CGTN العربية/
في يوم الـ 13 من الشهر الجاري، قررت اليابان تصريف مياه مفاعل فوكوشيما المشعة في البحر. أثار قرار اليابان هذا سخطًا وغضبا كبيرًا من العديد من البلدان ومعارضة قوية من المنظمات البيئية والجمهور.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة التي أولت دائمًا أهمية للقضايا البيئية وغالبًا ما تستخدم القضايا البيئية لقمع المشاريع البيئية في البلدان النامية، أعربت بشكل غير عادي عن دعمها، وشكرت اليابان على جهودها المنفتحة والشفافة في هذا الشأن.
في الآونة الأخيرة، يبدو أن تقريرًا صادر عن وسائل الإعلام الأمريكية جعل الناس يفهمون شيئًا …
في يوم الـ 26 من الشهر الجاري، كشفت مقالة في صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن حادثة مروعة. وجدت دراسة أجراها علماء البحار الأمريكيون أن أكثر من 27 ألف برميل من النفايات المشتبه في احتوائها على مواد كيميائية سامة “دي دي تي”، تم إلقاؤها خارج سواحل كاليفورنيا، وكانت هناك علامات واضحة لفتحات في براميل التخزين المهجورة.
قال المقال إن فريق البحث كان يأمل في معرفة عدد براميل نفايات “دي دي تي” الموجودة في قاع البحر من خلال صور السونار التي تم جمعها بواسطة روبوت أعماق البحار، لكنهم وجدوا أن العدد كبير للغاية، وصعوبة العد لا تقل عن محاولة عد النجوم في درب التبانة.
لقد أثبتت الحقائق أن مكب نفايات الغواصة أكبر بكثير مما كان متوقعًا في السابق. بعد قضاء أسبوعين في مسح منطقة الغواصة هذه والتي هي أكبر من سان فرانسيسكو، اكتشف فريق البحث أن المكب لا نهاية له.
إن ضرر مادة “دي دي تي” أمر معروف، وخصائصه الكيميائية مستقرة للغاية، ومن الصعب أن تتحلل في التربة والأنهار. وفقًا لحسابات البروفيسور فالنتين من جامعة كاليفورنيا، بين عامي 1947 و1961، تم تفريغ 767 طنًا على الأقل من مادة “دي دي تي” في المحيط الهادئ. غرقت هذه المواد الكيميائية في قاع المحيط لعقود من الزمن، ومن الصعب تقييم الأضرار التي لحقت بالحياة البحرية.
في القرن الماضي، كان هناك رأي مفاده أن “دي دي تي” هو الجاني الذي أدى إلى الانقراض الوشيك للطيور الوطنية الأمريكية النسر الأصلع رمز أمريكا. الآن، اكتشف العلماء عددًا كبيرًا من المُركبات الكيميائية المرتبطة بـ “دي دي تي” في دلافين جنوب كاليفورنيا. أظهرت دراسة حديثة أيضًا أن عددًا كبيرًا من أسود البحر المصابة بالسرطان في جنوب كاليفورنيا سبب أصابتها مرتبط أيضًا بهذه المادة.
بعد أن تم الكشف عن الحادث أثار الرأي العام في الداخل والخارج على الفور، أعرب بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن شعورهم بالخوف والحزن وعدم تصديقهم:
“هذا فظيع. بعد قراءة المقال، شعرت بالرعب. كم من السموم التي ستنتشر من العديد من البراميل خلال عقود؟ إنه أمر مروع!”
“هذا أمر مثير للغضب.”
“هذا محزن للغاية.”
حتى أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصلوا إلى “إجابات” على بعض الأسئلة:
“لا عجب أن تسمح حكومتنا (الأمريكية) لليابانيين بإلقاء المياه الملوثة بالمواد النووية (في البحر). بالتأكيد نفعل نفس الشيء.”
“يبدو أن اليابانيين يتعلمون طريقة التخلص من المواد السامة هذه من ….”