عقد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء اجتماعا هنا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تعهد خلاله الجانبان بتعزيز العلاقات الثنائية عبر توسيع التعاون الاستراتيجي.
في البداية، نقل وانغ تحيات الرئيس الصيني شي جين بينغ القلبية وأطيب تمنياته لأمير قطر.
وقال: “في ظل التوجيه الاستراتيجي لزعيمي البلدين، حافظت العلاقات الصينية-القطرية على تنمية قوية ومطردة”، مضيفا أن الصين تؤمن دائما بأن جميع دول العالم، كبيرة كانت أم صغيرة، أعضاء متساوون في المجتمع الدولي، ويجب على جميع الحضارات احترام بعضها بعضا، والتعلم من بعضها بعضا، وتحقيق التنمية المشتركة.
وأوضح أن الصين تدعم بقوة استكشاف قطر مسار تنمية يتناسب مع ظروفها الوطنية، وتعارض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لقطر.
وأضاف أن الصين تقدر نزاهة قطر في الشؤون الدولية، وكذلك تفهمها ودعمها للموقف الشرعي للصين.
وأعرب عن رغبة الصين في تعزيز التعاون الاستراتيجي مع قطر، ومشاركتها في حماية التعددية ومعارضة الأحادية، وتعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي معرض إشارته إلى أن الاقتصادين الصيني والقطري يكملان بعضهما البعض إلى حد كبير، أشاد وانغ بالفوائد العظيمة التي تعود على الجانبين من خلال تعميق التعاون العملي في مجالات الطاقة والبنية التحتية وتصنيع المعدات والمجمعات الصناعية.
وقال إن الصين مستعدة لمواصلة تعاونها الاستراتيجي الشامل مع قطر ومساعدتها على تسريع مسار التنويع الاقتصادي وتحسين قدرتها على التنمية المستقلة.
وأضاف أن الصين على استعداد لتوسيع الاستثمار المتبادل مع قطر، وترحب بمشاركة الجانب القطري بنشاط في الانفتاح الصيني رفيع المستوى، والاستفادة الجيدة من الفرص التي توفرها السوق الصينية الهائلة.
أطلع وانغ أمير قطر على الخطاب الهام الذي ألقاه الرئيس شي قبل أيام حول السياسة الديمقراطية في الصين.
وقال إن الخطاب تناول بالتفصيل المحتوى الثري والأساس النظري والوظيفة العملية لديمقراطية العملية الكاملة الشعبية في الصين، مشددا على أن الديمقراطية هي القيمة العالمية للبشرية جمعاء.
وذكر أن طبيعة الديمقراطية هي دمج الظروف الوطنية لبلد ما مع احتياجات شعبه، وأكد أن استخدام معيار واحد لفحص ما إذا كانت الدولة ديمقراطية هو نهج غير ديمقراطي في حد ذاته، لأن “الديمقراطية ليست براءة اختراع لأي بلد.”
وقال إن التاريخ أثبت مرارًا أن فرض الإرادة الذاتية على الآخرين ومحاولة تغيير البلدان الأخرى سيؤديان حتما إلى الفوضى والفشل.
من جانبه، طلب أمير قطر من وانغ نقل تحياته الصادقة إلى شي، مشيدا بتصريحات الرئيس الصيني المهمة بشأن الديمقراطية، وواصفا إياها بأنها ثاقبة للغاية.
وقال إن قطر تقدر وتدعم التزام الصين بتطوير سياسة ديمقراطية ذات خصائص صينية.
وأضاف أن الصين، باعتبارها قوة كبرى ذات نفوذ دولي واسع، هي أيضا شريك استراتيجي مهم لقطر، مشيرا إلى أن البلدين يتشاركان وجهات نظر متطابقة أو متشابهة حول الشؤون الدولية والإقليمية ويحافظان على اتصال وتنسيق وثيقين.
وأوضح أن بلاده تلتزم بشدة بتعزيز الصداقة مع الصين ومعارضة تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للصين، ومستعدة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأعرب عن رغبة بلاده في توسيع الاستثمار والتعاون مع الصين والعمل كمورد طاقة طويل الأجل ومستقر للصين.
وأضاف أن قطر ترحب بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار في البلاد والمشاركة في بناء منطقة التجارة الحرة في قطر.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول دعم بعضهما بعضا في الاستضافة الناجحة لأولمبياد بكين الشتوية وكأس العالم لكرة القدم بالدوحة، المقبلتين.
وشكر أمير قطر الشركات الصينية على بناء الاستاد الرئيسي لنهائيات كأس العالم كما هو مقرر، فيما جدد موقف قطر الرافض لتسييس الرياضة.
وأكد مجدداً دعم قطر استضافة بكين لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي يعتقد أنها ستكون رائعة وناجحة مثل أولمبياد بكين 2008.
وأجرى وانغ يوم الثلاثاء أيضا محادثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
*سي جي تي إن العربية.