Tuesday 19th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

المطبوعات الإسلامية في الصين.. “الفتح” مجلة.. نفتقدها…!!! (المقالة الأولى)

منذ 4 سنوات في 25/يناير/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

المطبوعات الإسلامية في الصين

“الفتح” مجلة.. نفتقدها…!!!

(المقالة الأولى)

 

إعداد: الأكاديمي مروان سوداح

*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

 

 بالصدفة المحض، في منزلي عثر حفيدي الأديب (أديب)، على عدة نسخ من مجلة “المسلم الصيني”. منذ سنوات وسنوات أحاول العثور عليها، إلا أنني لم أنجح في حملات تفتيشي المنزلية المتواصلة ولو بالعثور على نسخة واحدة منها، فقد “ذابت” بين الكتب الكثيرة التي تزدهر بها مكتبتي الشخصية.

 لدي عدد ضخم من الكتب يوازي كتب مكتبة وطنية، ورثت بعضها عن أجدادي، والبعض الآخر من المرحوم والدي المثقف الكبير موسى سالم موسى سوداح، والمصدر الثالث لجمعها بعدة آلاف كان بجهد فردي ويومي في المراكز الثقافية الأجنبية، وفي طليعتها كان المركز الثقافي السوفييتي العريق السابق (في جبل عمّان، الدوار الثالث)، الذي أُقيم في العاصمة الأردنية، وسفارة الأتحاد السوفييتي لدى الأردن في ذات المنطقة، وسفارات بعض الدول الإشتراكية والصديقة، وجُملة كبيرة من تلك المطبوعات  اشتريتها في مختلف المكتبات المحلية والسوفييتية والروسية. 

 يبدو لي، أن الأطفال الذين اعتادوا التعامل مع الكتب ومحبتها، ترتيبها والعناية بها في بيت جدّهم وجدّتهم، يستطيعون بكل سهولة العثور على كل شيء مفقود في المنزل الدافىء الذي يحيطهم بعنايته، ضمنها الكتب. 

 من الواضح أن محبتنا لأحفادنا الذين نَحنو عليهم ونُعلمهم بالمحبة واللطف أهمية الكلمة المنطوقة والمكتوبة والمنشورة، تنغرس في قلوبهم وعقولهم منذ سنواتهم الأولى وتترافق وإياهم إلى شبابهم، فتجعل منهم رجالات يدركون معنى الكلمة التي صاغها مثقفون متسلحون بالمعارف لخدمة مجتمعهم ووطنهم والإنسانية.

 المجلات التي عَثر عليها حفيدي (أديب)، دفعت بي إلى كتابة هذه المقالة، فقد تحدثت قبل أيام إلى أصدقائي عن الأوضاع المِثالية التي يعيشها المسلمون في الصين، والتقدِمات والحقوق الكثيرة التي تتوافر لهم ويصونها القانون الأساسي لجمهورية الصين الشعبية، فيعيشون في بحبوحة متواصلة دون تفكير في نقود لعلاج أفراد عائلاتهم وأقاربهم المسلمين في وكنهم أو في مشافي دول أخرى، أو لتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات، ولشراء احتياجات المنزل والطعام والشراب كما يحدث في بعض دول العالم التي ضنت على شعبها، فحاصرت عقله وبطنه، وألغت رغباته ومتطلباته الإنسانية المشروعة، التي تتوافر دستورياً لمسلمي الصين وشعبها بمجموع قومياته وأديانه دون أي عناء منهم للركض ورائها للفوز بها.

 مجلة “المسلم الصيني” هي واحدة من المجلات الإسلامية الصينية المعروفة في كل أوساط مسلمي الصين على وجه التحديد. هي مجلة شهيرة وقديمة التأسيس وعنوانها يُحلّق في سماء الصين، وعَلمها خافق في الأعالي، لكونها تُطبع في الصين منذ عهد بعيد، وتتحدث عن الصين ومسلميها وحقوقهم المدنية والدينية، ولأنها تُنشر باللغة العربية، إلى جانب الصينية ولغات أخرى، لكننا وللأسف الشديد، لا نرى نسخها في الأردن وبعض البلدان العربية، ونادراً ما يمكن العثور عليها حتى في السفارة الصينية في عمّان.

 تُنشر في الصين أكثر من مجلة خاصة بالإسلام ومسلمي الصين، منها مجلة “الفتح”. وفقاً للمصادر الصينية هي مجلة فصلية، تأسست في السادس عشر من آب / أغسطس عام 1992، بهدف “نشر روح حب الوطن وحب الدين ومشاعر الأخوية لمسلمي الصين، صدر منها حوالي 50 عدداً، وقد تضاعف توزيعها عشر مرات، من 1500 نسخة للعدد الأول إلى 15000 نسخة لعددها الرابع في عام 2004”. المجلة لا تباع وإنما توزع مجاناً  على المسلمين الصينيين.

