الصين «مصنع تكنولوجيا العالم»
عن صحيفة الأهرام
بقلم: منصور ابوالعزم*
*تعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).
حققت الصين تقدما صناعيا وتكنولوجيا مبهرا خلال الـ 20 عاما الماضية، وبعد أن كانت تقلد أو تطور المنتجات الصناعية والتكنولوجية للآخرين، نجحت فى «إبداع» تكنولوجيا خاصة بها تعمل بدأب شديد على تطويرها باستمرار والتفوق على الصناعات الأوروبية أو الأمريكية أو غيرهما، ولو كنت صاحب مصنع فى المنسوجات أو الأحذية أو الكيماويات أو حتى المبيدات الزراعية، تستطيع أن تذهب إلى الصين وتشترى أحدث الماكينات أو الآلات التى تمكنك من تطوير صناعتك بصورة مذهلة..
ومن خلال زياراتى المتعددة إلى أقاليم الصين المختلفة، وعلى متن «مصر للطيران» إلى مدينة «جوانج ذو» أو « جوانزو » كما ينطقها أغلب المصريين المسافرين إليها أو المقيمين بها، جلس بجانبى على متن الطائرة شاب من المنصورة لا يزيد عمره على 35 عاما، سألته ما الذى جاء بك إلى الصين ؟! قال إنه مهندس زراعى، ويستورد المبيدات الزراعية من الصين، وأنه يذهب إلى جوانج ذو كل فترة للاتفاق على «كونتينر» والعودة إلى المنصورة .
ثم أشار إلى راكب آخر قائلا أنه ابن عمه وهو مهندس زراعى هو الآخر، وأنه يستورد المعدات الزراعية من الصين وأكد أنه هذا «بزنس» ناجح جداً..
وفى رحلة أخرى، قابلت «جورج» الذى قال لى إنه يذهب إلى «جوانج ذو» ثلاث مرات فى العام لاستيراد قطع غيار كل أنواع الموبايلات، وأنه يزود تجار شارع عبد العزيز بالعتبة، بكل ما يلزمهم من قطع غيار الموبايلات.
وسألتهم.. هل تعرفون اللغة الصينية ، كان جوابهم بالنفى: إذن كيف تتعاملون هناك ولغتكم الإنجليزية لا تساعدكم فى التفاوض على إتمام الصفقات ؟
أجابوا جميعاً بأن هذا أمر هامشى وسهل.. لأن هناك صينيين يتحدثون اللغة العربية ويجيدونها مثلنا تماماً، ولا نحتاج إلى اللغة الإنجليزية إلا فيما ندر. ثم أن فى «جوانج ذو» يعيش مصريون وعرب كثيرون متزوجون من سيدات صينيات ولديهم مكاتب مرخصة يذهب إليها كثير من التجار العرب والمصريين الراغبين فى إبرام صفقات تجارية أو صناعية مع أطراف صينية، ويحصلون على عمولات مقابل عملهم.. بل فى كثير من الأحيان يرتبون للتاجر الحجز فى الفندق وكل ما يلزمه خلال فترة إقامته فى المدينة.
ولدى الصين حاليا آلة أو ماكينة لكل شىء تعرفه أو تتخيله من الحقائب إلى الزجاج إلى أكواب الشاى البلاستيك أو الورق أو غيرها.. فقد أصبحت بحق «مصنع العالم».