CGTN العربية/
في الآونة الأخيرة، دأب بعض السياسيين الأمريكيين كعادتهم دائما على تشويه سمعة الصين بالقول “يجب علينا تطوير اللقاح المضاد لكوفيد-19. ولسوء الحظ، لدينا أدلة على أن الصين تحاول تعطيل تقدمنا أو إبطاء سرعة البحث والتطوير.” “لا تريد الصين …أن نطوّر اللقاح بنجاح أولا. قرروا أن يكونوا معاديين للولايات المتحدة. أعتقد أن هذا سلوك معاد لجميع الدول الديمقراطية.” “أثق حقا بأنه بغض النظر عما إذا كانت المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة ستطور اللقاح أولاً، سنشاركه. لكن الصين لن تشاركه.” هذه اتهامات ضد الصين أصدرها السيناتور الأمريكي ريك سكوت الاتهام في الـ7 من الشهر الجاري.
في الوقت الحاضر، قد تجاوز عدد حالات فيروس كورونا الجديد المؤكدة في العالم 7 ملايين وتجاوز عدد الوفيات 400 ألف، قد تسبب هذا الوباء في ضرر كبير لصحة الإنسان والإنتاج والحياة. يتطلع الجميع إلى الأخبار الجيدة عن تطوير اللقاح. لكن في هذه اللحظة الملحة، هناك أنباء كبيرة عن “عرقلة بحث وتطوير اللقاح”، كيف يمكن لوسائل الإعلام ألا تكون مهتمة؟ ومع ذلك، عندما سأل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الأدلة لدى الولايات المتحدة، رفض ريك سكوت تقديم التفاصيل وادعى أن الأدلة جاءت من مجتمع المخابرات.
منذ وقت ليس ببعيد، كانت هناك مهزلة مشابهة للغاية. في الشهر الماضي، زعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن هناك “الكثير من الأدلة” على أن فيروس كورونا الجديد جاء من مختبر الفيروسات في ووهان، لكنه لم يتم الكشف عنه للناس، في النهاية، خدع بومبيو العالم من خلال التفوه بمغالطة “إن الولايات المتحدة ليست متأكدة من أن فيروس كورونا الجديد تسرب من مختبر الفيروسات في ووهان.” كما برر أيضا أن هذه التصريحات لا تتعارض مع ما قاله سابقا بأن “هناك الكثير من الأدلة” على تسرب الفيروس “من مختبر في ووهان”.
الدولة التي تعزز التعاون الدولي في مجال بحث وتطوير اللقاح هي الصين
في وقت مبكر من بداية تفشي فيروس كورونا الجديد في يناير من هذا العام، قامت الصين بمشاركة معلومات التسلسل الجيني لفيروس كورونا مع العالم لأول مرة، مما عزز بشكل موضوعي أبحاث العديد من مؤسسات البحث العلمي في الخارج. وفي الوقت الحاضر، تجري الصين أيضا تعاونا في مجال البحث العلمي مع العديد من البلدان في العالم بما في ذلك كندا ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين وغيرها من المؤسسات لتسريع تطوير اللقاحات والتجارب السريرية للأدوية.
الدولة التي تريد استخدام اللقاح كمنتج عام هي الصين
قدمت الصين التزاما مفتوحا في الدورة 73 لجمعية الصحة العالمية في الـ18 من مايو: بعد الانتهاء من تطوير اللقاح المضاد لكوفيد-19 وبدء استخدامه، ستستخدم الصين اللقاحات كمنتج عام لمنفعة العالم، مما يجعل اللقاحات عالمية وبأسعار معقولة في البلدان النامية. في الواقع، عقد مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني مؤتمرا صحفيا في الـ7 من الشهر الجاري، أصدر كتابا أبيض حول معركة البلاد ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وفي المؤتمر، قال وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني وانغ تشي قانغ إنه إذا تم استكمال تطوير اللقاح بعد تطبيق التجارب السريرية، ستنفذ الصين بجدية الالتزامات التي تم التعهد بها في جمعية الصحة العالمية لتوفير اللقاحات كمنتج عام للعالم.
بالعكس فإن الدولة التي تسعى للحصول على حق الأولوية لإنتاج اللقاحات هي الولايات المتحدة
في وقت مبكر من شهر مارس، كشفت وسائل إعلام أجنبية أن الحكومة الأمريكية حاولت الاستثمار بكثافة للحصول على “الحقوق الحصرية” للقاح المضاد لكوفيد-19 الذي تطوره شركة أدوية ألمانية حاليا؛ في مايو، تم الكشف عن أن شركات الأدوية الفرنسية ستعطي الأولوية للولايات المتحدة، بزعم أن الولايات المتحدة قدمت أموالا إلى شركة الأدوية وتتطلع إلى “الحصول على اللقاح أولا”.
الدولة التي لا تكترث بالتعاون الدولي في مجال البحث والتطوير هي الولايات المتحدة
منذ تفشي فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، لم تشارك في مبادرة “الوصول إلى مسرع أدوات كوفيد-19” التي شاركت الأمم المتحدة والعديد من البلدان فيها، كما غابت عن مؤتمر التعهد العالمي للاستجابة لجائحة فيروس كورونا الجديد، والذي يتم الترويج له بشكل رئيسي من قبل الاتحاد الأوروبي ويخدم تطوير الأدوية واللقاحات. وبعد ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن أملها في التعاون مع الدول الأخرى لتطوير اللقاحات ولكنها لم تسمح للشركات الصينية بالمشاركة.
بينما تتواصل جهود تطوير اللقاح نحو الأمام، تزداد توقعات الناس يوما بعد يوم في حقيقة إن التعاون الدولي هو الطريق الناجع والفعال.