عملت الصين على تحسين نظام المكافآت لحماية البيئة الطبيعية بما يتماشى مع الظروف الوطنية للبلاد خلال العقد الماضي، كجزء من الجهود المبذولة لبناء صين جميلة.

خلال سبتمبر للعام الماضي، أصدرت الصين دليلا توجيهيا بشأن تعميق إصلاح نظام المكافآت البيئية للبلاد، لتسريع وتيرة الحفاظ على البيئة الطبيعية، وأوضحت الإجراءات التي تتخذها الصين لتحقيق أهداف المكافآت البيئية طويلة الأجل المحددة لعامي 2025 و2035.

وينبع نهر شينآن من مدينة هوانغشان بشرقي الصين. ويعد النهر البالغ طوله 242 كيلومترا حاجزا بيئيا مهما في دلتا نهر اليانغتسي، حيث تم بناء محطات مراقبة تلقائية بمسافة فاصلة ستة كيلومترات على طول النهر.

وقال تشن شين، نائب مدير مركز حماية النهر “يمكننا معرفة نوعية المياه لأقسام النهر بالمدينة من خلال منصة المعلومات، والحصول على البيانات كل ساعتين أو أربع ساعات”.

خلال السنوات العشر الماضية، بذلت الصين جهودا غير مسبوقة لتحسين التصميم رفيع المستوى لحماية البيئة الطبيعية، وأصدرت وثائق حول إصلاح نظام الحضارة الإيكولوجية وآلية المكافآت البيئية. وقامت الدولة بمراجعة القوانين والسياسات لحماية البيئة الطبيعية والتحكم في تلوث المياه والحفاظ على نهر اليانغتسي، مع توضيح الأساس القانوني للمكافآت البيئية.

وتعمل الآلية المشتركة بين المقاطعات على تشجيع مناطق الروافد العليا على تحسين جودة المياه للروافد الدنيا، وفي المقابل تحصل على مكافأة عن جهودها، وتحقق مكاسب كبيرة.

وتم اختبار الآلية في عام 2011 على نهر شينآن الذي يمتد من مقاطعة آنهوي إلى مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين. وبفضل هذه الآلية، حافظت جودة المياه على النقاء من الدرجة الثانية أو أعلى لسنوات عديدة في نظام جودة المياه المكون من خمس درجات الذي حددته الصين، مما يعني أنها أصبحت مياه صالحة للشرب.

وحددت تشجيانغ ما بلغ إجمالي قيمته 5.7 مليار يوان (792 مليون دولار أمريكي) إلى آنهوي كمكافأة بيئية عن التحسن الهائل في جودة مياه النهر الأصفر في الجزء الذي يمر بالمقاطعة.

وقال ياو شون وو، مسؤول بأحد المجمعات السكنية بالمدينة “نكسب كثيرا من التحسن في جودة المياه. وتجذب القرية مزيدا من السياح”.

يعد حوض النهر الأصفر أحد أحواض الأنهار الـ13 التي تم فيها تنفيذ آلية المكافآت البيئية في الصين. وقالت وزارة البيئة الإيكولوجية إن إجمالي 18 منطقة على مستوى المقاطعات تشارك فيها. وخلال العقد الماضي، أنشأت الصين آلية المكافآت البيئية لتغطي أكبر عدد من السكان والمناطق، مع أكبر قدر من المدخلات في العالم.

وقال تشانغ يونغ شنغ، رئيس معهد أبحاث الحضارة الإيكولوجية للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية “توسع نظام المكافآت البيئية من حماية البيئة المائية إلى التعاون للتنمية الإقليمية بطريقة شاملة تشمل الاقتصاد والبيئة الطبيعية والمجتمع والثقافة والحوكمة. وتوضح هذه الممارسات قوة الفكر الصيني في بناء الحضارة الإيكولوجية بشكل كامل”.

وخصصت الصين ربع مساحة أراضيها على الأقل لحماية البيئة الطبيعية، وأنشأت نظاما للمحميات الطبيعية والمنتزهات الوطنية، وبنت الدفعة الأولى من المنتزهات الوطنية، بما فيها منتزه منبع الأنهار الثلاثة، ومنتزه جبل وويي، ومنتزه الباندا العملاقة، ومنتزه النمور والفهود بشمال شرقي البلاد، ومنتزه الغابات الاستوائية المطيرة خلال السنوات العشر الماضية.

وبلغ حجم مخزون الغابات في الصين نحو 19.5 مليار متر مكعب، وبلغ الغطاء النباتي للمراعي 50.32%.