التباحث مع جميع الأطراف حول إجراء التعاون الدولي في مجال اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
اتهام البعض ضد الصين بغياب الشفافية في ملف انتشار الفيروس
جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد بمثابة هجوم مباغت شنها فيروس مجهول على البشرية، وهي قد تحدث في أي وقت أو في أي مكان. بفضل القيادة والتخطيط الشخصي للرئيس شي جين بينغ، اتخذت الحكومة الصينية الإجراءات الوقائية الأكثر سرعة وشمولا وصرامة ودقّة، مما قطع تسلسل انتشار الفيروس بشكل فعال في اللحظة الأولى. نجحنا في احتواء زخم تفشي الجائحة خلال شهر ونيّف، وخفضنا عدد المصابين الجدد يوميا في حدود أقل من 10 مصابين خلال قرابة شهرين، وحققنا الانتصار الحاسم في معركة الدفاع عن مدينة ووهان ومقاطعة هوبي خلال قرابة 3 أشهر، مما حمى سلامة وصحة الشعب على نحو فعال.
في شهر يونيو الماضي، أصدرت الصين الكتاب الأبيض تحت عنوان “مكافحة جائحة كورونا المستجد: الصين تتحرك”، الذي يعرض بشكل شامل وكامل للعالم مسيرة الصين في مكافحة الجائحة، إن الحقائق والبيانات والتسلسل الزمني واضحة ومشهودة أمام العالم، وتصمد أمام اختبار الزمن والتاريخ.
ظلت الصين باعتبارها أول دولة سجلت فيها الجائحة، تتبنى موقفا مفتوحا وشفافا ومسؤولا، وتتقاسم المعلومات مع الخارج في اللحظة الأولى، وتقوم بالتعاون الدولي بشكل حثيث. ولاقت الخطوات القوية والفعالة التي اتخذتها الصين تقديرا عاليا من قبل الشخصيات المختصة في العالم بمن فيهم خبراء منظمة الصحة العالمية.
أودّ أن أؤكد مجددا على أن الصين أغلقت ممرات مغادرة مدينة ووهان في يوم 23 يناير الماضي وفرضت قيودا صارمة على تنقل الأفراد على نطاق البلاد، فور التأكد من حالات عدوى الفيروس بين البشر وفقا للدراسات العلمية، وكانت هذه الخطوات الهامة تطلق أقوى إنذار للعالم. آنذاك، لم تكن في الدول والمناطق الأخرى سوى 9 حالات إصابة مؤكدة، وكان هناك حالة واحدة فقط في الولايات المتحدة. حينما أغلقت الولايات المتحدة حدودها أمام جميع المواطنين الصينيين في يوم 2 فبراير الماضي، لم يكن هناك إلا أكثر من عشر حالة إصابة مؤكدة حسب ما أعلن عنه الجانب الأمريكي. غير أن بعض الناس في الولايات المتحدة تجاهلوا الحقائق الأساسية، ونشروا الشائعات مفادها بأن الصين هي التي نشرت الفيروس إليها وإلى العالم. فإن هذه التصرفات لوضع علامة جغرافية على الفيروس وتسييس الجائحة وإساءة سمعة الصين ليست إلا تلاعبا سياسيا لخدمة المصالح الأنانية، ويكون هدفها صرف النظر عن المشاكل وتحميل المسؤولية على الغير، الأمر الذي لاقى رفضا ومعارضة متزايدة في المجتمع الدولي.
قد أثبت العدد المتزايد من البحوث والأدلة على أنه كان من المرجح لحدوث الجائحة في عدة مناطق العالم. فنأمل من كافة الأطراف احترام الحقائق والعلوم، وتركيز الجهود على مكافحة الجائحة في بلادها، مع إجراء التعاون الدولي بشكل فعال.
