صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
أفاد المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرا، بأن عدد المصانع المنارات في الصين قد بلغ 16 مصنعا، مما يجعلها الدولة التي تحتوي أكثر عدد من هذه المصانع في العالم. وبصفته نموذجا لتطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة على نطاق واسع، يقوم مصنع المنارة باختيار أعضاء جدد من شركات التصنيع العالمية كل عام. ولايتميز هذا النوع من المصانع بريادته للعالم من حيث الذكاء الرقمي فحسب، بل ويتمتع بقدرة استجابة سريعة لطلب السوق، ويعتبر المصنع الأكثر تقدما على المستوى التقني في العالم. حيث لايقود مصنع المنارة الصناعة التحويلية إلى وضع معايير جديدة فحسب، بل يوفر أيضًا محركًا دافعًا للانتعاش المستقر للاقتصاد العالمي. ونما عدد المصانع المنارات في الصين من خمسة في البداية إلى 16 في الوقت الحالي، إذ تمثل منارة إرشاد لبقية المصانع التي تواصل تبني التقنيات الجديدة والرقمنة المتقدمة.
وطرحت “مقترحات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن صياغة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف طويلة الأمد لعام 2035” تعزيز التكامل العميق بين مختلف الصناعات مثل الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وتطوير حلقات الصناعة المتقدمة، لبناء عدد من محركات نمو الصناعة الناشئة الإستراتيجية، وزراعة تقنيات جديدة ومنتجات جديدة وأنماط أعمال جديدة ونماذج تقنية جديدة.
وتمثل الصناعة التحويلية أساس الاقتصاد الحقيقي وداعما مهما لبناء المزايا الاستراتيجية للتنمية المستقبلية. وفي الوقت الحالي، تسرّع الصين في عملية بناء نمط تنموي جديد يعتمد على السوق المحلية بشكل رئيس، والتكامل بين السوق المحلية والأجنبية. والعمل على تعزيز التحول الصناعي والارتقاء به، وتعزيز الابتكار المستقل ، وتطوير الصناعات الراقية، والصناعة الذكية، والصناعة التحويلية والاقتصاد الحقيقي لجعل الدورة الاقتصادية أكثر كفاءة وموثوقية، في إطار بناء نموذج تنمية جديد.
ويرى الخبراء أن ترقية جانب العرض في المجال الصناعي، سيوفر ضمانات مهمّة لتقوية الدورة الصناعية المحلية. وبالنظر إلى آفاق المصانع المنارات في الصين، يمكن ملاحظة مستويات التصنيع المتقدمة والتقنيات المبتكرة التي ترسخت في العديد من المجالات مثل الملابس والأجهزة المنزلية والمكونات الإلكترونية وتصنيع السيارات. فقد طوّرت الشركات ذات الصلة التقنيات الرئيسية، وعزّزت القدرات الرقمية لتحسين الصناعات التقليدية، بما يسهل التحول المرن للسلسلة الصناعية وسلسلة التوريد وتعزيز ميزاتها التنافسية في الأسواق الدولية، توسيع نطاق السوق المحلية.
سيساعد تطوير الصناعة المتقدمة على تلبية طلبات المستهلكين بشكل أكثر دقة وتسهيل نظام الدورة الاقتصادية. ومع تسارع وتيرة ترقية الاستهلاك، يحتاج جانب العرض إلى تسريع الابتكار وتحقيق اختراقات على مستوى التقنيات الرئيسية ودفع التحول الصناعي والارتقاء به. فمنذ وقت ليس ببعيد، استتطاع مصنع منارة بهانغتشو التنبؤ بدقة باتجاهات الموضة في الملابس وطلب المستهلكين من خلال استيراد بيانات سلوك المستهلك على منصات التجارة الإلكترونية. ويمكن للتحول الرقمي على مستوى جانب العرض أن يتعرّف بشكل دقيق على طلب المستهلك المحتمل، والإنتاج وفقا لإنتظارات المستهلك، إلى جانب إبتكار منتجات وخدمات جديدة. وتتمدد رقمنة التصنيع في الوقت الحالي من حلقة الإنتاج حلقتي الاستهلاك والتصميم، مما يحقق مطابقة دقيقة بين العرض والطلب، ويوفر مسارًا جديدًا للتداول الاقتصادي السلس.
في بعض المصانع المنارات الصينية، لاتعد الأنظمة الرقمية المتقدمة وقدرات الإنتاج الذكية حكرا على الإستخدام الخاص، ولكنها مفتوحة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ومصانع التصنيع على المنصة أيضا. مما يخفض من العتبة التكنولوجية للابتكار لدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم ويعزز قوة الابتكار الشاملة للمجموعة الصناعية ويحسن القدرة التنافسية. وعلى المدى الطويل، يتمتع الاقتصاد الصيني بقدرات دعم صناعية شاملة، وسلسلة صناعية متكاملة، ونظام سوق سليم. مما يجعل قادة الابتكار يظهرون في مختلف الصناعات، الأمر الذي سيسهم في تحقيق تطورات جديدة وأكبر في المستقبل.