الصين تضخ حيوية جديدة للانتعاش الاقتصادي العالمي
بقلم الإعلامية الصينية: سعاد ياي شين هوا
بحلول عام 2023، تتوقع العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية آفاق التطور الاقتصادي الصيني في العام المقبل، حيث أكد معظمها الدور الإيجابي الذي يلعبه سعي الصين في تحسين تدابيرها للسيطرة على انتشار فيروس الكورونا المستجد، وأشارت إلى أن جهود الصين في تعديل إجراءاتها في السيطرة على انتشار الوباء، ومواصلة تعزيز انفتاحها رفيع المستوى وكذلك دفع استئناف حياة المواطنين الصينيين إلى ما قبل الوباء، ستضخ حيوية جديدة للانتعاش الاقتصادي الصيني والعالمي.
أمام التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم حاليا، بدأ الاقتصاد الصيني انتعاشه تدريجيا. وحسب البيانات التي أصدرتها الهيئة الوطنية الصينية للإحصاءات في أواسط ديسمبر عام 2022، فإن القيمة المضافة للمؤسسات الصناعية فوق الحجم المحدد على الصعيد الوطني زادت بنسبة 3.8 ٪ على أساس سنوي خلال الأشهر ال11 الأولى من عام 2022، حيث ارتفع حجم الاستثمارات في الأصول الثابتة الوطنية بنسبة 5.3٪ على أساس سنوي، وزاد إجمالي الواردات والصادرات من السلع بنسبة 8.6٪ على أساس سنوي. ونما استهلاك المعيشة الأساسي ومبيعات التجزئة عبر الإنترنت بشكل مطرد، وزادت مبيعات التجزئة الوطنية عبر الإنترنت بنسبة 4.2٪.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 3٪ على أساس سنوي في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022، أي أعلى بنسبة 0.5 نقطة مئوية مقارنة بالنصف الأول من العام نفسه. من بينها، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث بنسبة 3.9٪ على أساس سنوي، و3.5 نقطة مئوية أعلى مما كان عليه في الربع الثاني، وهي نسبة معقولة بشكل عام. ومع تعديل التدابير الخاصة بالسيطرة على انتشار الوباء، من المتوقع أن يشهد الحجم في الربع الرابع من العام ارتفاعا أكبر مما كان الحال عليه في الربع الثالث.
تعمل الصين حاليا على تحقيق التنمية رفيعة المستوى. وخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، ازدادت الاستثمارات الصينية في صناعة تكنولوجيا العالية بأكثر من 23% مقارنة مع ما كان عليه في العام السابق، ما يكون أعلى بمقدار كبير من استثماراتها في الصناعات الأخرى. وفي صناعات المعدات الكهربائية والاتصالات السلكية واللاسلكية، ارتفع الاستثمار بنحو 30%. كما تشهد الإيرادات نموا سريعا للشركات التي تصنع المعدات المتعلقة بالألواح الشمسية ومعدات التشغيل الآلي للمصانع وبطاريات الليثيوم. ويرى المحللون أن النمو الاقتصادي الصيني يعتبر جزء هاما في دفع انتعاش الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل.
مع مواصلة الصين جهودها لتحسين إجراءات الوقاية من انتشار الوباء والسيطرة عليه، ستستفيد منه بعض الصناعات الهامة لمختلف دول العالم، مثل أشباه الموصلات وإنتاج الصلب. كما سيتسارع انتعاش الاقتصاد الاستهلاكي الصيني بشكل كبير، وبما في ذلك الطيران والسياحة والإطعام والإقامة وغيرها، الأمر الذي سيشجع كثيرا على نمو الاقتصاد وارتفاع الاستهلاك بالصين في شتى المجالات.
فضلا عن ذلك، تعتبر تجارة الواردات الصينية قوة هامة لدفع نمو تجارة الواردات العالمية. ومع انتعاش الطلب الصيني في العام المقبل، لا بد أن تزداد واردات الصين من الطاقة والبضائع السائبة ازديادا متواصلا. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على تسريع تحولها الأخضر واتخاذ إجراءات عملية لتعزيز توفير الطاقة وخفض الانبعاثات، حيث سيكون هناك طلبا كبيرا لاستبدال معدات توفير الطاقة وحماية البيئة في أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن كل ذلك سيدفع تجارة الاستيراد العالمية في العام الجديد.