تراجع العلاقات الصينية الأمريكية في ولاية دونالد ترامب
يكمن السبب الجذري للمرحلة البالغة الصعوبة التي تمر بها العلاقات الصينية الأمريكية في أن بعض الساسة الأمريكيين ينظرون إلى العلاقات الصينية الأمريكية بعقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية، ويرفضون اعتراف واحترام حقوق التنمية المشروعة للصين، ولا يريدون نجاح الاقتصادات الناشئة في العالم. إن عقلية التنمر ونزعة الأحادية الجانب تخالف القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وتخالف قواعد التنافس العادل في السوق، وتخالف الاتجاه الحتمي لتنمية البشرية وتقدمها، فلن تحظى بتأييد الناس ولن تدوم أيضا.
في عصر العولمة، قد أصبحت دول العالم مترابطة في مجتمع ذي مصلحة مشتركة، فأي محاولة للاستحواذ على الثمار التنموية للدول الأخرى بطريق الابتزاز واحتواء تطورها لن تفلح في تطبيقها. نأمل من الجانب الأمريكي العودة إلى العقلانية والنظر إلى تطور الصين والاقتصادات الناشئة الأخرى بشكل موضوعي وعادل، والسير مع الجانب الصيني إلى نفس الاتجاه، بما يعيد العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها الصحي والمستقر في أسرع وقت ممكن.
نزاع بين الصين والولايات المتحدة وغيرها من بعض الدول الغربية حول ملف المسلمين الإيغوريين
إن اتهامات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى ضد الصين في القضايا المتعلقة بشينجيانغ لا أساس لها على الإطلاق، إذ أن المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست قضية لحقوق الإنسان ولا العرق أو الدين، بل قضية تخص مكافحة الإرهاب وأعمال العنف والانفصالية.
في السنوات الماضية، كانت شينجيانغ تتعرض لتغلغل عناصر الإرهاب الدولي، وتشهد تنامي “القوى الثلاث” (القوى الانفصالية القومية والقوى المتطرفة الدينية والقوى الإرهابية العنيفة) التي نفّذت آلاف أحداث العنف والإرهاب، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجماهير الأبرياء وخسائر فادحة لممتلكاتهم.
من أجل صيانة أمن البلاد والحفاظ على الاستقرار والتنمية في شينجيانغ وضمان سلامة الأرواح والممتلكات لأبناء الشعب، ومن أجل التجاوب مع الدعوات الملحة لأبناء الشعب من كافة القوميات، اتخذت الحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الإيغورية الذاتية الحكم إجراءات مكافحة الإرهاب ونزع التطرف وفقا للقانون، مستفيدة من تجارب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب. وأحرزت هذه الإجراءات الاحترازية لمكافحة الإرهاب نتائج ملموسة، إذ لم تحدث أي حادثة إرهابية عنيفة على مدى قرابة 4 سنوات متتالية، الأمر الذي حمى بأقصى درجة ممكنة حقوق الحياة والصحة والتنمية لأبناء الشعب من كافة القوميات، ووفر لهم حياة سعيدة وآمنة، وأسهم في صيانة سيادة البلاد ووحدتها وأمنها.
في الوقت نفسه، ظلت شينجيانغ تضمن وفقا للقانون حقوق أبناء الشعب من كافة القوميات في المشاركة المتساوية في إدارة شؤون الدولة وإدارة شؤون مناطقها وقومياتها بطريقة الحكم الذاتي. وتم حماية الأنشطة الدينية الطبيعية التي يمارسها أبناء الشعب من كافة القوميات وحرية اعتقاداتهم الدينية وفقا للقانون.
لا يوجد فرق نوعي بين الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الصين في منطقة شينجيانغ لمكافحة الإرهاب وإجراءات الدول العديدة مثل السعودية في مكافحة الإرهاب ونزع التطرف. ويسجل المجتمع الدولي على نطاق واسع تقييما إيجابيا للسياسات الصينية في القضايا المتعلقة بشينجيانغ. منذ نهاية عام 2018، قام أكثر من 90 وفدا أجنبيا يتضمن أكثر من ألف شخص بمن فيهم سعادة السفير السعودي لدى الصين، بزيارة شينجيانغ على التوالي، وهم شاهدوا بأم أعينهم مدى الاستقرار الاجتماعي والوئام بين القوميات والنمو الاقتصادي في شينجيانغ. في المناقشة العامة للجنة الثالثة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، شاركت السعودية وغيرها من 48 دولة في البيان المشترك الداعم للسياسات الصينية المتعلقة بشينجيانغ. إن وقوف هذه الدول إلى جانب الحق وإعلاء الصوت العادل يدلّ على أن الحق والعدل يمثلان تيارا سائدا في المجتمع الدولي.
