خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
المساهمة بقوة شبابية في بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي
—كلمة رئيسية لمعالي سونغ تاو وزجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة الافتتاح للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب
(يوم 30 مارس 2021م)
معالي السيدة سميرة الشواشي عضو المكتب السياسي لحزب قلب تونس، النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي المحترمة،
السيد محسن باصرة نائب رئيس مجلس النواب اليمني المحترم،
قادة أحزاب الدول العربية،
السيدات والسادة والأصدقاء الشباب،
يسعدني بالغ السعادة أن أجتمع معكم أونلاين للتباحث عن سبل تعزيز الصداقة الصينية العربية ودعم تنمية الشباب. أولا وقبل كل شيء، يطيب لي أن أعبر نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني عن الترحيب الحار بالضيوف الكرام الحضور للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب! في يونيو الماضي، انعقدت الدورة الخاصة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية بنجاح، وبعث الأمين العام شي جينبينغ رسالة التهاني إليها، حيث أكد على ضرورة تعزيز التنسيق الاستراتيجي وتعميق تبادل تجربة الحكم والإدارة بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي في العصر الجديد وتحقيق النهضة العظيمة للأمتين الصينية والعربية. كما أكد الكثير من قادة أحزاب الدول العربية على ضرورة تعزيز الصداقة الصينية العربية عموما والتواصل بين الشباب في الصين والدول العربية خصوصا. فيعتبر إنشاء المنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب خطوة هامة لتنفيذ التوافق بين قادة الصين والدول العربية، وسيلعب دورا فاعلا لتعميق التبادل والاستفادة المتبادلة بين السياسيين الشباب في الصين والدول العربية ودعم بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي.
السيدات والسادة والأصدقاء الشباب،
يمثل الشباب مستقبلا للدولة وأملا للأمة، وكذلك مستقبلا وأملا للأحزاب السياسية. يصادف هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وتكمن في كل الإنجازات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني خلال مائة عام الماضية حماسة الشباب وإخلاصهم وعطاءاتهم. وقبل مائة عام، اجتمع 13 عضوا للحزب الشيوعي الصيني ومتوسط أعمارهم ليس سوى 28 عاما في شيكومون بمدينة شانغهاي، وثم انتقلوا إلى البحيرة الجنوبية في مدينة جياشينغ، حيث عقدوا المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني، مما أعلن ولادة الحزب. وعلى مدار مائة عام المنصرمة، ظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بغايته الأصلية ورسالته المتمثلة في تحقيق السعادة للشعب والنهضة للأمة والسلم والتنمية للبشرية، ويعمل على توحيد أبناء الشعب الصيني من كافة القوميات ليقودهم في خلق “المعجزتين المنفردتين” ألا وهي التنمية الاقتصادية المتسارعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، حتى يتطور إلى أكبر حزب حاكم في العالم، والذي مضى مائة عام على تأسيسه ويمارس السلطة لمدة أكثر من 70 عاما في أكبر دولة نامية ويمتلك ما يزيد عن 91 مليون عضو. وبهذه المناسبة، أود أن أتقاسم معكم أبرز سمات للحزب الشيوعي الصيني في تاريخه المئوي.
أولا، يمثل التمسك بالشعب أولا أهم قيم للحزب الشيوعي الصيني. يأتي الحزب الشيوعي الصيني من الشعب، ويبقى مع الشعب، ويناضل من أجل مصلحة الشعب دائما، ها هو المنطلق الأساسي وموطئ القدم للحزب في تأسيسه ونهضته وتعاظمه. وفي ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ازداد نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي الصيني من ما يقل عن 120 يوان صيني في بداية تأسيس جمهوية الصين الشعبية إلى 72 ألف يوان صيني بحلول عام 2020، ويرتفع متوسط العمر المتوقع لسكان الصين من 35 عاما إلى 77.3 عام، كما أنشأت الصين أكبر منظومة التعليم ومنظومة الضمان الاجتماعي ومنظومة الصحة ومنظومة الديمقراطية القاعدية في العالم. وبعد اندلاع جائحة كورونا، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بمبدأ الشعب وأرواحه أولا، ويعمل على حماية سلامة أرواح الشعب وصحته مهما كان الثمن، مما يترجم خدمة الشعب على أرض الواقع.
