شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بهاء مانع شياع*
جائحة كورونا التي ضربت دول العالم المختلفة وأدت إلى خسائر بشرية واقتصادية هائلة ما تزال مجهولة ومبهمة، بالرغم من البحوث الطبية والعلمية الكبيرة التي تسعى المؤسسات الصحية العالمية لفك شفرتها وإيجاد علاج فعال يحد من دمارها على العالم.
بعد ظهور الفيروس اتخذت القيادة الصينية على عاتقها مسؤولية الإبلاغ بوجه السرعة بخطورة الفيروس عالميا وأبلغت منظمة الصحة العالمية الأممية، كونها الجهة الرسمية التي تعنى بالصحة العالمية لتتخذ الإجراءات المناسبة والمساعدة في الحد من انتشار الفيروس، فأبلغت المجتمع الدولي في الوقت ذاته بإعلان الحظر التام على ووهان بؤرة الفيروس وعزلها عن بقية مقاطعات الصين والعالم، بسبب عدم توفر المعلومات الدقيقة عن الفيروس وطبيعته، وهو إعلان لبقية دول العالم بتوخي الحذر والعمل على اتخاذ ما تراه مناسبا لتطويق الفيروس وخطره المحدق.
في الوقت الحالي إجراءات الوقاية الصحية السليمة هي العلاج الأنجح والوحيد للفيروس القاتل. ومثلما فعلت الصين بأول ظهور له في ووهان بمقاطعة هوبي، حيث أن الإجراءات المتخذة والسياسة الحكيمة للقيادة الصينية والتزام الشعب الصيني بها أدت إلى الحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه في بؤرته الرئيسية.
إضافة إلى إجراءات اخرى كما تطرق اليها الاستاذ مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين في برنامج وجها لوجه بثته القناة الصينية العربية ، قدمت الصين النموذج الأمثل في معالجة هذه الأزمة الطارئة لدول العالم المختلفة، وقد التزم البعض منها وأخذ التجربة الصينية نموذجا ناجحا، فيما تكابر البعض أو رفض تطبيقها فحلت الكارثة الكبرى بشعوبها وخرجت الأمور عن السيطرة فعانت كثيرا بسبب الخسائر البشرية الفادحة، وعلى وجه التحديد أمريكا و أوروبا .
نتيجة لتلك الخسائر تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إلقاء اللوم على الصين بانتشار الفيروس، بسبب فقدانها السيطرة عليه، ولإيهام شعبها بتشويه الحقائق لإبعاد مسؤوليتها نتيجة سياساتها الخاطئة وعدم اتخاذها الإجراءات السريعة والصحيحة للحد من انتشارالوباء. فسخرت الولايات المتحدة إعلامها والإعلام المغرض الدائر في فلكها ومسئوليها على إيهام العالم بشأن حقيقة كوفيد _19 ومصدره. فعملت بكل ما أوتيت به من قوة على هذا الجانب، فتارة تتهم الصين بإخفاء الحقائق عن الفيروس وخسائرها البشرية، وأخرى بتسببها بخلق الفيروس في مختبر ووهان، ومرة أنه مصدره سوق الحيوانات البرية والخفافيش. هذا التخبط الواضح والصريح يدل وبدون أدنى شك إلى كذب ادعاءاتها الواهنة. ومن جانب آخر تمارس الضغط على الحكومات الأوربية لنفس الغاية وتَبُثُ بين الفينة والأخرى مثل تلك التصريحات المنافية للحقائق الواضحة وضوح الشمس بأن الصين كانت أول متضرر من الفيروس وبأن إجراءاتها الصحيحة والناجعة حالت دون تفشيه وتمكنت من القضاء عليه. ولم تكتف بتجيير إعلامها المغرض فقط بل راحت تضغط على أعلى سلطة صحية أممية وهي منظمة الصحة العالمية من أجل تأييدها فيما تدعوا إليه، لكن رفض المنظمة لاتهاماتها ونواياها الخبيثة دفعها إلى قطع الدعم المالي المقدم لها، في أسلوب رخيص في وقت العالم بأمس الحاجة إلى التكاتف والتعاون في ظل تفشي جائحة كورونا.
