CGTN العربية/
تعتبر قرية دونان التابعة لمقاطعة يوننان قرية صغيرة للغاية على الخريطة الصينية، ولكنها عاصمة الأزهار المشهورة على المستوى الصيني حتى الآسيوي على “خريطة الأزهار”. لقد شق أهل القرية الذين يعيشون هنا جيلا بعد جيل طريقا متميزا نحو مجتمع رغيد الحياة عبر تطوير قطاع الأزهار لتصبح حياتهم المعيشية أجمل مثل الأزهار المتفتحة.
هوا مينغ شنغ، واحد من رواد الجيل الأول لفلاحي الأزهار الذين كانوا يعملون ليلا ونهارا لزراعة الخضراوات في وقت سابق. وخلال الثمانينات في القرن الماضي، بدأ بعض القرويين زراعة الزنبق الذي يباع بأسعار جيدة في الأسواق، الأمر الذي شجعه كثيرا على المحاولة، وعند التحدث عن تجربته الثمينة، قال هوا:” في البداية اشتريت الجذور ب90 يوان صينيا، ولم أتخيل أني سأحصل على أكثر من 160 يوانا صينيا بعد ثلاثة أشهر فقط. كان سعر الخضراوات 0.1 يوان كل كيلو، فأستطيع شراء كثير من المستلزمات والخضراوات في ذلك الوقت.”
ثم بعد ذلك، تم تحويل هوا مينغ شنغ جميع أراضيه إلى حقول الأزهار، وقام بإدخال الورود والقرنفل وغيرها من البذور الجديدة بعد الاستماع إلى اقتراحات الخبراء المتخصصين. وخلال السنوات البدائية، كان ينطلق من البيت قبل الشروق كل يوم لينقل الأزهار إلى سوق المدينة بالدراجة. وبعد ثلاث سنوات من العمل والاجتهاد، قد أصبح واحدا من أغنى فلاحى القرية بشكل سريع، الأمر الذي قد يدفع كثيرا من القرويين إلى طريق جديد لتحقيق الرخاء عبر زراعة الأزهار. أما اليوم، فقد صارت قرية دونان من إحدى أهم وأشهر أسواق الأزهار الضخمة على المستوى الدولي، واحتلت المرتبة الأولى في الصين من حيث إجمالي حجم المعاملات وقيمة المعاملات وقيمة تصدير الزهور خلال ال 22 سنة الماضية متتالية.
قالت شو ييجيا، نائبة مديرة إدارة صناعة الزهور في منطقة دونان: ” خلال السنوات الأخيرة الماضية، قمنا بإنشاء سوق الأزهار الجديدة التي تبلغ مساحتها 280 ألف متر مربع، إلى جانب ترقية وتحسين مركز تجارة الأزهار الدولي، الأمر الذي أسهم مساهمة كبيرة في تشكيل مجموعة الأزهار الحديثة التي تجمع بين قطاع زراعة الأزهار والمعاملة واللوجستية والسياحة وغيرها من القطاعات المتنوعة.
على الرغم من التأثيرات السلبية الكبيرة الناجمة عن وباء فيروس كورونا الجديد هذا العام، قد شق أهل القرية نمطا جديدا لتجارة الأزهار عبر التعاون المكثف بين الفلاحين والتجار والمنصة الإلكترونية، الأمر الذي وفر أسلوبا جديدا لشراء الأزهار بالنسبة إلى المستهلك الذي يستطيع متابعة العملية الإنتاجية الشاملة مثل القطف والتغليف والتسليم، بالإضافة إلى الحصول على الأزهار الجميلة في بيته مباشرة.
وخلال الأشهر السبعة الماضية من هذا العام، قد بلغ حجم المعاملة في منطقة دونان 4433 مليون زهرة، وتبلغ قيمتها الإجمالية 3520 مليون يوانا صينيا. وحسب المعلومات الإحصائية، قد ساعد قطاع الأزهار مساعدة كبيرة في زيادة دخل الفلاحين ليصل نصيب دخل الفرد أكثر من 30 ألف يوانا صينيا سنويا، إلى جانب دفع توظيف القرويين بصورة كبيرة في المناطق المجاورة.
قد شق أهل منطقة دونان طريقا متميزا نحو مجتمع رغيد الحياة بالاعتماد على زراعة وبيع الأزهار، وأصبحت حياتهم أجمل وأجمل، كل ذلك بفضل سياسة الحكومة الصينية التي قد شقت طريقا مليئا بالأزهار المتفتحة لتحقيق الرخاء المشترك.