*شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
خالد رافع الفضلي*
يَبدو أن المُنظّرين السياسيين الغربيين، إمّا عن طريق الاختيار، أو عن طريق التقصير، قد تنازلوا عن ضمائرهم ومبادئهم، وتحوّلوا إلى عقاقير تخدير للرأي العام العالمي، في أحداث “هونغ كونغ” و “شينجيانغ” الأخيرة، متجاهلين الاعتراف بأنهم هم أنفسهم مَن يَزدَرِع الفوضى والخراب وتقويض الوحدة الوطنية للصين وسيادتها المطلقة على أراضيها، ومُتناسين أيضاً، أن الإرهاب هو العدو الأول والعام للمجتمع البشري، وهو كذلك الهدف المُشترك للمجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بـِ(بكين). وفي محاولاتهم الغاشمة، يَسعى هؤلاء المُنظّرون الغربيون أيضاً، لجَر العالم الإسلامي ومَسيحييه إلى مستنقعاتهم القذرة، وغرس الكراهية والحقد في نفوسهم إزاء شعب الصين الصديق والحليف و المُسالم.
كان يَنبغي أن يكون الشرق والغرب حُلفاء وعلى وفاق واتّفاق، بخاصةٍ حِيال الإرهاب الدولي الفالت مِن عِقاله والذي يُهدّد الإنسانية جمعاء. لذلك، كان ينبغي اعتبار الصين على الجانب الأيمن في هذه “الحرب الإخبارية الضلالية” التي تسعى لتشويه الأديان أيضاً وتوظيفها لمآربهم البشعة. ومع ذلك، وبشكل مُتوقّع، لم تُقدّم وسائل الإعلام الغربية أي شيء حقيقي ونافع سوى تدبيج تقارير تخلو من الحقيقة والشفافية ومضادة للموضوعية – دون أن تتخذ أي مواقف واقعية، ودون إدانة العنف والتدمير وأصحابه؛ بل على العكس مِن ذلك تماماً، كان يُسمح فقط للأشخاص الذين يُطلق عليهم مفردة “المنشقون”؛ الذين هم بالأساس أرهابيون متطرفون؛ بالتحدّث عَبر وسائل الإعلام إلى الجمهور الغربي، وتصويرهم على أنهم ضحايا للإضطهاد والقمع المروّع، غاضّين الطرف عن الدّماء التي أُريقت أضعافاً مُضاعَفَةً من هذه الكلمات التي كُتبت وساقت البشر إلى حتفهم المُدمّى.
بالنظر إلى تاريخ الصين وحاضِرها، وبالنظر إلى الطبيعة البشعة والإبادة الجماعية التي مارسها الغرب في ماضيه، ويُمارسها في حاضره، (وبالأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الصين بكل المقاييس هي الدولة الأكثر سلمية على وجه الأرض)، نتساءل، ولنا الحق المشروع بهذا التساؤل: كيف يمكن لأي شخص في الغرب نطق كلمات مثل “حقوق الإنسان”، ناهيك عن انتقاد الصين..!
لا بد من التأكيد هنا، على أن موقف الصين الدولي مِن العَالم، يتّسق وموقفها المبدئي والواضح من موضوعة المساواة الإنسانية، التي تعتبرها الصين الصفحة المُشرقة لديها، ولذلك تعرضها على البشرية وتثبّتها على جبين التاريخ، إلى جانب تأكيدها على ضرورات العمل الجاد والتفاؤل الهائل، الذي يُمكِّن شعبها كَسْر الجمود المروّع والخمول قريباً، والذي حقنته الأمبريالية في عروق كل الأمم التي اغتصبتها ونهبتها وأهانتها عبر الأزمان.
*خالد رافع الفضلي: أستاذ_باحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون الصينية، ومستشار رئيس الاتحاد الإلكتروني الدولي للقلميين العرب أصدقاء الصين للعلاقات الاردنية الصينية.
*(تحرير/ أ. مروان سوداح)
*(تنسيق ونشر: عبدالقادر خليل)
كل الشكر لسيد خليل على ما يقوم به في هذه الموقع العزيز علينا