وتجدر الإشارة أن السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريس والعديد من مسئولي دول العالم أدانوا هذا التصرف الغريب. وهناك سبب آخر من وجهة نظري المتواضعة دفع الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ هذا الموقف العدائي السافر تجاه الصين، إن الصين وبالرغم من انشغالها بمكافحة كوفيد_19 قدمت يد العون للعديد من دول العالم تجاوز المائة ومن ضمنها أمريكا ودول أوروبا، وقد لاقى هذا العمل الكريم الشكر والثناء على دور القيادة الصينية وعلى رأسها الرفيق شي جين بينغ، وترحيب كبير من شعوب العالم للموقف النبيل والمشرف للصين، التي لم تدخر وسعا في تقديم المساعدة بالكوادر والأجهزة الطبية ومستلزمات الوقاية المتنوعة، مجسدة بذلك مبادرتها الكبرى لتجسيد المصير المشترك للبشرية جمعاء.
وخشية حب وتقدير شعوب العالم للصين عملت إدارة ترامب على تشويه الحقائق وإلقاء اللوم على الصين في تفشي الفيروس محاولة بذلك التأثير سلبا على الرأي العام العالمي.
ومن جهة أخرى جاءت التصريحات المختلفة لمسئولين عالميين مفندة لما ذهبت إليه الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها الترامبية، حيث دحضت منظمة الصحة العالمية المغالطات الأمريكية مؤكدة أن الأدلة القائمة تدل على أن الفيروس ذو منشأ حيواني ولم يتم تصنيعه في المختبرات، وقد اتفق الخبراء والعلماء الموثوقون من أن منظمة الصحة العالمية والأوساط الطبية الدولية على أن مصدر الفيروس هو موضوع علمي محض لا يجب تسييسه، وقالت فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية ” إن جميع الأدلة المتاحة تدل على أن فيروس كورونا الجديد ليس فيروسا تم تخليقه أو التلاعب به في معمل أو أي مكان ما”.
فيما قال مايكل رايان رئيس برنامج الطوارىء الصحية لمنظمة الصحة العالمية ردا على وصم بعض الساسة الأجانب للصين بأنها مصدر الفيروس في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية ” أن موقف المنظمة تجاه مصدر الفيروس واضح جدا ويجب تجنب لغة الوصم. “
أما الخبير الروسي في علم الأوبئة والأحياء الدقيقة الكسندر سيمينوف قال ” أنه يمكن للباحثين التمييز تماما ما إذا كان الفيروس قد نشأ من الطبيعة أو تم تخليقه صناعيا من خلال تسلسل الجينوم الفيروسي وأن إضافة أجزاء جينية لكورونا الجديد بشكل مصطنع لا تتفق مع الحقائق، في الواقع أن ذلك من أجل إخفاء عدم كفاءة النظام الصحي في بعض البلدان وإهمالها في مواجهة الوباء”.
موقع ساينس آلرت الاسترالي أفاد إلى أن العلماء قد شرحوا أن فيروس كورونا الجديد ليس مصنعا، مشيرا إلى أن نفس الأوبئة الناجمة عن الفيروسات الطبيعية أمرا ليس نادرا، وكان العلماء قد توقعوا منذ فترة طويلة احتمال حدوثه .
عالم الأوبئة في جامعة لاتروب الاسترالية حسن فالي قال ” أنه يجب علينا أن نكون حذرين للغاية وأن لا ننشر أي شائعات لعدم إتاحة أي فرصة للأشخاص الذين يستغلون الأزمة العالمية لكسب رأس مال سياسي بشكل غير مسؤول”.
وتصريح عمدة نيويورك بأن كوفيد- 19 لم يأت لأمريكا من الصين بل من أوروبا هو تفنيد لادعاءات الحكومة الأمريكية ورئيسها ترامب ومساعديه بالتحديد . هذا النفي الواضح “لم يأت من الصين” بالتحديد لفيروس كوفيد- 19 أو كورونا المستجد وهو لتصريحات طبية عالمية معتبرة ولا تجامل على حساب المبادىء، تنفي بشكل قاطع علاقة الصين بالفيروس، فالصين صاحبة المبادىء الإنسانية والأخلاقية السامية التي تعمل من أجل إسعاد البشرية جمعاء بغض النظر عن اللون والعرق والطائفة ، عاشت الصين حرة أبية يقودها حزب الإنسانية الحزب الشيوعي الصيني.
#بهاء_مانع_شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية الأُولى للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، وعضو في الحزب الشيوعي العراقي فرع البصرة، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعةالصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي وكالة #السندبادالإخبارية، وعضو في #نقابة_الصحفيين العراقيين.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل
شكرا لشبكة طريق الحرير الصيني الغراء لنشرها مقالتي والمقالات التي تعنى بالحقيقة والشكر موصول للزميل عبد القادر خليل مدير تحرير الشبكة على جهوده الكبيرة .