صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

الفيروسات لا تعرف الحدود، والحرب على الوباء تشملنا جميعا. وخلال عملية مكافحة وباء الالتهاب الناجم عن فيروس كورونا المستجد الذي يدمر العالم، لا يمكن الاستغناء عن الطاقات المدنية. فيشارك المجتمع المدني الصيني بنشاط في النضال العالمي ضد الوباء، وتجتمع شعوب العالم حول مصير مشترك، لقد شهد العالم مجد الإنسانية من “الذات الصغيرة” إلى “الذات الكبيرة” ومن “الحب الصغير” إلى “الحب الكبير”.

لطالما قاتل المجتمع المدني الصيني جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى. فقد بدأت الجمعية الصينية لتعزيز التبادلات الدولية العمل المشترك لمكافحة الوباء بإطلاق مبادرة “طريق الحرير…عائلة واحدة”، ونفذت أشكالًا مختلفة من التعاون في مكافحة الوباء مع عشرات البلدان من خلال التبرعات المادية وتبادل الخبرات وإرسال المتطوعين. وقد أطلقت أكثر من 150 مجموعة ووحدة اجتماعية في الصين مبادرة “إجراءات الحزام الحريري الأخضر” ، حيث تبرعت بمواد لمكافحة الأوبئة لحوالي 20 دولة من بينها إيطاليا وإيران وسريلانكا وروسيا وموئل الأمم المتحدة (برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية).

 في نيبال، قامت المؤسسة الصينية للحد من الفقر وغيرها من الجمعيات بالتبرع ب”محطات صحية لغسل اليدين في إطارمكافحة الوباء”؛ في بلدان مثل إثيوبيا وميانمار، تقوم المؤسسة الصينية للحد من الفقر بتوزيع “عبوات غذائية” للأطفال الفقراء بشكل شهري؛ كما تغطي تبرعات مؤسسة الصين لتنمية السلام أكثر من 10 دول… أصبح العمل الخيري للعديد من المنظمات المدنية الصينية، المتمثل في مد يد المساعدة لمن هم في حاجة إليها، صورة حية للحب والصدق المتبادلين بالنسبة للشعب الصيني وبقية شعوب العالم. وقالت سفيرة باكستان لدى الصين، ناغمانا هاشمي، إن المساعدة غير الأنانية التي قدمها المجتمع المدني الصيني “تعكس بشكل كامل الحب والصداقة والثقة”.

كما أثبتت الشركات الصينية مسؤولياتها في ساحة المعركة العالمية ضد الوباء. وقد تبرعت مؤسسة ما يون ومؤسسة علي بابا الخيرية بمواد طارئة لمكافحة الأوبئة إلى 150 دولة ومنطقة، كما تبرعت بـ 100 مليون قناع طبي، ومليون قناع 5N9، ومليون كاشف اختبار الحمض النووي لمنظمة الصحة العالمية؛ كما أنشأت شركة تنسنت صندوقًا عالميًا لمكافحة الوباء بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لتوفير 7.7 مليون قطعة من المستلزمات الطبية إلى 15 دولة؛ وأنشأت شركة BGI مختبرات لاختبار الفيروسات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبروناي وبلدان أخرى، وذلك في إطار سعيها لتوفير الدعم العلمي والتكنولوجي الرئيسي لمقاومة الأوبئة المحلية. تعمل الشركات الصينية لوقت إضافي لأجل إنتاج وتصديرالمواد المضادة للوباء إلى 200 دولة ومنطقة … هذه هي صورة “الصينيين اللطفاء والشجعان والمسؤولين”، التي حظيت بالثناء والشكر من كل أصقاع العالم: “هناك أصدقاء صينيون يقاتلون معنا جنبًا إلى جنب، لدينا ثقة كاملة في الانتصار النهائي على الوباء “.

خلال الفترة الحرجة في مكافحة الوباء على الصعيد العالمي، انتشرت المعلومات الكاذبة التي تهدد الوضع العام لمكافحة الوباء والتعاون العالمي. وقد أصدرت رابطة “الحزام والطريق” للتعاون الإخباري والإعلامي، المتكونة من 205 وسيلة إعلام من 98 دولة، رسالة مفتوحة، دعت من خلالها الأعضاء في الرابطة إلى لعب دور إعلامي فعال، ومواصلة الإبلاغ عن المعلومات الدقيقة والموثوقة الخاصة بمكافحة الوباء، ونقل المزيد من المعلومات عن التضامن والدعم للجمهور، والالتزام بمسؤوليات وسائل الإعلام والأخلاق الإنسانية، وتعزيز البناء المشترك لدول “الحزام والطريق” في مكافحة الوباء، والعمل بروح الفريق الواحد. إضافة إلى ذلك، لعب دور في ربط قلوب الناس عبر “الحزام والطريق” خلال هذه الفترة الخاصة، وجعل الشعوب في البلدان على طول طريق الحرير تشعرتمامًا بحسن النية والدفء الذي تتميز به الصين والشعب الصيني. قال إيكيبو سيرفي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “وسائل الإعلام المستقلة” في جنوب إفريقيا، وهي الوحدة الإدارية لرابطة “الحزام والطريق” للتعاون الإخباري والإعلامي، إن دائرة أصدقاء “الحزام والطريق” تنقل طاقة إيجابية مليئة بالثقة والأمل.

 لو قمنا بعملية بحث عن أصل مشاركة المجتمع المدني الصيني في مكافحة الوباء على الصعيد العالمي، فإنه ليس من الصعب العثور على رمز خاص متجذر في الجينات الحضارية للأمة الصينية. لدى الشعب الصيني شعور وطني بأن الجميع مسؤول أمام التحديات وفي كل الأوقات، ولديه طموح بعالم مشترك بين جميع الشعوب ومجتمع مثالي ومنسجم، كما تنتابه أيضا مشاعر نبيلة تجاه التقاليد الجميلة للعالم. خلال النضال العالمي ضد الوباء، تبادل العلماء الصينيون تجاربهم بشكل مسؤول وغير أناني، كما أن الشركات الصينية قامت بعمليات المساعدة بشكل نشط، وساعدت منظمات المجتمع المدني الصيني دولًا مختلفة بطرق مختلفة، واتخذت وسائل الإعلام الصينية زمام المبادرة في تحمل المسؤولية والتحلي بالأخلاق … يدرك الشعب الصيني أن المصير البشري مشترك، ويعلم شديد العلم أنه فقط من خلال العمل معًا لصالح البشرية جمعاء يمكننا أن نحقق أقصى قدر من الحفاظ على صحة الإنسان ورفاهه وتعزيز تنمية الحضارة الإنسانية وتقدمها.

في ساحة المعركة العالمية لمكافحة الوباء، اجتمعت التدفقات المتتالية من التضامن والأخلاق والتقدم في قوة مهيبة، وكتبت فصلاً مؤثرًا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. تنقل القوى المدنية حبًا كبيرًا عابراً للحدود الوطنية، وتجلب الأمل والقوة لكل شعوب العالم للتغلب على الوباء.