إن الشائعات المروعة التي صُنعت باستغلال القضايا المتعلقة بشينجيانغ لن تصمد أمام اختبار الحقيقة. ولن تتحول الأكاذيب إلى الحقائق حتى ولو كُررت لألف مرة. ونرحب بجميع الناس غير المتحيزين لزيارة شينجيانغ للاطلاع بعيونهم على الحياة الجميلة التي يعيشها أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات.
للمزيد من التقارير حول شينجيانغ..
نحو حياة أفضل: قصص واقعية لأهل شينجيانغ
الأزمة اليمنية و”اتفاق الرياض” والأوضاع في ليبيا وسورية..
يتابع الجانب الصيني بكل اهتمام الأوضاع في اليمن، ويدعم صيانة سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ويدعم الحكومة اليمنية الشرعية، ويدعم حل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، ويدعم دور الوساطة للأمم المتحدة كالقناة الرئيسية. نأمل من الأطراف المعنية تغليب مصلحة الدولة والشعب، وتنفيذ “اتفاق ستوكهولم” و”اتفاق الرياض” بخطوات ملموسة، ومواصلة دفع عملية الحل السياسي. في هذا السياق، بذلت الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبلد صديق لليمن، جهودا كبيرة للنصح بالتصالح والحث على التفاوض، وقدمت المساعدات إلى اليمن بقدر الإمكان، وتحرص على بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية في يوم مبكر.
شهدت الأوضاع في ليبيا تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، ووقع الوفدان العسكريان من الطرفين المتنازعين في ليبيا على اتفاق وقف إطلاق النار، وتم إجراء سلسلة من الحوارات السياسية والعسكرية، ويعرب الجانب الصيني عن الترحيب بذلك. ويرى الجانب الصيني دائما أن الحل العسكري طريق مسدود، ولا يمكن حل القضية الليبية إلا بالطرق السياسية. أولا، يجب احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها بشكل جدي ورفض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية الليبية؛ ثانيا، يجب التمسك بالحل السياسي كالاتجاه العام دون تزعزع، ويدعم الجانب الصيني دور الوساطة للأمم المتحدة، ويرحب بمشاركة دول الجوار لليبيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في عملية الحل السياسي للقضية الليبية؛ ثالثا، يجب التمسك بالمفاوضات السياسية ومكافحة الإرهاب في آن واحد، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود. يأمل الجانب الصيني بكل الإخلاص من الأطراف المعنية تقريب المسافة بينها وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بخطوات ملموسة واستئناف الحوار في يوم مبكر، ويدعو المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود ولعب دور إيجابي في سبيل استعادة السلام والأمان في ليبيا. سيواصل الجانب الصيني جهوده الحثيثة مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للقضية الليبية وإحلال السلام في ليبيا في يوم مبكر.
في الوقت الراهن، تشهد الأوضاع في سورية انفراجا بشكل عام، وتواجه عملية الحل السلمي للمسألة السورية فرصة جديدة. يرى الجانب الصيني دائما أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للمسألة السورية، ويدعو إلى صيانة استقلال سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ “الملكية والقيادة للشعب السوري” لدفع عملية الحل السياسي للمسألة السورية وتوحيد الجهود للقضاء على القوى الإرهابية في داخل سورية. إن حل المسألة السورية بشكل ملائم وفي يوم مبكر لأمر يتفق مع مصالح جميع الدول في الشرق الأوسط. يأمل الجانب الصيني في أن يخرج الشعب السوري من الأزمة ويعود إلى طريق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في يوم مبكر. ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل مع دول الشرق الأوسط وبذل جهود مشتركة معها ولعب دور بناء في حل المسألة السورية في يوم مبكر.