خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا سميرنوفا*
*كاتبة روسية، ومهندسة صناعات ثقيلة، ومتخصصة في التاريخ، وعضوة ناشطة في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
يحدث شيء غريب في هذا العالم. حين تقوم واشنطن بقمع الشركات الصينية العاملة على أراضيها، تقدّم الصين للشركات الصينية الناشطة على الأشراضي الصينية مختلف أشكال التسهيلات، وبالتالي تُجني هذه الشركات أرباح مِلاح، وتحوّل هذه الارباح للولايات المتحدة الامريكية.
يجري كل ذلك على خلفية إدعاءات أمريكية في معارضتها لقانون الأمن الوطني الداخلي لمنطقة هونغ كونغ الأدارية الخاصة، بينما لا تنتقد الصين أمريكا لا إتجاه سياستها الداخلية، ولا حِيال بقاء قواتها في بعض الدول الاجنبية، ولا لسيطرتها على دول صغيرة بقوات مسلحة أمريكية ضاربة.
المتحدثة باسم الخارجية الصينية، (هوا) تشون يينغ، صرحت قبل أيام خلال مؤتمر صحفي، أن الصين تحث الولايات المتحدة على التوقف عن قمع شركات صينية بعينها على نحو غير منطقي، والتوقف عن إساءة استغلال مفهوم الأمن الوطني، والتوقف عن تشويه الصين بنوايا خبيثة وشريرة.
جاءت هذه التصريحات الصينية في أعقاب تقارير أفادت أن الحكومة الأمريكية تعتزم تطبيق لوائح معينة، بدءاً من 13 أغسطس، تقضي بمنع الهيئات الأمريكية من شراء المعدات والخدمات من أي شركة تستخدم منتجات قامت بتصنيعها شركة (هواوي) وأربع شركات صينية أخرى.
وأكدت (هوا) خلال المؤتمر الصحفي، أن أكبر خطأ ارتكبته شركة (هواوي) في نظر الولايات المتحدة هو أنها شركة صينية أكثر تقدماً في مجال بناء شبكات الجيل الخامس.
تنمر أمريكا تجاه الصين ليس له ما يبرره، وأرى بأن الصين ستتابع مسيرتها دون الاخلال من جانبها بعلاقاتها مع واشنطن، بالرغم من أن الولايات المتحدة، كما قالت (هوا)، “لا تستطيع التسامح مع بلدان أخرى لديها شيء أفضل.. ولذلك فهي تسيء استغلال سلطة الدولة في قمع الشركات الصينية، مثل (هواوي)، تحت ذرائع واهية”، مشددة على أن هذا الإجراء يمثل تنمراً اقتصادياً وإنكاراً سافراً لمبادئ السوق التي طالما باهت الولايات المتحدة بالتمسك بها”.
من الضروري ان تعي جميع الدول أن هونغ كونغ جزء من الصين، وليس من دولة اخرى غيرها، وان هذه المنطقة كانت وبقيت صينية، وهي محمية بالقوانين الدولية وسيادة الصين عليها ضمن مبدأ “دولة واحدة ونظامان”، تضمن ذلك التفاهمات التي تمت سابقاً مع الدولة التي هيمنت على هونغ كونغ، وهي (بريطانيا العظمى).
الولايات المتحدة بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لادراك أن منطق الهراوة من مخلفات الماضي، وهذه لم تعد مجدية مع الدول الصغيرة حتى، والاكثر أهمية الآن هو أن تُعالج واشنطن معالجة حقيقية مشاكل اقتصادها، وتوفير العمالة الواسعة لشعبها، وحل مشاكلها الداخلية التي تتفاقم، والتركيز إلى جانب ذلك على علاقات التفاهم والود مع الدول الأخرى ومنها الصين، لأن ذلك ضامن لمسيرتها التنموية، وعكس ذلك هو إضرار أمريكي بالذات بالمكانة الأمريكية واقتصادها وشعبها ومصالحه ومكانته ومستقبله أيضاً، وإضرار بالعالم وأجواء السلام المرجو فيه.
الصين تنظر إلى مدى ابعد مما تنظر اليه امريكا لذلك لا تفعل كما يفعل الامريكان هذا هو الفرق بين القيادتين الصيني والأمريكية وتعمل على مصير مشترك للبشرية بينما لا تهتم امريكا للبشر ولا مصالحهم