صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
ردا على شائعات تحدثت بأن عددا كبيرا من الشركات اليابانية تقف في طوابير للانسحاب من السوق الصينية، استشهد المتحدث باسم وزارة التجارة قاو فنغ بوقائع وبيانات تفنّد هذه الشائعات. وقال إن معظم الشركات اليابانية والأجنبية، لا تفكر في مغادرة السوق الصينية. ووفقًا لبيانات وزارة التجارة، في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام، بلغ الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في الصين 800.68 مليار يوان، بزيادة قدرها 6.4٪ على أساس سنوي. وقدّر الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في شهر أكتوبر بـ 81.87 مليار يوان، بزيادة قدرها 18.3٪ على أساس سنوي، محققا نموا على أساس سنوي لمدة 7 أشهر متتالية. مما يعكس محافظة الصين على اتجاه ثابت وإيجابي في جذب الاستثمار الأجنبي.
وفي ظل صدمة وباء كوفيد -19 على الاقتصاد العالمي، تعمل العديد من الشركات الأجنبية على تعزيز انتشارها داخل السوق الصينية وزيادة حجم استثماراتها داخلها. كما دخلت مشاريع استثمارية أجنبية جديدة وشرعت أخرى في الإنتاج، بينها مشاريع بقيمة عشرات مليارات الدولارات. ونظرا لتنوع فرص السوق الصينية، بدأت العديد من الشركات الأجنبية التي هي في المراحل الأولى من النمو أو حتى المراحل الأولى من ريادة الأعمال دخول السوق الصينية. وتحافظ السوق الصينية على جاذبيتها العالية للاستثمارات الأجنبية، رغم التغيرات التي تشهدها سلسلة التوريد العالمية، بفضل مميزاتها النطاقية، وقدرات الدعم الصناعية المتكاملة ومواردها البشرية وبنيتها التحتية.
بالإضافة إلى ذلك، عملت الصين باستمرار على توسيع انفتاحها على العالم الخارجي، وأوجدت حلولا عملية للمشاكل التي تواجهها الشركات ذات التمويل الأجنبي، حتى تتمكن الشركات الأجنبية من الاستفادة بشكل أفضل من بيئة الأعمال الجيدة في الصين والاستفادة من عائدات التنمية في الصين. مما عزّز ثقة الشركات الأجنبية على توسيع استثماراتها داخل الصين. وفي ظل الضغوط التي ألقى بها الوباء على كاهل الاقتصاد العالمي، مثل نجاح الصين في السيطرة على الوباء دافعا مهما للاقتصاد الصيني لتحقيق التعافي والاستقرار. الشيء الذي زاد من ثقة المستثمرين الأجانب في السوق الصينية.
وعلى مستوى الإنتاج، تمكنت الصين من التغلب على آثار الوباء واستأنفت الإنتاج بشكل منظم وسلس. مما جعل الشركات الأجنبية ترى بشكل أوضح مرونة الصين كقاعدة إنتاج عالمية مهمة. أما على مستوى الاستهلاك، فتسعى الصين جاهدة لتوسيع الطلب المحلي وتحفيز حيوية السوق المحلية، مما يسمح للشركات الأجنبية برؤية إمكانات الصين وقدراتها كسوق استهلاكي عالي. وتقدّم العديد من العوامل ضمانات مهمة للشركات الأجنبية لمقاومة تأثير الوباء وتحقيق الاستقرار في أداء أعمالها. ونشر موقع وول ستريت جورنال في الولايات المتحدة مقالاً مفاده أن انتعاش الاستهلاك الصيني، قد ساعد بعض الشركات الأمريكية على تعويض الانخفاض الحاد في المبيعات المحلية.
على عكس ما يروج له البعض من شائعات حول مغادرة الشركات الأجنبية للسوق الصينية، فإن البيانات والمؤشرات تعكس تزايد ثقة الشركات الأجنبية في السوق الصينية، وهو ما يدفعها لزيادة استثماراتها داخل الصين. كما يجذب المزيد من الشركات الأجنبية الأخرى لدخول السوق الصينية.