بسم الله
رسالة من صحفي أذربيجاني حر للأُمة العربية وقادتها
باكو – خاص بشبكة طريق الحرير الإخبارية:
بقلم عباد باغيروف
أتابع وشعبي الأذربيجاني يومياً وعن كثب، وإلى جانبنا جمهرة من خريجي الجامعات العربية؛ المتآخين والمتعاضدين مع المواطنين الأذريين المقيمن في الدول العربية؛ مختلف الأنباء ومواقف شتى الدول بما يخص الإحتلال الأرميني الذي طال أمده لنحو ثلاثة عقود لمنطقة قراباغ الجبلية الأذربيجانية تاريخاً وهويةً.
أنني كأذربيجاني – متحمس لقضايا الشعوب ومُنَاصِر لتحقيق العدالة لها، وفي القلب منها قضايا الشعوب العربية الشقيقة التي تنعكس أخبارها لحظة بلحظة في أنشطة سفاراتها المعتمدة في باكو – يَدُق قلبي بقوة وبلا توقف، ويَنشدُ لمناصرةً كاملة وتامة لهذه القضايا.
وفي هذه المسيرة الطويلة المتكاتفة مع العرب وقضاياهم العادلة، أواصل شخصياً تعليم أبنائي الحروف العربية، قبل تعليمهم حروف لغتهم الأُم الأذربيجانية، وذلك كمدرس للغة العربية وعليم بالعرب والعربية وناسها، إذ علّمت أعداداً كبيرة من الطلبة الأذربيجانيين أسرار لغة الضاد، لاسيّما أنني كحرفي إعلامي اشتغلت على مدار سنوات طويلة في الإعلام الأذربيجاني الحكومي والآخر المستقل، ودافعت بالقلم والموقف عن القضايا العربية ونقل انجازات الدول العربية للمجتمع المحلي والدولي، التزاماً مني بالمهنية الأعلامية وشرف هذه المهنة.
لقد سبق لي وأن اشتغلت في إحدى سفارات الدول العربية القائمة في وطني أذربيجان، وكان هدفي النبيل في ذلك هو توطيد وتعزيز وتعظيم جوهر العلاقات الثنائية الأذرية – العربية، كإسهامات شخصية مني في عمليات تضخيم مساحة الضخ الهادر للمشتركات النبيلة لقضايانا الأذرية – العربية، وذلك كصاحب شركة جَنّد كل فريقه المهني في سبع من دول العالم لخدمة إتفاقيات التجارة والسياحة الأذرية – العربية والسيّاح العرب، مسلميهم ومسيحييهم، ودون أي تفرقة أبداً. ولهذا، رفضتُ شخصياً التعاون مع (إسرائيل) وإيران، برغم ما قُدّم إلي من إغراءات تقدّر عمليات التجارة فيها بملايين الدولارات.
والآن أتسأل: هل يحق لي أن أطلب من إخواني العرب، وبخاصة من قادة البلدان العربية وشيوخ وأمراء هذه الدول الموقرين أن يقفوا كتفاً إلى كتف إلى جانب وطني أذربيجان؛ الشقيق لكل العرب من الخليج إلى المحيط؛ ولأجل أن يصطفوا إلى يمين أشقائهم – شعبي الأذربيجاني – لردع هجمات وعدوان أرمينيا المتواصل علينا، ولمطالبتها بأن تعيد لنا أراضينا التي احتلها جيشها، عَملاً بقرارات مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة، وتنفيذاً لمقرارات مجلس التعاون الإسلامي، أم أن ذلك لا يَحق لي؟!
وهنا، من الضروري أن أتقدم بجزيل الشكر ووافر الامتنان وعميق التقدير لصحافة الدول العربية الشقيقة، وعلى رأسها (شبكة طريق الحرير الإخبارية) في الجزائر، والصحافة المصرية، لنشر الحقائق الأذربيجانية ونقلها للوطن والمواطن العربي.
كذلك، أدعو وسائل الإعلام والقنوات العربية إيلاء أهمية أولى للمهنية الإعلامية وأهمية التزامهم بها، ومناشداً إيّاهم الابتعاد عن نشر أخبار مزيفة ومفبركة عن (نزاع) قرباغ، وليتوقف تشويه مواقف إذربيجان التي تناصر القضايا العربية.. ف (قرباغ) هو أرض أذربيجانية أباً عن جدٍ، والحكمة تقول بضرورة وقف الخلط الحاصل حالياً للقضايا المختلفة العالقة بين تركيا وبعض الدول العربية، وأتمنى بل وأثق أن هذه العلاقات والصداقة بينهم ستعود، لتَثبُت على أساسات صَلدة، فقضيتنا هي أن قيادتنا السياسية النابهة والحكيمة وشعبنا المناضل وقواتنا المسلحة الباسلة تريد إعادة الحقوق والأرض المغتصبة للوطن الأذربيجاني الأم، ولا تريد شيئاً غير ذلك.
(ليُعيد العلي القدير السلام إلى ديارنا ودياركم جميعاً، وليَبسط مراحمه الأبوية علينا).
أهلا بصديقي القديم الحبيب.. الصحفي الكبير عباد باغيروف المكرم..