رأى خبراء مصريون، أن المبادرة الصينية “فرصة” لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد صراعات عديدة، وتحتاج بالفعل لهذه المبادرة “الواقعية” لإنهاء الفوضى وحل النزاعات، بما يسهم في تحقيق الأمن الإقليمي والتنمية.
وقام عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، مؤخرا بجولة شرق أوسطية استغرقت أسبوعا، وشملت ست دول هي المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين.
واقترح وانغ، خلال الجولة مبادرة لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتتضمن خمس نقاط، هي الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والتمسك بالإنصاف والعدالة، وتحقيق عدم الانتشار النووي، وبناء الأمن الجماعي بشكل مشترك، وتسريع التعاون الإنمائي.
وأكد أن “الصين مستعدة للبقاء على اتصال وثيق مع جميع الأطراف بشأن مبادرة النقاط الخمس، والعمل عن كثب لتعزيز السلام والأمن والتنمية في الشرق الأوسط”.
وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشأن الصيني الدكتور ناصر عبد العال، إن إقدام الصين على طرح هذه المبادرة “أمر جيد جدا”، مشيرا إلى أن المنطقة تحتاج بالفعل لهذه المبادرة لحل الصراعات التي تشهدها.
وأضاف عبد العال، وهو أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن الصين تؤكد من خلال هذه المبادرة حرصها على حل النزاعات وإنهاء الفوضى وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتابع أن “الأمر المهم أن الصين تقدم رؤية قائمة على تحقيق العدالة والإنصاف والاحترام المتبادل وتحقيق الأمن الجماعي”.
ورأى أن “العلاقات الاستراتيجية بين الصين ودول الشرق الأوسط هي الأساس نحو تنفيذ هذه المبادرة. فصوت الصين مسموع لأنها شريكة استراتيجية لعدد من هذه الدول، وتتواجد فعليا على الأرض في إطار تعاوني يحقق مصلحة دول الشرق الأوسط”.
وتقيم الصين علاقات دبلوماسية مع جميع دول الشرق الأوسط، ورفعت علاقاتها خلال السنوات الماضية مع 13 دولة في هذه المنطقة إلى شراكات استراتيجية.
وتعد الصين، أكبر شريك تجاري ومستثمر رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.
وأردف عبد العال، “أعتقد أن المبادرة الصينية قابلة للتنفيذ، وقادرة على تحقيق الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.. لأنها رؤية جديدة.. كما أن تحقيق الأمن الجماعي المشترك والاحترام المتبادل والعدالة من شأنه تحقيق الاستقرار الإقليمي”.
بينما علق ضياء الفقي أمين عام غرفة التجارة المصرية الصينية على المبادرة الصينية، قائلا إن “الصين ما زالت تنتهج نفس النهج، فالسياسة الصينية ثابتة وغير متغيرة، وتعمل دائما بفكر العمل المشترك”.
وأوضح الفقي لـ(شينخوا)، أن وزير الخارجية الصيني أكد خلال جولته الشرق الأوسطية على سياسة الصين في دعم العمل والتعاون المشترك لصالح الجميع.
وأشار إلى أن الصين ترى أن الصراعات لا ضرورة لها، وتدعو إلى التكاتف والتعاون الثنائي والإقليمي لتحقيق الرخاء والتنمية.
وأضاف “أرى أن المبادرة الصينية واقعية.. والصين ودول المنطقة تستطيع إنجاحها.. والدول العربية تذهب إلى هذا الاتجاه خاصة مصر والسعودية والإمارات، فهي تنتهج نهجا واضحا في التعاون مع الصين”.
وشدد على أن “المبادرة الصينية فرصة لمنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل”، مشيرا إلى أن “العلاقات السياسية الاستراتيجية بين الصين ودول المنطقة سوف تدفع نحو تنفيذ المبادرة لتحقيق المصالح المشتركة”.
وتابع أن الصين تؤكد من خلال هذه المبادرة أنها “تدعم الحوار السلمي والاجتماعي والرفاهية والتنمية، حتى مبادرة الحزام والطريق تسير في نفس الاتجاه”.
ورأى أن طرح هذه المبادرة يعكس تزايد الدور الإيجابي للصين في الشرق الأوسط، ووجود الصين كلاعب فاعل يساهم في تنمية المنطقة.
من جهته، وصف الدكتور حسن رجب مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة قناة السويس المبادرة الصينية بأنها “ثرية جدا في المضمون وذات قيمة”.
وتوقع رجب، في تصريح لـ(شينخوا)، أن تجد هذه المبادرة ترحيبا من كل الدول العربية وشعوب المنطقة، لأن المبادرة تدعو إلى الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف وتعزيز الأمن الجماعي.
وأردف أن “الصين دائما تدعم دول المنطقة في الدفاع عن سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية، وأعتقد أن هذه المعطيات كفيلة بأن تعطي قوة دفع وزخم للمبادرة الصينية”.
وتابع أن “فرص تنفيذ هذه المبادرة كبيرة جدا، لأن الصين دولة كبيرة في المجتمع الدولي، وعضو فاعل في مجلس الأمن، وتدعو إلى السلام والتنمية في الشرق الأوسط.. والمبادرة الصينية إضافة جديدة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأوضح أن “الدول العربية وشعوبها مبهورة بتجربة الصين، التي أصبحت على مقعد الكبار في الاقتصاد العالمي، فهي نموذج ناجح وملهم لكل دول المنطقة في العمل على السلام والتنمية، وكل شعوب المنطقة تأمل في أن تكون المبادرة قوة دفع جديدة”.
*المصدر: CGTN العربية.