جريدة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
كيف نفهم التقهقر السريع لجحافل (كوفيد/19) في الصين، ونجاح الإدارة المركزية الصينية بحماية مواطنيها منه في زمن قياسي، برغم حرب الفبركات العالمية المُتلاحقة التي دَبّجَتها فصائل دولية انتهازية تستعدى العالم على الصين، وترتبط قياداتها السياسية ومؤسساتها الحكومية ومنظماتها المدنية بُنيوياً بشياطين جهنم.
الاتهامات التي سِيقت بحق الصين مُخجِلة ووضيعة وباطلة، لذا فشل أربابها بدفع الرأي العام العالمي لتبنّيها، وفي خواتيمها ارتدت على أدعيائها، فلم يتصاغر «التنين»، بل تعاظم ونجح واشتهر نهج الحوكمة الصيني؛ وضمنه آليات الإدارة بألوان اشتراكية صينية مركزية، ووعي وانضباطية شعبية؛ وبذلك افتضحت مرامي فصائل الطابور الخامس الدولي، فانتحر وتلاشى!
المُستنكر، أنه ومنذ تفشي الفيروس في الصين لم تتوقف أبواق إعلامية وسياسية و.. فلمية في أمريكا وأوروبا الشرقية والغربية، عن نشر أعشار الحقائق عن الدولة الصينية وصوراً مشوَّهة لوقائعها. والأدهى، هو عرض ذلك على شكل بطولة، برغم كونه بضاعة خمج لعَملانيات قيادات أمنية وعسكرية وإعلامية حربية تدس السُّم في الدسم، اعتقدت لوهلة أن «عصر الصين انتهى!» بانتصار لعبتها القذرة لإعادة عقارب الساعة إلى عصر هراوة الاحتكارات و»تركيع كل الشرق»، ضمنه العربي والإسلامي والآسيوي.
انتصار الصين بألوانها الاشتراكية المُتجدِّدة ومركزيتها الخاصة بها وغير المطروقة في فلسفات آباء الاشتراكية، وصولاً لتطهير الدولة من الهجوم البكتريولوجي، حاز على إعجاب الكون بعدما انتشر الوباء في مشارق الأرض وتوسّع في مغاربها؛ وإثر تهديده بإسقاط أنظمة سياسية تكاد تتهاوى عظمَتها التاريخية، إذ تبيّن هشاشتها فور مناشدتها الصين وروسيا ودول أخرى لإمدادها بمساعدات صحية فورية وخبرات و»طرائق شرقية» لاستئصال المَد الفيروسي في «الغرب» النازف.
تركيبة العقل الصيني (قانون أولاً)؛ ونظام اخلاق وثقافة والتزام بتقاليد العمل ومبادىء الانضباط وتراكمات حضارة باهرة أحالتهم إلى كتلة واحدة؛ فأحرزوا انتصارات متلاحقات لتطهير وطنهم من رجس الاستعمار، وفي إعادة تعميره وتحقيق ازدهاره بمتابعة مركزية وتوجيه من مؤسسات قيادية تنتشر منظماتها القاعدية والوسيطة في الأحياء والقُرى والمُدن والمُؤسسات الإنتاجية والابداعية، التي تُفضي سلاسلها إلى قمة الهرم، الذي يَدرس التقارير، فيُقرّر ويُلزم بالتنفيذ، بعيداً عن أي نقاش بيزنطي أو استعراضية.
تتسم قرارات هذه الهرمية بفعالية وابداعية وواقعية لقيادة الرئيس شي جينبينغ لدفّتها. فكوادرها القاعدية مثقفة وتتمتع بحقوق كافية، وتنشط بمبادرات فردية وجماعية نافعة، وترفع المُخطّطات والرؤى للأعلى، وهذا ما يُفسّر تجذّر الحالة الدفاعية المتطورة في عموم المواطنين الصينيين وفي مواقعهم القاعدية والوسطى، وتوفّر قدرات مواجهة ضخمة لديهم في أخطر الأماكن الموبوءة دون خشيتهم من الموت، وتستند عناصر التنفيذ لتوجيهات القيادة التي تُفعل يومياً الاقتراحات الأنسب الواردة من القواعد لإلحاق الهزيمة بالعدو الفيروسي وتحقيق الهدف الاستراتيجي.
دراسة الهرمية التنظيمية الصينية الصارمة والواعية والفاعلة غدا قيمة ثمينة للعالم، كونها تحقّق وحدة فعلية للمجتمع وانتصاره السريع. وعلى مِثال وطننا الأردن، نستند في عملانياتنا لتحرير الوطن من الفيروس، لتوجيهات القائد الأعلى.. إنها هرمية فاعلة تُعمّق التحام عناصر القوة في الأُمة، وتدفع لتأصيلها في النشء، وتحميلها في تلامذة المدارس وطلبة الجامعات والموظفين وغيرهم، لتحقيق مزيدٍ من الإخلاص لأوامر سيدي القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني المُعظم، الذي لا تغمض له عين ساهرة في متابعاته الميدانية نهاراً وليلاً لتحقيق النصر على (كوفيد/19)؛ وغيره من الأعداء؛ إنقاذاً لمجتمعنا الأُردني من الشرور وتذليلاً للتحديات الجِسام.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) الصين.
توصيف دقيق … يا دكتور
عاشت الإشتراكية الصينية و عاشت القيم الإنسانية النبيلة .