شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تعرف على خصائص الديمقراطية في الصين من خلال الدورتين السنويتين
فاتن دونغ
تنعقد حاليا في العاصمة الصينية بكين “الدورتان السنويتان” لعام 2023، وهي عبارة عن الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني والدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. كونها حدث رئيسي في الممارسة السياسية الصينية، قد نستطيع لمس من خلال الدورتين السنويتين جانب من جوانب خصائص الديمقراطية في الصين.
لنأخذ دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني هذا العام كمثال، حيث جاء إلى بكين للمشاركة فيها 2977 نواب من أنحاء البلاد، وسيقومون خلال الدورة بمراجعة الوثائق المهمة وتغيير الأفراد ويصوتون عليها إلى جانب تقديم اقتراحات. فمن هؤلاء النواب؟ وكيف يتم انتخابهم؟
كيف يتم انتخاب نواب المجلس الوطني لنواب الشعب؟
هناك خمسة مستويات من مجالس الشعب في الصين. ففي المستوى الأقل للبلدة والمحافظة ينتخب الناخبون النواب بشكل مباشر، ويقومون أولئك النواب بانتخاب النواب في مجالس الشعب في المدن الذين يقومون بدورهم بانتخاب النواب على مستوى المقاطعات. وتتولى مجالس الشعب للمقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات بانتخاب النواب في المجلس الوطني لنواب الشعب. يذكر أنه يوجد حاليا في الصين ما مجموعه 2.77 مليون نائب في مجالس الشعب على جميع مستوياتها الخمسة، منهم أكثر من 2.62 مليون نائب من مستوي البلدة والمحافظة تم انتخابهم مباشرة من قبل أكثر من مليار ناخب، يمكن القول أن هذه هي الممارسة الأكثر حيوية للديمقراطية.
وعلى عكس أعضاء البرلمان في الغرب الذين يتخذون السياسة حرفة لهم ويكون لديهم عادة طاقم العمل الخاص بهم وفرق خاصة لحملاتهم الانتخابية، فإن النواب في مجالس الشعب ليسوا متفرغين ولا يتلقون أجرا إضافيا مقابل أداء واجباتهم كالنواب في مجالس الشعب. بل إنهم أشخاص من مختلف نواحي المجتمع والطبقات. وتشهد نسبة النواب النساء والعمال والمزارعين والفنيين المحترفين ارتفاعا تدريجيا، وحتى القومية الأقل سكانا في الصين لهم نائب واحد على أقل في المجلس الوطني.
على سبيل المثال، من بين 2977 نائب مجلس الشعب الوطني المشاركين في الدورة لهذا العام، هناك 442 نائبا من الأقليات العرقية يغطون جميع 55 أقلية عرقية في الصين؛ و790 نائبة، و497 نائبا من العمال والمزارعين والفنيين المحترفين.
كيف يؤدون النواب واجباتهم
لكونهم أفراد من الشعب وليسوا سياسيين محترفين ولا يمثلون أي مصلحة خاصة، فإن نواب المجلس الوطني يستطيعون التعبير عن مطالب الشعب والدفاع عن مصالحهم بالفعل.
الآن توجد في الصين أكثر من مائتي ألف مكتب للنواب تغطي جميع البلدات بشكل أساسي. ومن خلال هذه المكاتب تنظم مجالس الشعب بمختلف مستوياتها نوابها للقيام بالاستطلاعات وزيارات تفقدية ميدانية ولقاءات ومناقشات لمعرفة المشاكل الفعلية التي يواجهها الشعب، ومن ثم تقديمها إلى المجلس الوطني بشكل اقتراحات أو مشروعات، وبعد دراستها من قبل المجلس يتم تحويلها تدريجيا إلى تدابير سياسية لتحسين كفاءة الحوكمة وخدمة الشعب.
خلال خمس سنوات للمجلس الوطني الـ31 لنواب الشعب الصيني وحده، قدم نواب المجلس الوطني ما مجموعه 2282 مشروعا و43750 اقتراحا، تخص الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والبيئة وغيرها من المجالات، تعكس هذه المشروعات والاقتراحات رغبات الشعب بشكل مباشر، وهي مظهر ملموس لكون الناس سادة البلاد.
على سبيل المثال، في مواجهة صعوبة الخروج لكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقيمون في مباني سكنية قديمة دون مصاعد، قدمت نائبة اقتراحات حول “استجابة شيخوخة السكان بنشاط وزيادة الدعم المالي لتركيب المصاعد في المجمعات السكنية القديمة”، وطرحت مقترحات عن كيفية مواجهة الصعوبات التي تحد من حل هذه المشكلة، وقد تم التعامل مع هذه الاقتراحات بعناية من قبل وزارة المالية والإدارات الأخرى. خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2022، خصصت الحكومة ما مجموعه أكثر من 330 مليار يوان صيني من الإعانة لدعم أعمال ترميم 167 ألف مجمع سكني قديم، وتركيب 69 ألف مصعد.