شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين والجزائر على طريق الابداع الحضاري
(الجزء الثامن والأخير)
إعداد: وو فو قوي / عبد الكريم*
*تعريف بالكاتب:
*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي.
*عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية الدولية.
*كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني.
*كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية.
*كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية.
في مهمة تعزيز التواصل الشعبي
يشجع الجانبان الصيني والجزائري، بل الصيني والعربي عامة، الابداع الحضاري من خلال عمليات التبادل الثقافي العميق والشامل بينهما، وعلى صعيد شامل، وفي إطار المستويين الرسمي والشعبي. إلى ذلك هما يدعمان التواصل والتعاون في مجالات الإعلام والصحة والتعليم والبحوث العلمية والسياحة وغيرها، وسيواصلان تبادل إقامة الأسابيع الثقافية والمشاركة النشطة في مختلف الفعاليات الثقافية التي يقيمها الجانب الآخر، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الشباب والرياضة والمهارات المهنية، بما يعزز التواصل والصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
يقول المثل الصيني والعربي الشهير: “مَن جد وجد”. وقد اجتهد الشعب الصيني و الجزائر كثيراً وبذلا جهوداً كثيرة وكبيرة في مسيرة علاقاتهما الثنائية الطويلة، وقد حصدا الكثير من النجاح ضمنها.
آمل من صميم قلبي في بذل الصين و الجزائر جهوداً متجددة مشتركة لبناء كيان ذي مصير مشترك للبشرية والذي يشاطره أبناء الشعب من البلدين بشكل عام.
إذا استعرضنا مسيرة التواصل بين الشعب الصيني والشعوب العربية، تبادر إلى أذهاننا طريق الحرير البري، وطريق البخور البحري، حيث كان أجدادنا يتواصلون ويتبادلون عبر الصحاري والبوادي عاماً بعد عام، ويبحرون بسفنهم الشراعية ليلاً ونهاراً في البحار الشاسعة، سائرين في طليعة التواصل الودي بين مختلف الأمم في العصر القديم، ومن بينهم قان ينغ و تشنغ خه وابن بطوطة، المعروفون كسفراء الصداقة والتواصل بين الجانبين الصيني والعربي. ونشرت صناعة الورق وفن الطباعة والبارود والبوصلة من الصين إلى أوروبا عبر المنطقة العربية من خلال طريق الحرير، بينما دخلت من خلاله إلى الصين علوم الفلك والتقويم والطب والأدوية العربية، ما سجل آيات هامة في تاريخ الاندماج والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات.
إن تفاهم العقليات لا يعد فقط جزءاً مهماً في عملية بناء ” الحزام” و”الطريق”، بل ويعتبر أساساً محورياً لها. وأ قترح هنا عن اتفاق الجانبين الصيني والجزائرعلى تحديد 2020 عاما للصداقة الصينية الجزائرية وستتم إقامة مجموعة من فعاليات التواصل في هذا الإطار. إننا على استعداد لتوسيع نطاق فعاليات التواصل الثقافية مثل مهرجانات الفنون مع الجانب الجزائر ، وتشجيع مزيد من الطلاب الشباب على السفر إلى بلدان الجانب اآخر للدراسة أو التواصل , إضافة الى تعزيز العاون في مجالات السياحة و الطيران و الإعلام و النشر.
سيتم من الجانب الصيني تنظيم زيارات متبادلة بين أصحاب الابداع على اختلاف مهنهم، بقصد تعزيز التواصل والابداعية، ولتشجيع ودعم التعاون التخصصي بين مؤسسة ثقافية صينية وجزائرية، وتوجيه الدعوة وتقديم الدعم موهب ثقافي وفني جزائر إلى الصين للمشاركة في الندوات الدراسية.
إن كلا الأمتين الصينية والعربية صاحبة حضارة باهرة، وعاشت كلتاهما التعثرات مع تغير الزمان منذ العصر الحديث، فظل الجانبان يسعيان إلى تحقيق نهضة الأمة. فلنعمل يداً بيد لتجسيد روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني العربي ، ونعمل سويا على تحقيق الحلم الصيني والنهضة العربية، ونكافح من أجل القضية السامية للسلام والتنمية للبشرية جمعاء.
وختمها عزيزنا الدكتور (وو) بالحلقة رقم 8 من سلسلة مقالاته المهمة عن الصين، الجزائر والعرب.. فشكرا لك دكتور وإلى سلسلة جديدة لك ستُنشر قريبا..
مقالة راقية شكرا لصاحبها الفاضل للتحدث عن علاقات شعبين عظيمين اجتهد كل منهم وبذلا جهوداً كثيرة وكبيرة في مسيرة علاقاتهما الثنائية الطويلة، والشيئ الذي يربط او بالاحرى يتشابه فيه الشعبين والدولتين هو نضالهما الدؤوب للتطوير دولتيهم واخراجها من غبش الفقر والتخلف الى نور التطور والعلم فتحية للشعبين والدولتين