CGTN العربية/
أصبح لقاح شركة مودرنا للوقاية من جائحة فيروس كورونا الجديد الذي حصل على ترخيص للاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في يوم الجمعة الماضي، ثاني لقاح فيروس يحصل على الموافقة للاستخدام الطارئ. بدأ لقاح فيروس كورونا طورته شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر وتمت الموافقة عليه سابقا عمليات التطعيم يوم الثلاثاء الماضي، وأول دفعة من اللقاحات كانت مخصصة بشكل أساسي للموظفين الطبيين.
ومع ذلك، ظهرت مشاكل سلامة اللقاحات واحدة تلو الأخرى في الآونة الأخيرة، وخاصة الحالات الثلاثة المتتالية التي حدثت لها وقائع سلبية بين الطاقم الطبي بالتطعيم في ولاية ألاسكا، وقد أعرب الرأي العام في الولايات المتحدة عن قلقه الشديد حيال ذلك.
تكرار حدوث المشاكل
ذكر تقرير شبكة “سي إن إن” أن هناك ثلاث حالات متتالية حدثت لها وقائع السلبية بين العاملين الصحيين في ولاية ألاسكا بعد تعطيم لقاح فايزر لفيروس كورونا.
ذكرت الإدارة سابقا أن لقاح فايزر لفيروس كورونا ولقاح الذي طورته شركة مودينا قد يتسببان في حدوث ردود وقائع سلبية، وقالت إنه يجب الانتباه إلى ردود الفعل التحسسية وشلل العصب الوجهي بسبب هذا. أشارت أيضا الإدارة في تقريرها الصادر يوم الثلاثاء الماضي إلى أنه في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح شركتي فايزر وموديرنا، عانى أربعة أشخاص من أعراض شلل العصب الوجهي، وعادة ما كان المشاركون يعانون من هذه الأعراض ما بين 32 يوما بعد التطعيم، وليس واضح السبب وراء هذا.
بالإضافة إلى ذلك، نظرا لظروف النقل الصعبة للقاح فايزر، فقد وقعت العديد من الحوادث وتلف اللقاحات مؤخرا، ولا تستطيع العديد من الولايات الحصول على الكمية التي كانت من المفترض أن تحصل عليها من اللقاحات. مجموعة من لقاحات فايزر التي تم شحنها إلى ولايات كاليفورنيا وألاباما ونيو مكسيكو واجهت مشاكل أثناء النقل. قال الخبراء إنه إذا لم يتم اكتشاف شذوذ درجة الحرارة في الوقت المناسب، فقد يكون لدى الأشخاص الذين قبلوا التطعيم ردود فعل سلبية لا يمكن التنبؤ بها.
أصبح لقاح شركة مودرنا للوقاية من جائحة فيروس كورونا الجديد الذي حصل على ترخيص للاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في يوم الجمعة الماضي، ثاني لقاح فيروس يحصل على الموافقة للاستخدام الطارئ.
تنافس المليارديرات والشركات العملاقة على الامتيازات الأولوية في الحصول على التطعيم
على الرغم من أن مشاكل السلامة لا تنتهي، لكن اللقاحات التي تم طرحها في السوق حديثا لا تزال تظهر جاذبية كبيرة، حيث تجذب الأثرياء الأمريكيين لاستخدام قوى مختلفة لمحاولة الحصول على الامتيازات الأولوية للتطعيم.
نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أنباء عن عمليات عديدة لمحاولة شراء لقاحات بأسعار مرتفعة. حذر الخبراء أن بعض العاملين الطبيين المسؤولين عن التطعيم قد يستغلون عملهم للحصول على اللقاحات وبيعها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء. بالإضافة إلى ذلك، كان الأثرياء الأمريكيون قد تلقوا اللقاحات في وقت أبكر من الناس العاديين بسبب تمتعهم بأكثر تكلفة لخدمات طبية.
بالإضافة إلى الأفراد الذين يستخدمون قوتهم الاقتصادية للحصول على امتيازات التطعيم ذات الأولوية، تحاول بعض الشركات الكبرى والمجموعات المالية في الولايات المتحدة الحصول على اللقاحات مبكرا.
وفقا لتقرير “وول ستريت جورنال”، تلقت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها طلبات مماثلة من العديد من الشركات العملاقة في صناعات المطاعم والطيران والعقارات.
في الواقع، قام موظفو البنك بحجز موقع التطعيم ذي الأولوية مسبقا من خلال هذه الطريقة بالفعل. انتقد الرأي العام هذا بشدة، ويرى أن وضع المراكز موظفي البنك قبل المعلمين والعاملين في دار رعاية المسنين هو النتيجة السلبية لتغلغل رأس المال في الحكومة.
العاملون الطبيون وأبناء الشعب ليسوا على استعداد للتطعيم
ومع ذلك، على الرغم أن الشركات الكبرى والمليارديرات حاولوا الحصول على امتيازات التطعيم ذات الأولوية بكل الوسائل الممكنة، قلل العاملون الطبيون بشكل كبير من استعدادهم للتطعيم بسبب ردود الفعل السلبية المتتالية.
ظهرت مشاكل سلامة اللقاحات واحدة تلو الأخرى في الآونة الأخيرة، وخاصة الحالات الثلاثة المتتالية التي حدثت لها وقائع سلبية بين الطاقم الطبي بالتطعيم في ولاية ألاسكا.
أجرت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس تحقيقا مع العاملين الطبيين المحليين ووجدت أن العديد منهم لديهم تحفظات بشأن اللقاحات. يأمل ثلثا العاملين الطبيين في تأجيل التطعيم أو لا يرغبون في التطعيم؛ يرى أكثر من نصفهم أن ضغط الحكومة الفيدرالية أدى إلى تسريع البحث والتطوير في اللقاحات، مما يقلل من ثقتهم في اللقاحات بشكل كبير.
بالإضافة إلى العاملين الطبيين، لا يرغب الناس العاديون في التطعيم أيضا. وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، لا يزال ما يقرب من 40% من الأمريكيين يقولون إنهم لن يتلقوا لقاح مضاد للمرض. بالإضافة إلى ذلك، مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى، يشعر الأمريكيون الأفارقة بقلق أكبر بشأن اللقاحات، وتقترب نسبة هذه المجموعة التي لا ترغب في تلقي اللقاح من 60%.
يرى الخبراء أنه عندما تحدث مشاكل اللقاح واحدة تلو الأخرى وتكون رغبة أبناء الشعب في التطعيم منخفضة، لا تزال الولايات المتحدة تواجه صعوبات كبيرة في الوقاية من جائحة كورونا والسيطرة عليها. من الواضح أنه من المستحيل الاعتماد على اللقاحات للتغلب على جائحة فيروس كورونا الجديد على المدى القصير.