تم إنشاء منافذ للخدمات البريدية الآن في كل بلدة في جميع أنحاء البلاد. وبالنسبة لتشاو تشينغ رو، أحد سكان قرية تشايتشياوتسي بشمال غربي الصين والذي يرسل بانتظام منتجات زراعية محلية إلى ابنته التي تعمل في شرقي البلاد، فإن مكتب بريد القرية الآن على بعد خطوات فقط.
وقال تشاو: “في السابق كان عليّ استغراق يوم كامل للذهاب إلى مقر المحافظة لإرسال طرودي بالبريد، فكان عليّ أن أدفع مقابل النقل، وهو أمر غير مريح. الآن لدينا مكتب بريد هنا في قريتنا، وقد جعل الأمور أسهل بكثير”.
تستطيع لي تساي رونغ، معلمة روضة أطفال في القرية، استقبال صحفها كل يوم الآن، والتي كانت تصلها مرة واحدة فقط في الأسبوع.
وقالت لي: “قضت الخدمات البريدية على الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في هذا الصدد. الآن يمكننا قراءة نفس الصحف التي يقرأها الناس في المدن”.
كما سهلت شركات البريد والتوصيل في الصين جهود مكافحة الفقر في البلاد من خلال تعزيز مبيعات المنتجات الزراعية.
ويزرع لوه شينغ هوا (47 عاما) الفواكه في قرية ويلونغ لمدينة بانتشيهوا بجنوب غربي الصين، وقد كان يستخدم البث المباشر عبر الإنترنت لزيادة مبيعات منتجاته منذ موسم الحصاد. وتلقى في أقل من نصف شهر أكثر من 200 طلب، وربح أكثر من 10 آلاف يوان (1547 دولارا أمريكيا). وقال لوه إنه بدون الخدمات البريدية، لن يكون قادرا على تحقيق هذه الأرباح.
وقال: “الآن يمكننا إرسال طرود من قريتنا. ويتيح لنا التوصيل السريع إرسال الفواكه بعد 10 دقائق فقط من حصادها، ويخفض التكلفة بمقدار اثنين أو ثلاثة يوانات (0.31 – 0.46 دولار أمريكي) لكل كيلوغرام”.
قالت ليو لان، مديرة مكتب إدارة البريد بمدينة بانتشيهوا إن الخدمات البريدية أصبحت قناة جديدة لإدخال المنتجات الصناعية إلى المناطق الريفية مع ترويج المنتجات الزراعية في الأسواق الحضرية.
وقالت: “بعد أن تتمكن جميع القرى من الوصول إلى الخدمات البريدية، أصبحت القناة ذات الاتجاهين مفتوحة الآن لإرسال المنتجات الصناعية إلى الأرياف والمنتجات الزراعية إلى المدينة. ويمكن أن تساعد هذه القناة أيضا في تغيير الطرق التقليدية للسكان المحليين لبيع المنتجات الزراعية”.
كما أصبح قطاع الخدمات البريدية قوة دافعة لتعزيز التوظيف للعمال الفقراء في المناطق الريفية بالصين. ويعمل وي شينغ هوا، قروي من قرية بينغشانغ بجنوب غربي الصين، كعامل توصيل الآن، ويقود أكثر من 200 كيلومتر كل يوم لتوصيل الطرود إلى أكثر من 30 محطة توصيل قريبة.
وقال وي: “يمكنني كسب أكثر من 5000 يوان (774 دولارا أمريكيا) شهريا الآن، وهو أكثر استقرارا بكثير مما أكسبه كعامل مهاجر. وبعد رؤية التغيرات التي تحدث في قريتي، شعرت بالإنجاز من عملي”.
على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد الحجم السنوي لخدمات التوصيل السريع في الصين من 20.7 مليار في عام 2015 إلى 83.4 مليار في العام الماضي، بمتوسط معدل نمو سنوي يزيد عن 30%. واحتل الحجم الإجمالي ومعدل النمو لأعمال التوصيل السريع المرتبة الأولى في العالم لمدة خمس سنوات متتالية.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.