قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 26 من الشهر الجاري إن الولايات المتحدة ستضرب الفرع الأفغاني من تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف الذي تسبب في التفجيرات الانتحارية بالقرب من مطار كابول. وتطلق الأخيرة على نفسها اسم “ولاية خراسان الإسلامية”.
وبحسب بعض وسائل الإعلام الدولية، فإن ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان الأفغانية خصمان متنافسان. “عدو عدوي صديقي”.. فهل ستتعاون الولايات المتحدة وطالبان في ذلك؟
نشأة “ولاية خراسان الإسلامية”
في صيف عام 2014، استولت قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق وأعلنت “تأسيس الدولة”. بعد بضعة أشهر، ظهرت “ولاية خراسان الإسلامية” في أفغانستان وباكستان.
“خراسان” هو اسم مكان تاريخي، يعني “المكان الذي تشرق فيه الشمس”، والذي كان يغطي في الماضي أجزاء من إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى الحالية. وكانت حكايا العصور القديمة، تتوقع على الدوام أن ينطلق جيش من هناك لانتصر على الشرق الأوسط بأكمله. لذلك، فإن مصطلح “خراسان” له معنى خاص لـ”الدولة الإسلامية”.
نقل موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي عن تقرير صادر عن الأمم المتحدة في يونيو من هذا العام أن منظمة “خراسان” تضم حاليا ما يقدر بنحو 1500 إلى 2000 شخص في أفغانستان.
طالبان وتنظيم “خراسان” عدوان متنافسان
بحسب وسائل إعلام مثل “رويترز”، فإن حركة طالبان الأفغانية وتنظيم “خراسان” متنافسان.
ويعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أنه مع سحب الولايات المتحدة قواتها وبينما ما تزال أفغانستان تعاني من اضطراب، سينتهز تنظيم “خراسان” الفرصة لتوطيد موقفها وتسريع تجنيد أعضاء طالبان الذين يفتقرون إلى الشعور بالانتماء.
وتعتقد جينيفر كافاريلا، الباحثة في شؤون الأمن القومي في “معهد دراسة الحرب”بأمريكا أن سيطرة طالبان على السلطة الوطنية وضعت ضغوطا على تنظيم “الدولة الإسلامية” وفروعه. ومن أجل زيادة الإحساس بالتواجد بشكل أسرع، فمن المرجح أن تستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة في شن هجمات مروعة في أفغانستان ومحاولة شن هجمات مماثلة في دول غربية.
تعاون طالبان والجيش الأمريكي في السابق
بحسب وكالة “أسوشيتد برس”، من أجل إخراج تنظيم “خراسان” من شمال شرقي أفغانستان، تعاونت حركة طالبان من حين لآخر مع القوات الأمريكية في أفغانستان وقوات الحكومة الأفغانية.
وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه في البنتاغون إنه عندما تفاوضت إدارة ترامب السابقة مع طالبان بشأن انسحاب القوات الأمريكية في عام 2020، كانت تأمل في أن تتمكن طالبان من توحيد صفوفها مع الجيش الأمريكي لمهاجمة منظمة “خراسان”. وترى إدارة ترامب أن تنظيم “الدولة الإسلامية” وفروعه تشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة.
كما أن لدى طالبان دوافعها للتعاون مع الولايات المتحدة في قمع تنظيم “خراسان”. لكن الأولوية الحالية لطالبان هي الفوز باعتراف واسع من المجتمع الدولي ومن ثم الحصول على المساعدة المالية لتعزيز إعادة الإعمار الوطني والإنعاش الاقتصادي. وأحد الشروط الرئيسية التي وضعتها الدول الغربية لطالبان للحصول على الاعتراف الدبلوماسي هو أنه يجب على طالبان التأكد من أن أفغانستان لن تصبح قاعدة للمنظمات المتطرفة والإرهابية لشن هجمات ضد الدول الغربية وحلفائها.