CGTN العربية/
قبل عامين، ذهب البروفيسور كريستيان ميستر من جامعة ستراسبورغ بفرنسا إلى منطقة شينجيانغ بالصين، وزار مراكز التعليم والتدريب المهني المحلية، والمدرسة الإسلامية وأماكن أخرى. وقدم تقييمات إيجابية لبعض الإجراءات الصينية للقضاء على التطرف، حتى يعتقد أن الدول الغربية مثل فرنسا، التي ابتليت بالإرهاب أيضا، يمكن إن تتعلم من خبرات الصين في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، أشاد الباحث الفرنسي بالتبادلات الأكاديمية بين فرنسا والصين، وأثنى على إجراءات الوقاية من الوباء التي اتخذتها الصين خلال تفشي وباء فيروس كورونا الجديد.
ولكن الحقائق التي قالها كريستيان ميستر عن الصين، وموقفه الودي من الصين تعرضا لهجوم محموم مؤخرا من قبل جيريمي أندريه فلوريس، الصحفي المناهض للصين، والذي يعمل في مجلة “فيو” الفرنسية، الذي حرض لاحقا السلطات الفرنسية المعادية للصين على التضييق عليه وإجباره على الاستقالة.
ادعى الصحفي المناهض للصين أن سبب هجومه على الأستاذ ميستر هو عمله كمسؤول عن الأخلاق لمشروع تعاون لمدينة أوروبية تشارك فيه مدينة ستراسبورغ، بالإضافة إلى عمله الأكاديمي في جامعة ستراسبورغ. وناقشت المدينة ما إذا كانت ستسمح لمشروع الجيل الخامس لهواوي بالوصول إلى المدينة أم لا.
حتى لو لم يكن للبروفيسور ميستر أي تعاملات مع شركة هواوي، فإن القوى المناهضة للصين في أوروبا والولايات المتحدة، ستعمل على جعل هذا الباحث الصديق للصين يدفع الثمن من خلال تقديم استقالته من هذا المنصب من أجل تحقيق هدفهم السياسي.
لذلك، عندما تنشر القوى الغربية المناهضة للصين حاليا شائعات حول سياسة شينجيانغ الصينية في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، فإنها تستشهد بوصف جيريمي أندريه فلوريس للتقييم الإيجابي للبروفيسور مايستر لشينجيانغ بأنه “حالة نموذجية” من “تسلل” الصين للأوساط الأكاديمية الفرنسية والغربية، وتعلن أن مثل هذا “العميل” الصيني يجب ألا يحظى بمنصب المسؤول عن الأخلاق لمدينة ستراسبورغ.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم جيريمي أيضا كلمات وأفعال البروفيسور ميستر التي أكدت على تدابير الدفاع الصينية خلال تفشي جائحة الوباء باعتبارها “مادة سوداء” لمهاجمة الأستاذ ميستر.
ومن المفارقات أن جيريمي “حجب” من قبل هؤلاء العلماء الذين كانوا يدرسون مصدر فيروس كورونا الجديد في ووهان منذ وقت ليس ببعيد لأنه يشوه خطاباتهم. ولذلك يمكننا أن نرى من هو “عميل” بعض القوى السياسية المخزية.
في الواقع، بالإضافة إلى تجربة الأستاذ مايستر اليوم، يتم في الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة وكندا، رفض المزيد من العلماء حتى لو قالوا كلمة موضوعية عن الصين أو لديهم بعض التعاون الأكاديمي معها، حيث يتم مهاجمتهم من قبل وسائل الإعلام ونشطاء الرأي العام، حتى في الولايات المتحدة، تم القبض على هؤلاء العلماء وتعرضوا لاتهامات سياسية كاذبة مختلفة وإلى أنواع من الاضطهاد.
يجب ألا يكون لمجال الرأي العام السليم صوت واحد فقط. لكن تجربة البروفيسور مايستر وغيره من الآخرين، والتقارير المتطرفة في الأحادية والانحياز التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن شينجيانغ و العديد من القضايا المتعلقة بالصين، تبين جميعها أن مجال الرأي العام الغربي قد أصيب بداء بلا دواء.