 جاء في وسائل الإعلام الصينية، أنه مقارنة مع مجلة “المسلم الصيني” التي تصدرها كل شهرين الجمعية الإسلامية الصينية، تُعتبر مجلة “الفتح” مجلة محلية تعتمد على تبرعات الجم الغفير من قرائها والمساعدات المالية المحدودة من بعض الشركات. لذلك، تنشر المجلة في كل عدد قائمة بأسماء المتبرعين تقديراً لجهودهم، كما تكشف في الصفحة الأخيرة عن تفاصيل نفقات العدد”. 

   “الفتح” أقامت علاقات جيدة وتعاون مع مجلات عديدة مثل “المسلم الصيني”، ومجلة “بحوث قومية هوي”، ومجلة “المؤلفات الأدبية لقومية هوي”، وبعض أجهزة بحوث الحضارة الإسلامية، وقدمت صحيفة “الرائد المسلم” في هونغ كونغ، ومجلة “السلام” في طوكيو، و”الفتح” للقراء في هونغ كونغ واليابان. ونقلت أيضاً بعض مقالات “الفتح” صحف محلية ذات تأثير قوي.. شاندونغ والخ.

شقيق المسلمين الصينيين شاندونغ والخ..

 جاء في مقالة نشرتها مجلة “الصين اليوم” التي تُطبع في مصر باللغة العربية، أن العاملين في مجلة “الفتح” يعتبرون أن أهم عمل لهم هو جعلها مجلة ثقة ومرغوبة من جميع المسلمين في الصين، وعليها أن تكون الشقيق لكل مسلم، تُعبّر عن حاجاته وآماله. 

 كذلك، تقوم “الفتح” بالكثير من النشاطات والفعاليات، ومن ذلك “جائزة المقال الممتاز”؛ و”ندوة قضايا الأسرة والزواج للمسلمين بمنطقة لانتشو”؛ و”ندوة نهوض اقتصاد قومية هوي”، وهو ما يزيد من تأثيرها في أوساط المسلمين. ونشرت المجلة طلبات للمساعدات من القراء والمجتمع لترميم المساجد في مناطق المسلمين في مقاطعة هونان ومقاطعة سيتشوان، وحققت نتائج جيدة  بفضل دعم المسلمين في أنحاء البلاد الصينية، وتم تجديد هذه المساجد. 

 حي آننينغ بمدينة لاتشو الذي يقطنه أكثر من ألفي مسلم لم يكن فيه مسجد. سكان الحي نشروا دعوة على صفحات المجلة للتبرع لإنشاء مسجد. بعد سنتين بلغت قيمة التبرعات التي حصلوا عليها 120 ألف يوان، وبُني مسجد جديد على شاطئ النهر الأصفر في هذا الحي. إضافة إلى ذلك حصل كثيرون من أيتام ومرضى المسلمين على يد العون بفضل ما نشرته مجلة “الفتح” عنهم.

  يتجاوز عدد المجلات الإسلامية في تاريخ تطور الإسلام في جمهورية الصين الشعبية  المائتين (المرجع: “مجلة الصين اليوم”، العدد4، لسنة 2004)،  ولكن معظمها توقف لأسباب مختلفة. حتى عام 2004، بلغ عدد المجلات الإسلامية التي تصدرها الجمعيات الإسلامية في بعض المناطق الصينية على على سبيل المِثال لا الحصر، مجلة “المسلم الصيني” التي تصدرها الجمعية الإسلامية الصينية، ومجلة “مسلم مقاطعة شاندونغ” التي تصدرها الجمعية الإسلامية في مقاطعة شاندونغ. أما على المستوى المحلي فلا يوجد غير مجلة “الفتح” التي تواصل تطورها بخطى ثابتة. محتويات “الفتح” تزداد ثراء، وتتحسن طباعتها، ويرتفع توزيعها يوما بعد يوم، ولعل هذا ما دفع واحداً من قرائها ليشبّهها بالنبراس الذي يضئ الطريق واليد التي تمد المساعدة للغريب. 

 للأسف الشديد جداً، لم أعثر سوى على معلومات ضئيلة عن المجلات الإسلامية في الصين، برغم أهميتها الإسلامية والدولية والعربية في يوميات الشعوب العربية والأسلامية خارج الصين والصحافات العربية، إذ أن التعريف بالمسلمين الصينيين إنما يتأتى من خلال مِثل هذه المطبوعات التي تحافظ على كيانها وتصونه عشرات السنين، وتشهد أمام العالم على حريات المسلم الصيني في ممارسته طقوسه الإسلامية وإيمانه وعاداته وتقاليده الدينية والقومية، وهذه كلها لمِسها كاتب هذه السطور من خلال عشرات الزيارات التي قام بها إلى الصين ولقاءاته مع الإدارات الإسلامية فيها، وقراءته المحاضرات والندوات في الجامعات في المناطق الصينية الإسلامية، وفي لقاءاته مع مسلميها وعائلاتهم في بيوتهم الشخصية، ومع علماء الدين فيها، ودخوله إلى المساجد والمواقع الإسلامية هناك على اختلافها.

البقية تأتي.

التصنيفات: مقالات
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *