شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CMG/
على قمّة جبل لينغشان بمدينة تشيوانتشو في جنوب شرقي الصين، تقع المقبرة #الإسلامية الشريفة، التي يعود تاريخها إلى بداية القرن السابع الميلادي. وتحتوي المقبرة على قبرين، يعتقد أنهما لصحابيين جاءا للدعوة إلى الدين الإسلامي في الصين في زمن النبي محمد صل الله عليه وسلم. حيث جاء في كتاب مين، لأسرة مينغ الملكية، أن النبي “محمد قد أرسل 4 رسل إلى الصين في فترة الإمبراطور تانغ ووده (618-626).
حيث اتجه الرسول الأول إلى قوانغتشو، والثاني إلى يانغتشو، والثالث والرابع إلى تشيوانتشو.” ويضيف ذات المصدر بأن الرسولين الذين جاءا إلى تشيوانتشو قد توفيا ” ودفنا في لينغشان”، مضيفا بأن المسلمين كانوا “يأتون إلى هنا للصلاة، لأنه لم يكن هناك مساجد بعد في تشيوانتشو.”
بنيت المقبرة على طراز حجري صيني في شكل هلالي، وتحمل نقش ترميم يعود إلى عام 1322 ميلادي، الموافق لـ 722 هجري. إلى جانب نقش للبحار الصيني المسلم تشنغ خه، الذي جاء إلى هنا للتبرّك قبل رحلته المحيطية الخامسة.
وتعد المقبرة أقدم وأهم المعالم الإسلامية بمدينة تشيوانتشو، التي سكنتها جاليات مسلمة كبيرة إبان حكم أسرتي سونغ ويوان. وتمثل إرثا ثقافيا يحظى بحماية حكومة فوجيان.
تقع المقبرة في روضة غناء، وتحيطها أشجار السرو والنخيل، وتطلّ من قمّتها على المدينة. وفي مدخل المقبرة عند السفح، يوجد متحف صغير يعرض تاريخ المقبرة، وصورا لزيارات الوفود الدبلوماسية من الدول الإسلامية إلى هنا. وعلى الجانب الأيسر من المقبرة، عند وسط الجبل، توجد مقبرة المسلمين، أغلبهم من عشيرة دينغ.
وتمثل المقبرة شاهدا على تاريخ طويل من التبادلات بين الصين والدول العربية، والتعايش بين الأديان والثقافات في مدينة تشيوانتشو، التي كانت مركزا تجاريا مهما على طريق الحرير البحري، وقبلة للتجّار والرحالة والمغامرين على امتداد قرون.
*صحيفة الشعب اليومية أونلاين.