في بعض الدول العربية، العديد من الخبراء الطبيين الصينيين على الخطوط الأمامية يكافحون فيروس كورونا المستجد بقوة حيث يساعدون المواطنين المحليين على مكافحة الوباء وينقلون الدفئ والحب إليهم بتفان خالص.
“المسافرون في الاتجاه المعاكس”
توجه الفريق الطبي الصيني المتكون من سبعة خبراء إلى العراق دون تردد بعدما أتموا مهمة علاج المرضى داخل الصين. وهذه المرة كان عليهم ارتداء سترة مضادة للرصاص إضافة إلى الملابس الواقية في هذه المنطقة المتضررة بالحرب والوباء.
قام الخبراء الصينيون بزيارة المستشفيات الثلاثة الوحيدة الخاصة باستقبال المرضى المصابين بكورونا في بغداد حيث قاموا بمشاركة الخبرة السريرية الصينية في العلاج. نظرا لأن هذه المستشفيات تشكو نقصا شديدا من المنشآت والخبرات لإنقاذ المرضى الذين يعانون من الحالات الخطيرة، طرح الخبير شيوي يونغ هاو بعض التوصيات إلى الجانب العراقي بهذا الشأن.
وقال مدير عام دائرة صحة البصرة العراقية عباس التميمي للخبراء الصينيين: “أنتم أصدقاؤنا عند الضيق، سنتبع إرشاداتكم وتوصياتكم”.
الحياة الجديدة
حنان وهي حامل بالغة من العمر 37 عاما، لم تتمكن من تلقي العلاج في عدة مستشفيات قبل زيارة عضو الفريق الطبي الصيني لي شياو تشن.
بعد التعرف على حالة حنان، استقبلها الأطباء الصينيون في مستشفى سيدي بوزيد على الفور، وطلبوا منها الإقامة في أجنحة العزل الصحي نظرا لاحتمال إصابتها بالفيروس.
مع أن المستشفى لا يحتوي على ما يكفي من مواد وقائية إلا أن الحياة الجديدة لا يمكنها الانتظار. فقررت لي إجراء العملية لها على الفور. بعد بضع دقائق، أنجبت حنان بنتا محبوبة. أما طبيبتها لي، فقد عملت لمدة 29 ساعة على التوالي وأكملت ثماني عمليات جراحية.
حتى نهاية أبريل، تم تسجيل ما يقرب من ألف حالة إصابة مؤكدة في تونس. قدم الفريق الطبي الصيني العديد من الاقتراحات الفنية للمستشفيات الثلاثة المدعومة في حين يتحمل مهمة مكافحة الوباء. كما أعد الأطباء الذين يعرفون اللغة الفرنسية النسخة الفرنسية من ملصق “كيفية الوقاية من فيروس كورونا الجديد” مما شهد إقبالا كبيرا وسط السكان المحليين.
الصداقة والأخوة
“تفضلوا بقبول هذه الأعشاب، قد تكون مفيدة لعلاج الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد”.
في مارس الماضي، أرسل عجوز سوداني يدعى إسماعيل مجموعة من “الأدوية المضادة للوباء” إلى الفريق الطبي الصيني، وهي عبارة عن البذور الصفراء المجففة التي يستخدمها السكان المحليون لعلاج السعال والبرد.
كرر إسماعيل هذه الجملة مرارا “يساعدنا الإخوة الصينيون دائما، فعلينا أن نساعدهم أيضا”. وكان أحد الأطباء الصينبين يعالج ألمه في الخصر والسيقان بجلسات من الوخز بالإبر منذ سنوات كثيرة.
بعد تفشي الوباء في السودان، تلقى الفريق الطبي الصيني مقابلات مع تلفزيون السودان وتلفزيون الخرطوم وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية لتقديم المعلومات عن الوقاية من الوباء، كما أجرى العديد من التدريبات على الوقاية من الوباء للعمال الطبيين المحليين وقام بمساعدة المستشفيات المحلية على إنشاء نظام التشخيص حسب أحوال المرضى ومشاركة تجربة الصين في مكافحة الوباء. كما أن السفارة الصينية لدى السودان والمنظمات المدنية الصينية تبرعت بالمواد الوقائية للجانب السوداني.
“الصديق عند الضيق”،يكتب الأطباء من الفرق الطبية الصينية قائلا “نحن على ثقة تامة بأن الحياة تكون مزدهرة أينما تفتحت زهرة الحب، وكل الجهود التي بذلناها لن تذهب سدى. من المؤكد أننا سنتغلب على هذا الوباء في النهاية.”