شبكة طريق الحرير الإخبارية/
العلاقات العربية الصينية.. ماضٍ مشرق ومستقبل واعد
بقلم: الكاتب احمد محمد
*عضو في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وعضو في جمعية الصداقة العراقية الصينية.
** تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح.
ترتبط الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات ودية ومتناغمة تاريخياً، وهذه العلاقة المتميزة تستمر إلى يومنا هذا، حيث تقوم هذه العلاقات الثنائية بين البلدين على مبادئ الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو السياسات الخارجية. وقد عزز الجانبان الحوار والتبادلات والتعلم المتبادل، واحترما دائماً النظام الاجتماعي للطرف الآخر، ومسار التنمية بغض النظر عن الاختلافات في الأيديولوجيا.
لقد دعمت الصين والحزب الشيوعي الصيني عملية السلام في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطين المستقلة وفقاً للقوانين الأممية. كذلك، التزمت الدول العربية على الدوام بمبدأ الصين الواحدة، وأن تايوان جزءاً لا يتجزأ من الصين . وبالتالي، شهدت العلاقات الصينية – العربية تطوراً بارزاً، يمكن أن يتعزّز أكثر في المستقبل، خاصةً في التقدم المستمر في البناء المشترك لـمبادرة “الحزام والطريق” بين الصين والدول العربية، التي لقيت ترحيباً واسعاً من الشعوب والحكومات العربي..
وبما يخص البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” بين الصين والدول العربية، فقد برزت فرصاً تاريخية جديدة للتبادلات الصينية العربية وتعزيز التنمية المستدامة، ولاستعادة يوميات الماضي القديم «طريق الحرير»، الذي ترك تراثاً نفيساً يجسد مجد وعظمة الحضارتين الصينية والعربية.
وتعزيز التبادل والاندماج الثقافي الذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز الصداقة بين الشعبين ويمثل قوة محركة هامة لتعميق الصداقة .
لقد حققت العلاقات الصينية العربية تطوراً كبيراً على مختلف الأصعدة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، وقد بلغ حجم التبادل التجاري الإجمالي بين الصين والدول العربية 240 مليار دولار، واحتلت الصين المرتبة الأولى بقوة كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وهذا دلالة واضحة على تطور العلاقات العربية -الصينية. المرجع (1).
لقد لاحظنا ذلك في تعاون الصين والدول العربية في مكافحة كوفيد-19، إذ بادرت الصين منذ بدء الأزمة على مد يد العون والتعاون مع الدول العربية، ووقفت بكين والعواصم العربية معاً في السراء والضراء ليساعد كل منهما الآخر، ولدعم كل منهما الآخر بقوة. ولهذا نرى أن التعاون العربي – الصيني في مكافحة كوفيد-19 قد أظهر إخلاصاً كبيراً في المواجهة المشتركة للتحديات المستقبلية، وأعطى الكثير من الدلالات لبناء المصير المشترك العربي الصيني، وبأن الصين لا تفرض أي عقوبات أو حصار أو قيود على الدول غير الراغبة في التعاون، ولا تطلب منهم تقديم التزامات أو تنازلات سياسة مقابل التعاون .
لم تبخل الصين يوماً على دول العالم بنقل تجربتها الناجحة إلى كل مَن يريد الاستفادة منها، وإنما كانت تحرص على تقاسم خبراتها وتجاربها مع البلدان الأخرى، وأكدت التجربة التاريخية للعرب مع الصينيين، أن الصين تختلف جذرياً عن دول الغربية التي تَعتبر المنطقة العربية مكاناً ومكمناً غنياً لنهب الموارد الطبيعية المتوافرة فيها. وبالتالي، اصبحت التجربة الصينية حُلمٌ يراود الشباب العربي في الاستقلال والتنمية المستدامة، حيث يمكن لدولنا العربية الاستفادة من التجربة الصينية في مجال التنمية ومحاربة الفقر، وفي مجال الإصلاح الاقتصادي، وفي النضال ضد الاستعمار، فقد استطاعت الصين تحقيق التنمية الاقتصادية والاستقلال السياسي، وأضحت بالتالي نموذجاً يُحتذي بها.
ـ المصادر: 1/مصادر صينية وعربية رسمية مختلفة.