شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
“العمل الكوري”.. من نصر تاريخي إلى آخر
إعداد: الأكاديمي مروان سوداح*
*رئيس المجلس الأردني والعربي للتضامن مع الشعب الكوري ومناصرة توحيد شطري كوريا وفعاليات الكورية العربية، وحامل الأوسمة والتقديرات الرسمية الكورية، واللقب الرسمي الكوري “الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”.
تستمر الاحتفالات الحاشدة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ودول العالم بالذكرى الـ75 المجيدة لتأسيس حزب العمل الكوري الباني، الذي أشعل شرارة النضال والكفاح المُقدّس والضاري لأجل تكنيس الأرض الكورية المقدسة من بساطير العدوان الأمريكي – الدولي، فأحرز النصر المؤزر على العدو والتدخل الأجنبي السافر، برغم الحصار الدولي المضروب في كل المناحي دون استثناء، منذ ذلك الحين وإلى اليوم، من حول الدولة الكورية الزوتشية والسونكونية.
يعود تأسيس حزب العمل الكوري المجيد إلى اليوم العاشر من أكتوبر / تشرين الأول، من عام 34 زوتشيه (1945). حينها تم الأعلان عن إقامة حزب العمل الكوري على الملأ، لكن أولى دعوات فخطوات وأعمال تأسيس الحزب تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، التاسع عشر، عندما دنت أخطار تصفية حركة التحرر الوطني في كوريا والتي غدت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار، إذ مارس الحكم الاستعماري للإمبرياليين اليابانيين آنذاك مختلف أشكال القمع السياسي والعسكري وسلك مسلك الإرهاب القاسي بحق الكوريين عموماً، وعمّق من الصراعات الإنتهازية بين فئات وشرائح رجال حركة الاستقلال، الذين انغمسوا وقتها في أوحال التبعية للدول الكبرى، وسادت في عقولهم وخطواتهم مُرَكّبات الجمود العقائدي.
أيامها برز “اتحاد إسقاط الإمبريالية”، (إسمه المختصر “ت. د”)، الذي شرع في إحراق هذا الركود وتبديد الظلمة السائدة بمشعل الإستقلالية، فكانت (الإتحاد) النور الساطع الذي عرّى الانتهازيين بتاريخ 17 من تشرين الأول / أكتوبر من عام 15 زوتشيه (1926)، إذ طرح برنامجاً نضالياً شاملاً لحزب العمل الكوري “المزمع تأسيسه”، و “مبدأ الإستقلالية” في بناء الحزب ونشاطه، وشكّل الثوريون من الجيل الجديد والذين شبّوا في كنف “ت. د” عموداً فقرياً لتأسيس الحزب.
طرح الرئيس العظيم الراقد، كيم إيل سونغ، الفكرة الهادية للثورة وخطها، ومنهج تأسيس الحزب، بحيث تم توفير النواة القيادية للثورة وانطلاق الجموع الغفيرة من الطلبة الشباب وأبناء الشعب الواعين إلى النضال المناهض لليابان، وتشكيل المنظمات الثورية المختلفة، وبالتالي شكّل الرئيس العظيم كيم إيل سونغ، في كارون، في يوم الثالث من تموز من عام 19 زوتشيه (1930)، أول منظمة حزبية اسمها – (جمعية تلاحم الرفاق)، التي تعتبر “أصل” حزب العمل الكوري.
بدأ حزب العمل الكوري عمليات النضال المسلح المناهض لليابان، حتى بلغ ذروته بتنظيم اللجنة الحزبية للجيش الثوري الشعبي الكوري في أيار عام 23 زوتشيه (1934)، وسار بخاصة في سوح النضال المشدد لتوطيد الأسس التنظيمية والفكرية للحزب بمتانة، بموجب النهج الذي طرحه الرئيس العظيم كيم إيل سونغ في اجتماع نانهوتو المنعقد في شباط عام 25 زوتشيه (1936)، وتشكّلت القاعدة الجماهيرية للحزب، وتم كذلك تأسيس جمعية استعادة الوطن، وتُعتبر أول منظمة جبهوية متحدة ووطنية مناهضة للعسكرتاريا اليابانية، في أيار عام 25 زوتشيه (1936)، مما شكّل انعطافاً فاصلاً للنضال الشامل تحت القيادة الوحيدة للرئيس العظيم كيم إيل سونغ، الذي شرع بعد إنقسام كوريا إلى شطرين شمالي وجنوبي بسبب التدخل العسكري الأمريكي وتحالفه الدولي ضد كوريا، فحرص على تشكيل تنظيمات الحزب في مختلف المناطق الشمالية، وأعلن على الملأ عن تأسيس لجنة التنظيم المركزية للحزب الشيوعي في شمالي كوريا، في يوم العاشر من تشرين الأول، من عام 34 زوتشيه (1945).