ثانيا، يمثل القضاء على الفقر وتحسين معيشة الشعب وتحقيق الغناء المشترك بالتدرج أهم المهام للحزب الشيوعي الصيني. ظل الحزب الشيوعي الصيني يناضل من أجل توحيد أبناء الشعب الصيني وقيادتهم لخلق حياة أفصل منذ يوم تأسيسه. وظلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جينبينغ منذ اختتام أعمال مؤتمره الوطني الثامن عشر في عام 2012 يضع قضية مكافحة الفقر في أولوياته، حيث نظمت ونفذت أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشر من حيث الحجم والقوة وعدد المستفيدين. وبعث الحزب 255 ألف فريق عمل وأكثر من 3 ملايين أمين أول وكادر إلى الأرياف ليخوضون في المعركة ضد الفقر في الجبهة الأمامية. وبعد أكثر من 8 أعوام من النضال المستمر، تخلص جميع السكان الفقراء في الأرياف من الفقر ويبلغ تعدادهم 98.99 مليون نسمة وفقا للمعيار الصيني المعمول به حاليا. ومنذ اعتماد سياسة الإصلاح والانفتاح حتى يومنا هذا، خلصت الصين 770 مليون فقير في الأرياف من الفقر، والذي يشكل ما يزيد عن 70% من اجمالي المتخلصين من الفقر في العالم في نفس الفترة، واستبقت الصين في تحقيق أهداف مكافحة الفقر الواردة في ” أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030″ ب10 سنوات. تمثل سعادة الشعب أهم الحقوق للانسان. وأثبتت حقيقة أن حق الحياة وحق التنمية للشعب الصيني مضمون تماما، وقدمت الصين اسهامات جليلة في قضية حقوق الانسان العالمية.
ثالثا، ان الالتزام بطريق التنمية السلمية وعد قطعه الحزب الشيوعي الصيني للعالم. كان الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني يمر بالمعانات، فيعرف مدى قمة السلام والتنمية، وسيظل مشاركا في بناء السلام العالمي ومساهما في التنمية العالمية ومدافعا عن النظام الدولي. وأكد الأمين العام شي جينبينغ مرارا أن الصين مهما كان مستوى تطورها، لن تسعى إلى الهيمنة والتوسع وبسط النفوذ أبدا، ولا ترغب في دخول الحرب الباردة أو الساخنة مع أي دولة. ولا “نستورد” النمط الأجنبي من الخارج ولا “نصدر” النمط الصيني إلى الخارج، ولن نطلب الدول الأخرى “استنساخ” الطريقة التي تعمل بها الصين. وفي الوقت نفسه، نرفض رفضا قاطعا اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها بين حين وآخر للتعامل مع النزاعات الدولية، كما نرفض رفضا قاطعا التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بذرائع ما يسمى بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.
السيدات والسادة والأصدقاء الشباب،
ان نهض الشباب تنهض الدولة، وان تقوى الشباب تتقوى الدولة. يمر عالم اليوم بتغيرات لم يشهدها مائة عام، ويرتبط مستقبل شباب الصين والدول العربية ارتباطا وثيقا بالعصر الذي نعيش فيه وبتطور العلاقات الصينية العربية. وان بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي في ظل الظروف الجديدة يتطلب من الشباب تحمل مسؤولية أكبر. ويحرص الحزب الشيوعي الصيني على بذل جهود متضافرة مع أحزاب الدول العربية لاتخاذ الشباب كحلقة الوصل لتعميق الصداقة والتعاون وتعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة بين الصين والدول العربية، بما يجمع نور الأمل والقوة الشبابية لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي. هنا، أود التركيز على ثلاث نقاط بشأن التبادل بين السياسيين الشباب في الصين والدول العربية.
أولا، نأمل من السياسيين الشباب في الصين والدول العربية أن يكونوا وريثا للصداقة الصينية العربية التقليدية. على الشباب في الصين والدول العربية الاعتزاز بالصداقة الصينية العربية التقليدية وتعزيز التفاهم وتعميق التبادل والاستفادة المتبادلة. بمناسبة حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أود أن أعلن انطلاق مسابقة الإنشاء تحت عنوان ” الحزب الشيوعي الصيني في عينيى” التي تنظمها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وتوجه إلى الشباب في الدول العربية بقصد تفعيل دورهم في تدعيم الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية. ونأمل من السياسيين الشباب في الدول العربية المشاركة فيها بنشاط، بما يساهم بحكمة وقوة في تعزيز الصداقة الصينية العربية والتواصل بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية. ونرحب بمزيد من السياسيين الشباب في الدول العربية لزيارة الصين. كما سنرشح السياسيين الشباب المتفوقين في الدول العربية للدراسة في الصين في إطار مشروع “ ماجستير في الإدارة العامة الدولية لقادة المستقبل” لجامعة تشينغهوا وغيره، بما يدعم تطور الشباب في الدول العربية.
