خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين ودورها الانساني في دعم الشعوب للقضاء على كوفيد-19
بقلم/ الاستاذ عامر جاسم العيداني*
*تعريف بالكاتب: كاتب وصحفي وعضو في الإتحاد الدولي للصحفيين والإتحاد العام للصحفيين العرب؛ ومُعتمد للكتابة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر؛ وعضو فاعل في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين؛ ورئيس تحرير وكالة السندباد الإخبارية؛ ورئيس تحرير وكالة الحرير الاخبارية؛ وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.
عندما اكتشفت الصين فايروس كورونا في احدى مدنها الرئيسية (ووهان)، في اقليم (هوبي)، الذي يبلغ عدد سكانه 56 مليون نسمة، اتخذت القيادة الصينية اجراءات سريعة للسيطرة عليه وايقاف انتشاره، حيث أمرت السكان البقاء في منازلهم وبناء مستشفى ميداني خلال عشرة ايام، أو أقل، لعلاج المرضى، حيث أصاب الذهول الكثيرين من المعلقين الاعلاميين والمتخصصين بشؤون الصين وقضايا العالم، وقالوا انه سيكون من الصعب اتخاذ اجراءات مماثلة على وجه البسيطة وفي البلدان الديمقراطية، وفقًا لِما نقلته B.B.BNEWS في حينها.
أصدرت الصين من خلال مكتبها الاعلامي لمجلس الدولة في شهر حزيران 2020، أي بعد ستة اشهر على ظهور الفيروس ” كتابا أبيض” يوضح معركتها التي خاضتها البلاد ضد كورونا المستجد، وقد أرجع هذا الكتاب نجاح الصين في التعاطي مع جائحة كورونا الى عدة اسباب اهمها اعتماد استراتيجية ” مراكز العلاج المؤقتة “، حيث قامت بتحويل الملاعب ومراكز المعارض الى مراكز مؤقتة للعلاج، والتعاطي مع الحالات الموبوءة والاعتماد على الطب الصيني التقليدي الذي تم استخدامه في علاج 92% من الحالات. واوضح الكتاب ان هذا الإجراء ساعد على الحد من العدوى وانتقال الفيروس في المجتمعات.
بالاضافة الى الاجراءات الصحية الوقائية التي اتخذتها الجهات الصحية الصينية قامت بتطوير مجموعة من بروتوكولات التشخيص والعلاج وتوفيرها مجانا للمرضى، ولم تتوقف الصين عند هذا الحد، بل مدت يد المساعدة المجانية لكثير من الدول التي اصابها هذا الفيروس، خصوصًا الدول الاوروبية مثل اسبانيا وايطاليا، حيث كانت الشاحنات والقطارات لا تتوقف في توزيع هذه المساعدات على هذه الدول، بالاضافة الى اسنادها بالفرق الطبية، ولم تنسى الدول الضعيفة بامكاناتها الصحية شرقًا وغربًا حيث وصلت المساعدات الصينية الى 89 دولة واربع منظمات دولية ومنها العراق، الذي ارسلت بكين له وفدًا من كوادرها الطبية لتدريب الكوادر الطبية، مع اجهزة كشف وفحص وعلاج لمواجهة كورونا المستجد، وأنشأوا المختبر البيولوجي الجزئي.
تصريح صحفي لنائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الانمائي “دنغ بو تشينغ” نشرته مجلة CGTN قال فيه: “ان مساعدة الصين الخارجية ضد الفايروس تعد أكبر عملية انسانية طارئة مكثفة وواسعة النطاق منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 “.
لم تتوقف الصين عند هذا الحد، بل رافق ذلك عملها الجاد والمثابر في ايجاد لقاح للوقاية من هذا الفيروس، حيث استنهضت كافة كوادرها الصحية ومختبراتها لبذل أقصى الجهود لايجاده، ونجحت عملانياتها، وانتجت اللقاح “سينوفارم”، وشرعت باعطاء هذا اللقاح بالموازاة مع ابناء الشعب الصيني الى الدول الافريقية وجاراتها في جنوب شرق آسيا، ووضعتها في أولويات مساعداتها الانسانية، حيث قدمت للعراق بحدود 250 الف جرعة مجانية، بالاضافة الى جمهورية ايران الاسلامية، التي استلمت مؤخرا بحدود 400 الف جرعة ايضا مجانية، وجمهورية مصر العربية قد حصلت على اكثر من دفعة من هذا اللقاح هدية من جمهورية الصين الشعبية.
كان قرار القيادة الصينية وما زال بأنها ستضمن ان تكون منتجاتها من الصناعات الدوائية في متناول الدول النامية، قرارًا من اهم القرارات الانسانية والتاريخية والذي يعكس مدى حرصها على تقديم المساعدة لكل من يحتاجها بدون مقابل، وطبّقت نظرية “الربح للجميع” في هذا الظرف الصعب التي تمر به الشعوب النامية. ان هذا القرار ليس غريبًا على القيادة الصينية وعلى رأسها الرئيس الحكيم “شي جين بينغ “.
وتجدر الاشارة الى ما قاله الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال قمة ثلاثية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي عُقدت يوم الجمعة 16 نيسان 2021، عبر الفيديو كونفرنس: “الصين تعارض قومية اللقاحات، وتعارض خلق تباين (بين الشرائح المختلفة) من حيث التطعيم، وتعتزم الصين، جنبًا إلى جنب مع المجتمع الدولي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، مساعدة الدول النامية في الحصول على اللقاحات في الوقت المناسب”.