صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
بعد كشف صحيفة ” نيويورك تايمز” عن أن الحكومة الامريكية تدرس حظر سفر جميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتهم إلى الولايات المتحدة، وما أثاره من الراي العام مؤخرا، استهدف وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الحزب الشيوعي الصيني في مقابلة يوم 18 يوليو الجاري، معلنا أن “القلق الأمريكي ليس من الصين الصاعدة، ولكن من الصين الصاعدة تحت حكم الحزب الشيوعي الصيني “. وردا على هذا التصريح غير المسؤول، نشر رئيس تحرير صحيفة “غلوبال تايمز” هو شيجين مقالاً تحليليا يعطي من خلاله درسا لأولئك الذين لا يعرفون من الساسة الأمريكيين، من هو الحزب الشيوعي الصيني.
يعتقد هو شيجين أن هؤلاء السياسيين الأمريكيين الذين لا يقلقهم صعود الصين، وانما صعود الصين تحت حكم الحزب الشيوعي الصيني لا يعرفون جيدا ما يعنيه أن ينتسب إلى الحزب 93 مليون عضوا، حيث يتجاوز هذا العدد الخيال الغربي، فهو أكبر من اجمالي عدد سكان ألمانيا. وإذا كان الهدف من العقوبات الأمريكية يشمل أفراد عائلة الـ 93 مليون عضو أيضًا، بما في ذلك أزواجهم وأطفالهم وأولياء أمورهم، فإنهم سيضيفون ما لا يقل عن هناك 300 مليون شخص، أي ما يعادل إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة. وإذا اضيف الأقارب والأشقاء وعائلاتهم، فسيتم ضم حوالي نصف عدد سكان الصين. ما يعني ان أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأقاربهم يشكلون نصف المجتمع الصيني، ومن منظور آخر، هناك عدد قليل جدًا من الصينيين الذين ليس لديهم أقارب أو أصدقاء من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني. لذلك، سواء كانت الدولة أو الشعب، فقد دمج فيها أعضاء الحزب الشيوعي الصيني إلى درجة لا يمكن وصفها بمفردات العلوم السياسية الغربية.
كما أوضح هو شيجين، من هم أعضاء الحزب الشيوعي الصيني. ويعتبر الحزب الشيوعي الصيني أعلى هرم السلطة في الصين لفترة طويلة، لذا فإن معظم المسؤولين الرئيسيين في مختلف الإدارات في الصين هم أعضاء في الحزب، ومعظم النشطاء والقوى النشطة في جميع القطاعات ومناحي الحياة هم أيضًا أعضاء في الحزب. وإنهم مثل الجذور الغنية لشجرة الحزب الشيوعي الصيني التي توغلت في التربة الاجتماعية، ومشاركة في بناء المجتمع الصيني.
إن الحزب الشيوعي الصيني ليس حزبًا سياسيًا في النظام السياسي الغربي، فهناك اختلافات نوعية بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب ذات النمط الغربي من حيث الحجم والغرض وآلية التشغيل والأدوار، فهي أحزاب ذات طبيعة مختلفة تمامًا. وإن الحزب الشيوعي الصيني هو نتاج مزيج من الماركسية والظروف الوطنية للصين، فمن المستحيل فهم الحزب الشيوعي الصيني فقط من خلال الاعتماد على الخبرة التاريخية والاجتماعية والسياسية الخاصة للغرب.
معظم أعضاء الحزب الشيوعي الصيني المنضمين الى الحزب منذ الشباب، وعادة ما يكون لدى المنضمين إلى الحزب مُثُل، ولديهم أداء مهني قوي في عملهم، ويؤمنون بروح الجماعة والتكاتف، واخذ زمام المبادرة للقيام بمهام أكثر صعوبة والدفع أكثر من الآخرين. وفي مواجهة الكوارث وغيرها من المواقف الملحة والخطيرة، وقف أعضاء الحزب الشيوعي في الصفوف الأمامية، وهذا هو التصور والمتطلبات المشتركة بين أعضاء الحزب والمجتمع. كما أصبح “الأعضاء الشيوعيون أولا ” مرة أخرى شعارًا مشتركًا على خط المواجهة خلال الحرب التي شنتها الصين ضد وباء كوفيد -19، وعدد كبير من الطاقم الطبي، بما في ذلك لي ون ليانغ، الذي فقد حياته بسبب أصابته بالوباء، هم أعضاء في الحزب الشيوعي الصيني.
كما أشار هو شيجين إلى الجانب المعقد الذي يواجهه الحزب الشيوعي الصيني الضخم الذي يحتضن 93 مليون عضو. حيث ظهر عدد صغير من العناصر الفاسدة من كوادر الحزب الشيوعي الصيني على جميع المستويات، مما أدى إلى حملة حازمة لمكافحة الفساد من قبل الحزب بأكمله. ولقد حصل الحزب الشيوعي الصيني على دعم وثقة الشعب، على وجه التحديد، بسبب المناخ الفعال لمكافحة الفساد والأجواء الصالحة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ما تسبب في خيبة أمل القوى المعادية للصين في الولايات المتحدة. ويعمل الحزب الشيوعي الصيني مع الشعب بأسره لتغيير مصير الأمة الصينية بالكامل، فهو لا يقود الشعب فحسب، بل مندمج في الشعب بالكامل، وهذه الطبيعة الأساسية لم تتغير أبدًا.
يعتقد هو شيجين، أن الدعوة إلى الفصل بين الحزب الشيوعي الصيني والشعب، والضربات الدقيقة ضده هو وهم وحيرة للنخب الحاكمة القليلة في الولايات المتحدة. ويعتبر هذا أمرا منافقا ومتعجرفا، لأنه يشبه مهاجمة قلب شخص وجهازه العصبي، ولكن الادعاء بأنه صديق لكامل الجسم. وبلا شك، فإن معارضة جميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني بمثابة معارضة ضد الشعب الصيني بأسره. حيث أن الحزب الشيوعي الصيني يعتبر مصالح جميع الناس هي مسؤوليته الخاصة، والتي تشكل أيضًا مصدر قوة قوي للحزب الشيوعي الصيني، في حين إن الأحزاب السياسية في ظل النظام الغربي هي أدوات سياسية مفتوحة تستخدم لتحقيق مصالح مجموعة معينة.
ويرى هو شيجين، أن معارضة الإدارة الأمريكية الحالية الحزب الشيوعي الصيني علنا، يهدف الى بث الكراهية العميقة بين البلدين والشعبين، وإخراج الصراع بين الجانبين من صراع المصالح الى المواجهة الأساسية. وإن الصين والولايات المتحدة هما أكبر قوتين شاملتين في العالم اليوم، وكلاهما قوة نووية ولديهما قدرات تعبئة استراتيجية قوية للغاية. سؤال: ماذا تعني هذه المواجهة في القرن الحادي والعشرين؟ ماذا تعني لمن يريد السلام؟
تعتبر الولايات المتحدة أكثر المناطق تضررا في العالم بكوفيد -19، ويخشى أنه لن يتحسن في المستقبل القريب. ولنكون صادقين، هناك قلة من الصينيين على استعداد للذهاب الى الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين باستثناء ذوي الظروف الخاصة، والعقوبات على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني التي تختمرها وسائل الإعلام الأمريكية ستكون بلا معنى لفترة طويلة. وإن مهاجمة الولايات المتحدة علنا للحزب الشيوعي الصيني بدون تحفظ، قد كسر الحد الأدنى من دبلوماسية القوى الكبرى والحضارة الأساسية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، سيدفع العالم الى الحرب الباردة علنا، وهي جريمة ضد الإنسانية.