شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
لا نحتاج، كما لا يحتاج أي إنسان على سطح كوكب الأرض، الغوص عميقاً لاكتشاف الفرق ما بين الصين الإشتراكية والإنسانية و.. أمريكا الكاوبوي و “الانجلوسكسكون” الإمبريالية؛ قاتلة عشرات ملايين (الهنود الحُمر)، ووأدهم أحياءً خلال حقبة استعمار (الأرض الجديدة!). واليوم أمريكا قاتلة الفلسطينيين، ومقدمة فلسطين التاريخية هدية بلا مقابل لزعران الأرض ومنظماته الإجرامية واحتكاراتهم الاقتصادية والعسكرية النهمة التي لا تشبع دماء.
بعد تفشي جائحة كورونا بفترة لم تُطِل، بدأت البشرية باتخاذ موقف إدانة واضح وصريح إتجاه واشنطن التي كالت ومنذ بداية هذا العام، اتهامات باطلة وغير مسنودة بوقائع وحقائق للصين. هذه الاتهامات لم تتفتق عنها حتى إجرامية البائد (هتلر/شيكل غروبر) وصحبه موسوليني الإيطالي و “حكومة فيشي” وأصحابها في دمشق الجريحة، في حقبة الحرب الكونية الثانية..
آخر تقليعات الزعيم الأمريكي الشعبوية كانت تهديداته الفارغة والمضحكة للصين، والتي تتسم بالصبيانية السياسية المُفرّغة من أي أيديولوجية وازنة، عدا أيديولوجية الاحتكارات المالية في النهب الصريح (!).. الصين ليست دولة “ميني”، وليست ولاية أمريكية، وليست جزيرة ضائعة في المحيط، بل هي دولة عملاقة لها تاريخ حقيقي وحضارة يدين لها العالم باختراعات هائلة، شكّلت قفزات جبارة للإنسانية، وأوصلتها إلى التحضّر والانطلاق إلى مجتمع متقدم زراعياً وصناعياً وفكراً..
لطالما سخرت البشرية منذ بداية عهده من تصريحاته الرنانية التي لم تجلب لدولته أي انتصار، فمن خيبة آماله “الكبار” ووعوده لناخبية بتركيع الزعيم الفذ والمحبوب (كيم جونغ وون)؛ القائد الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية، إلى فشل “برنامجه” السوري؛ إلى اهتراء علاقاته وتحالفاته الأوروبية؛ وابتعاد اوروبا الغربية عن الناتو الذي بدأ ينحدر إلى مجرد إسمٍ دون فِعلٍ؛ إلى فشله في أمركة عددٍ من الدول العربية والإسلامية، وتراجع زخم احتكاراته ورقاعها الكونية، وصعود نجم الصين وجاذبيتها العالمية إقتصادياً وسياسياً وفكرياً، لا سيّما فكرة “مجتمع المصير الواحد للبشرية”؛ و “مبادرة الحزام والطريق الصيني – الدولية”؛ إلى غيرها الكثير، فلجأ ترامب مرة عاشرة إلى شعبويته الداخلية علّه يجتذب مزيداً من الناخبين إليه في السباق الانتخابي المقبل!
من أهداف كورونا المصنّعة على يد الاحتكارات، محو الوجود المادي لكبار السن الأمريكان، للتخفيف من ثقل الإعانات المالية التي تتضمنها ميزانية الولايات المتحدة.
الرئيس يدرك جيداً أن أمريكا أضعف من أن تحارب الصين أو تجابهها أو تجبرها على دفع الخوات، وهو يعلم تمام العِلم أن أمر (برنامج كوفيد- 19) سيتكشف آجلا أم عاجلاً، لكن يبدو أن (القائد) يطمح إلى سرعة الحوز على شعبوية طاغية قبل فوات أوانه وخفوت نجمه وتراجع امتداده الخارجي، وانكسار شوكته الداخلية.
ـ على ماذا يدل انتصار الصين على (كورونا) بسرعة قياسية؟
ـ أولاً؛ وقبل كل شيء، هو ثبات الزعيم شي جين بينغ العظيم على مبدئيته في تقديم كل الدعم الإنساني لشعبه؛ وانقاذ كل ما يمكن انقاذه من بشر وحجر ومكاسب اجتماعية، والقتال السلمي حتى النهاية من أجل فوز حياة كل إنسان صيني، صحته وعائلته وعمله وراتبه ومركزه المهني والانساني، فقيمة الانسان في الصين أُولى وعليا ولا بديل لها ولا استعاضة عنها.
ـ ثانياً؛ الإنسان الصيني هو حجر الزاوية، القاعدة، البطل، الأساس في كل نشاط للجنة المركزية للحزب ومكتبها السياسي وحكومة الحزب، وتوجّه هذه المنظمات العليا جُل جهودها لدعم القواعد والحلقات الوسطى للمجتمع الصيني إينما كان أفراده، وضمان حياتهم واستقرارهم وديمومتهم وانتصارهم على الأوبئة والجوائح، ولأجل نجاح المطاعيم وسرعة إنجاز الأمصال والأدوية المصنّعة، أو تلك التي تستند إلى الطب الشعبي الصيني، وتلك الخليط منه مع ذاك الأوروبي وغيرها.
ـ ثالثاً وليس أخيراً؛ الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية بالجائحة فور وقوعها في (ووهان)، وهذه المنظمة أعلنت مراراً وتكراراً عن هذه الحقيقة، التي يرفض ترامب الأخذ بها، لكونها تكشف عن قصوره هو مع شعبه الذي يعاني من الوباء بصورة لم تشهدها أمريكا من قبل. وإذ ندعو للشعب الأمريكي بسرعة تكنيس الوباء، وتطهير البلاد منه، وشفاء المرضى، وحماية الجميع على الأرض الأمريكية من كل مكروه ضمن تضامننا الإنساني معهم، نرى أن اختراع الأكاذيب ونسجها أضحى مهنة غير مربحة لصاحبها، بل هي سيلٌ جارف قد يأخذ به إلى التهلكة، ومن ثم إلى العتبة البرانية، حيث العتمة الظلماء تماماً.. وصريرُ الإنسان.
*يلينا_نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية؛ ورئيسة تحرير “الملحق #الروسي” في جريدة “ذا ستار”/ “الدستور” اليومية سابقاً؛ وعضو مؤسس وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.
شششكرا استاذ خليل رئيس التحرير المسؤول ورئيس هيئة المديرين للنشر السريع لهذه المقالة الوازنة للسيدة يلينا..