ثانيا، نأمل من السياسيين الشباب في الصين والدول العربية تحقيق التنمية يدا بيد، وأن يكونوا محركا قويا للتعاون الصيني العربي القائم على الفوز المشترك. نأمل من الشباب في الصين والدول العربية تحرير العقول والتحلي بالشجاعة والجرأة لفتح آفاقا جديدة للتعاون الصيني العربي باستمرار. ويحرص الجانب الصيني على تبني رؤية مستقبلية لتعزيز التلاقي بين الخطة الخماسية الرابعة عشر والأهداف الطويلة الأجل عام 2035 للصين والخطط والاستراتيجيات التنموية المتوسطة والطويلة الأمد للدول العربية، والمضي قدما في بناء الحزام والطريق بجودة عالية، وتعميق التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة والطاقة الانتاجية وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا العالية والجديدة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والطيران والفضاء وفتح التعاون في المجالات الجديدة مثل الاقتصاد الرقمي والصحة وحماية البيئة. وسنعمل مع الدول العربية ليعود الحزام والطريق بمزيد من الفوائد المباشرة للشباب في الدول العربية، بما يبني مستقبلا أكثر اشراقا للشباب في الصين والدول العربية، وتعزيز تلاقي حلم النهضة للأمتين الصينية والعربية.
ثالثا، نأمل من السياسيين الشباب في الصين والدول العربية تبادل الدعم، وأن يكونوا مدافعا ثابتا عن العدل والعدالة الدولية. هنا نجدد أن الجانب الصيني يدعم على الدوام وبثبات حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود عام 1967، ويدعم جهود الدول العربية في انتهاج طريق تنموي يتفق مع ظروفها الواقعية والدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة. هنا أود أن أشير إلى أن بعض القوى وقليل من الناس لا يرغبون في الاعتراف بالواقع في منطقة شينجيانغ وغيرها من المناطق الصينية، والذي يتمثل في التنمية المتسارعة والضمان الكامل لحقوق الانسان، ويتجاهلون حقيقة ازدياد عدد أبناء قومية ويغور في منطقة شينجيانغ ب25% منذ عام 2010، ولفّقوا أكاذيب القرن حول ما يسمى بالإبادة العرقية في شينجيانغ، محاولين تشويه صورة الصين وعرقلة تنميتها وإثارة الفتنة بين الصين والدول الاسلامية. وتخالف هذه التصرفات الأخلاق الدولية وضمير الانسان بشكل خطير، ويكتب عليها بالفشل. فنشكر الإخوة في الدول العربية على الدعم الثابت لموقف الصين المشروع في مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة. ونأمل من الشباب في الصين والدول العربية رفض كل تصرفات الهيمنة والاضطهاد المستهدف للشعب الصيني والشعوب العربية يدا بيد، والدفاع عن القيم المشتركة للبشرية التي تتمثل في السلام والتنمية والعدل والعدالة والديمقراطية والحرية.
السيدات والسادة والأصدقاء الشباب،
يقول المثل العربي أن” كل صعب على الشباب يهون”. وأشار الأمين العام شي جينبينغ إلى أن الطريق أمام الشباب طويل للغاية، لا يمكنهم خلق حياة تستجيب متطلبات العصر إلا من خلال حفظ أشعة الشمس في قلوبهم وتعزيز القوة في أقدامهم والمثابرة على مثلهم العليا وعدم التراخي في أي لحظة. فنأمل من الشباب في الصين والدول العربية حسن الاستفادة من أجمل أوقات في الحياة، وكتابة صفحة رائعة للصداقة الصينية العربية في العصر الجديد بابتكارهم ونضالهم، بما يحشد القوة الشبابية لدعم بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي! وأثق بأن حلم النهضة العظيمة للأمتين الصينية والعربية سيصبح واقعا عن طريق النضال المتتابع للشباب في الصين والدول العربية جيلا بعد جيل!
أخيرا، أتمنى للمنتدى نجاحا تاما.
وشكرا لكم جميعا.