في آب عام 35 زوتشيه (1946)، تم دمج الحزب الشيوعي في شمالي كوريا والحزب الديمقراطي الجديد، وهو حزب الشغيلة الآخر، في كيان واحد، بما يتفق مع مطلب تطور الواقع، وأعلن عن تأسيس حزب العمل، وتطور الى حزب جماهيري موحد قادر على رص جماهير الشعب الغفيرة ناهيك عن الطبقة العاملة، كقوة سياسية واحدة، وتنظيمها وتعبئتها، ثم تعزّز وتطوّر الى حزب العمل الكوري الوحيد، بعد اندماج حزبيّ العمل اللذين كانا متواجدين على حدة في الشمال والجنوب بالفكرة الهادية والمبادئ التنظيمية المتجانسة.
تم انتخاب الرئيس العظيم كيم إيل سونغ رئيساً للجنة المركزية لحزب العمل الكوري، تعبيراً عن الآراء الإجماعية لأعضاء الحزب جميعاً. وهكذا، أسس الرئيس العظيم الحزب أولا وقبل كل شيء بعد التحرّر، وطرح الخطة الخاصة ببناء القوات المسلحة النظامية للحزب وسلطته الشعبية رغم أن الظروف كانت أكثر تعقيداً وصعوبة، لكنه قاد العمل لتحقيقها وإنجاحها بحكمته المعهودة، في سبيل بناء كوريا الجديدة والمظفرة والخالية من أية التواءات أو انتهازية من أي شكل.
وبعد ولادة الجيش الشعبي الكوري، القوات المسلحة الثورية النظامية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، في عام 37 زوتشيه (1948)، شغل حزب العمل الكوري مكانته القيادية في كل الميادين لاستكمال الثورة والبناء، ورفع وظيفته ودوره بصورة فائقة بمثابة الحزب الحاكم، بحيث نما كحزب ذي الخبرات الوافرة في بناء الحزب.
حقا، ان تحقيق قضية تأسيس الحزب على النمط الزوتشي والذي مد جذوره العميقة في “ت. د” وتوطدها بثبات، خلال مدة طويلة من الزمن وسط نيران النضال الثوري الدموي المناهض لليابان، هو مآثر متلاحقة خالدة لا تخبو، بل تتألق إلى الأبد.. وهي بالتالي قد فتحت عصر الاستقلالية الوطنية والتاريخ الجديد لازدهار الأمة، وأبدعت في استنباط النموذج الحقيقي لبناء الحزب الثوري وإنجاح كفاحه.
تُعتبر مآثر حزب العمل الكوري في تأسيس الدولة الكورية الزوتشيه وتأكيدها مكانتها العظيمة، وفي تثبيت فكرة سونكون الدفاعية، ومحورية الكيمئيلسونغية – الكيمجونغئيلية – الكيمجونغوونية ضمانةً للإنتصار الساحق في أي حرب ومواجهة. فالإرداة الفولاذية للرئيس كيم إيل سونغ، الذي قاد البلاد نحو إحراز النصر المؤزر على الأعداء، وتغلّبه على الإمبرياليات المختلفة، أكدت للعالم حقيقة أن النصر المتواصل لكوريا الزوتشية في أي مواجهة هو واقع وحقيقة ثابتة لا جدال فيها، فالدولة والشعب في كوريا وبرغم صغرها مساحةً البلاد وقلة عدد سكانها، إلا أنها قوية وتعتمد على نفسها لا على غيرها، ففيها قيادة جبارة في الدفاع عن الوطن، وإحراز النصر الأكيد تلو النصر الأكيد.
ـ مراجع:
1/وكالة أنباء بيونغيانغ الإخبارية وراء الحدود (على الفيسبوك).
2/موقع “ناينارا” الإخباري الكوري الرسمي.
3/مراجع كورية مختلفة.
حزب العمل الكوري هو محور الفكر والعمل الكيمئيلسونغي – الكيمجونغئيلي – الكيمجونغئووني
شعب عظيم و جبار بصموده حقق الإنتصارات المتتالية واستطع كسر غطرسة الإمبريالية