شبكة طريق الحرير الإخبارية/

الصين تشهد نهضة عظيمة في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني

 هيام سليمان

*إعلامية سورية.

تسجل تاريخا متفردا وأحسب أن أحدا لا يمكنه فهم ما شهدته الصين من تغيرات عميقة في العصر الحديث من دون فهم واستيعاب وتحليل دور الحزب الشيوعي الصيني. من هنا، تأتي أهمية الوثيقة التي أصدرتها دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من أغسطس 2021، بعنوان “الحزب الشيوعي الصيني: مهمته ومساهماته.

يحتفل الشعب الصيني في شهر أكتوبر من هذا العام، بالذكرى السنوية الثالثة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، التي يشار إليها في الأدبيات السياسية الصينية المعاصرة بـ”الصين الجديدة”. وكان الصينيون قد احتفلوا في الأول من يوليو 2021، بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. والحقيقة أن الحدثين؛ تأسيس الحزب وإقامة الصين الجديدة، مرتبطان ارتباطا عضويا معا وبالشعب، فمن دون الحزب ما كان للدولة الجديدة أن تُقام، ومن دون الدولة ما كان للحزب أن يبقى ويستمر، ومن دون الصين الجديدة والحزب الشيوعي ما كان للصينيين أن ينعموا بالاستقرار والتقدم والرخاء الذي يشهد به العالم.

يتمتع بعضوية الحزب الشيوعي الصيني وعضوية مجالس نواب الشعب على كافة المستويات، أبناء القوميات الصينية من مختلف المقاطعات والأحزاب السياسية، بما في ذلك عدد كبير من العمال والمزارعين، تعزيزا للشفافية المطلقة التي يتميز بها الحزب في إدارة الشؤون البلاد، وتقاسم الفرص ومشاركة أبناء الشعب في بناء النهضة للأمة الصينية. حسب الوثيقة، منذ عام 2016، انتَخَبَ أكثر من مليار ناخب مسجل ما يقرب من مليونين وخمسمائة ألف نائب في مجالس نواب الشعب على مستوى المقاطعات والبلدات.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تم التماس الرأي العام بشأن 187 مشروع قانون. قدم مليون ومائة ألف عضو أكثر من ثلاثة ملايين اقتراح، وتم اعتماد العديد من المقترحات الهامة منها. ومنذ عام 2012، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أو إداراتها المعنية  أكثر من 170 اجتماعا تشاوريا للاستماع إلى وجهات نظر ومقترحات من ثمانية أحزاب سياسية غير الحزب الشيوعي الصيني ومن شخصيات عامة غير حزبية بشأن القضايا الرئيسية؛ مثل الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وصياغة التقارير التي يقدمها الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني إلى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني والجلسات الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

تتم ممارسة الديمقراطية في جميع جوانب الحكم وفي كل مجال من مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. لقد ترسخت جذور الديمقراطية، وهي قيمة مشتركة في الصين، كمؤسسة سياسية وآلية للحكم. وتحسنت حياة الصينيين بشكل كبير، فقد تخلصوا من الفقر المدقع وحققوا مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، كما أن حقهم في الوجود والتنمية محمي بشكل جيد، ويشعرون أنهم أكثر سعادة وأمانا. فقد تحسن متوسط نصيب الفرد في الصين من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة جيدة، انضمت الصين إلى صفوف الاقتصادات ذات الدخل المتوسط ​​الأعلى، وهي في طريقها لتصبح دولة ذات دخل مرتفع. تتقلص فجوة الدخل بين المناطق الحضرية والريفية بشكل مطرد، ويبلغ حجم الفئة المتوسطة الدخل في الصين حاليا أربعمائة مليون فرد، وهي الأكبر في العالم.

أنشأت الصين أكبر شبكة ضمان اجتماعي في العالم، حيث يغطي التأمين الطبي الأساسي مليارا وثلاثمائة مليون فرد حتى نهاية يونيو 2021. وخلال نفس الفترة، تم تغطية مليار فرد بالتأمين الأساسي للشيخوخة و222 مليونا بالتأمين ضد البطالة، و274 مليونا بالتأمين ضد إصابات العمل.

يتمتع الصينيون بفرص أفضل للحصول على رعاية الأطفال والتعليم والتوظيف والخدمات الطبية ورعاية المسنين والإسكان والمساعدة الاجتماعية.

كما تشير الوثيقة أن كل حزب سياسي يخطئ، ولكن ما يهم أكثر هو ما إذا كان بإمكانه التعلم من أخطائه وتحسين نفسه. إن التمسك بالحقيقة وتصحيح أي خطأ هو نهج الحزب الشيوعي الصيني في خدمة الشعب دائما ووضعه في المقام الأول. سيواصل الحزب سياسة الإصلاح الذاتي ويحافظ على طبيعته التقدمية ونزاهته. وسيواصل تحسين قيادته وحوكمته وتعزيز قدرته على مكافحة الفساد وتحمل المخاطر.

وفي الختام، تقول الوثيقة إنه من نقطة انطلاق جديدة، انطلق الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في رحلة جديدة نحو دولة اشتراكية حديثة. بحلول عام 2035، ستحقق الصين الاشتراكية الحديثة، وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، عندما تحتفل جمهورية الصين الشعبية بالذكرى المئوية لتأسيسها، ستكون الصين قد تطورت لتصبح دولة عظيمة وحديثة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة وجميلة.

أنا على ثقة كبيرة بأن الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جين بينغ، ستقفز عن جدارة واستحقاق نحو مقدمة الدول الكبرى في العالم، متصدرة الاقتصاد العالمي، والتنمية الشاملة للصين، والحياة الرغيدة للشعب الصيني، وستشكل تجاربها المختلفة مصدر إلهام لقادة وشعوب العالم.

تعتبر بحق العلاقة السورية الصينية نموذجا يُحتذى في أدبيات العلاقة بين الدول، وتشكل رافعة الصمود السورية مؤشرا كبيرا للموقف المبدئي الذي أدته جمهورية الصين بقيادتها المتميزة في رسم مصائر الشعوب الحرة. مني ومن الشعب السوري تحية حب وولاء وآلاف أُمنيات التوفيق ومزيد التقدم والازدهار للشعب الصيني العريق وقيادته الحكيمة …