طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة “الحزام والطريق” عام 2013، التي تتمسك بمبادئ التشاور والتشارك والمنفعه المشتركه، وتهدف إلى دفع تناسق السياسات وترابط المنشآت وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب، وحظيت بدعم واسع النطاق ومشاركة نشطة من قبل المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية. وتمر الصين والدول العربية بمرحلة تطور سريع من حيث التعاون في البنية التحتية، حيث حققت سلسلة من المشاريع الكبرى فوائد ملموسة للسكان المحليين وساهمت في تحسين معيشة الناس.
مشروع الخزان الإستراتيجي الفائق الضخامة يضمن إمدادات المياه لمدة 7 أيام لدولة قطر بأكملها
يسود قطر مناخ صحراوي وهي دولة “فيها الماء أغلى من النفط”. من أجل تعزيز سعة التخزين والإمداد لمياه الشرب وتوفير المياه النظيفة لكأس العالم لكرة القدم 2022، أطلقت قطر مشروع “الخزان الاستراتيجي” في عام 2015، حيث تم بناء 15 خزانا ضخما في 5 مواقع في جميع أنحاء البلاد. سيتم بناء الجزء الجنوبي من المشروع من قبل مجموعة قه تشو با لشركة الصين لهندسة الطاقة، وتتمثل المهمة الرئيسية في بناء خزانين ومشاريع داعمة ذات صلة.
يمكن تخيل صعوبة بناء خزان إستراتيجي فائق الضخامة في أعماق الصحراء. قدمت مجموعة قه تشو با لشركة الصين لهندسة الطاقة حلا صينيا للسلسلة الصناعية بأكملها لتصميم وبناء هذا المشروع ذي المستوى العالمي، مما يدل تماما على قوة البناء الصيني للعالم.
وبحسب وانغ شاوهوا، المسؤول عن المشروع، يبلغ طول الخزان 305 مترا وعرضه 150 مترا وارتفاعه 11.3 مترا، وهو أكبر خزان منفرد في العالم. تبلغ سعة التخزين المصممة حوالي 500000 متر مكعب، والتي يمكن أن توفر المياه لمليوني شخص يوميا. في حالة وجود وضع خاص، يمكن ضمان استهلاك المياه لدولة قطر لمدة سبعة أيام. وبعد اكتماله، سيعزز بشكل كبير قدرة إمدادات المياه في قطر وهو ذو أهمية إستراتيجية.
واحة الأمل في الصحراء الكبرى يساعد شعب موريتانيا على الانطلاق في طريق الازدهار
في موريتانيا، توجد واحة في الصحراء أصبحت مكانا يحظى بإشادة السكان المحليين، وهو أول مركز تجريبي لتكنولوجيا تربية الحيوانات أنشأته الحكومة الصينية في إفريقيا. منذ عام 2017، حقق الخبراء الصينيون هنا تدريجيا إنتاجا واسع النطاق للمحاصيل العلفية في موريتانيا، وتم تربية الدفعة الأولى من أبقار الألبان المزروعة بالأجنة، وتدريب عدد كبير من المتخصصين المحليين في تربية الحيوانات.
كانت زراعة المحاصيل العلفية في الصحراء مهمة مستحيلة في ذلك الوقت، لكن نجح الخبراء الصينيون في ظروف محلية قاسية. من أجل شكر الخبراء الصينيين على جهودهم في تعزيز زراعة البرسيم بالمعمارية على نطاق واسع لسنوات عديدة، منحت الحكومة الموريتانية لرين شيويشان وسام المساهمة الوطنية في ديسمبر 2019.
وعلق الأمين العام لوزارة التنمية الريفية الموريتانية في ذلك الوقت، بوهي أهيماي، قائلا: “خلق الخبراء الصينيون معجزات في الصحراء الشاسعة، وساعدوا المزيد من الشعب الموريتاني على الانطلاق في طريق الازدهار من خلال تعليم الناس كيفية الصيد بدلا من اعطائهم الاسماك فقط”.
مشروع بئر المياه التابع لفرع شركة ZPEC بمصر يساعد مصر في تحويل الصحراء المصرية إلى حقول خصبة
في محافظة المنيا، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، تتحول مساحات شاسعة من الصحراء إلى واحات. هذا لا ينفصل عن الشركة الصينية مجموعة تشونغمان للبترول والغاز الطبيعي، التي حفرت أكثر من 150 بئرا في المنطقة المحلية.
في عام 2015، اقترحت الحكومة المصرية خطة لاستصلاح الأراضي الصالحة للزراعة الجديدة في الصحراء لتحسين الصحاري في محافظة الإسماعيلية ومحافظة المنيا وأماكن أخرى. قامت مجموعة ZPEC بتسريع دخولها إلى مصر وأنشأت فرعها بمصر في أكتوبر 2016.
“عندما بدأنا مشروع الحفر في عام 2018، لم يكن هناك عشب ينمو هنا. ولكن مع الآبار التي حفرناها، تحولت الصحراء تدريجيا إلى واحة. الآن، تحت سقي مياه الآبار، هناك محاصيل مثل بنجر السكر والبرسيم والشعير نمت هنا، ونحصل أيضا على محصول وفير.” هذا ما صرح به تشوه قويتشيانغ، رئيس فريق ZPEC مصر.