CGTN العربية/

بذلت الحكومات المحلية للمناطق على طول نهر اليانغتسي الصيني جهودا كبيرة لتعزيز إدارة وحماية البيئة الطبيعية للنهر، وفقا لتعليمات الحكومة المركزية على مدار السنوات الخمس الماضية، مما حقق إنجازات تاريخية في التحول الأخضر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

يتكون الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي من تسع مقاطعات وبلديتين ويغطي ما يقرب من خُمس أراضي الصين. ويبلغ عدد سكان تلك المناطق 600 مليون نسمة، وتمثل أكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي في الصين، فهي تعمل على تقليص فجوة التنمية بين المناطق الشرقية والغربية. وأصدرت الحكومة المركزية خطة تنمية للحزام في سبتمبر عام 2016 ومبادئ توجيهية للتنمية الخضراء للحزام في عام 2017.

وفي عام 2016، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بذل جهود لتطوير الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي من خلال تعزيز الحفاظ المتناسق على البيئة الطبيعية وتجنب التطوير المفرط للصناعات التي قد تضر بالبيئة. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، اتبعت الحكومات المحلية هذه التوجهات، ونجحت في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

وقال لي شيان تاي، عامل صرف صحي في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين: “في الماضي، كنت أقوم بالصيد في نهر اليانغتسي، لكني أقوم الآن بجمع القمامة هنا، وذلك من أجل حماية نهرنا الأم”.

أثناء دراسة التغيرات في المدن على طول النهر، قام تشن فو، باحث مشارك بمعهد ابتكار معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بمقارنة الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية في السنوات الماضية.

وقال تشن: “يمكننا ملاحظة أن الأضواء أصبحت أكثر إشراقا بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية. ومع ذلك، هناك أيضا بعض المناطق التي أصبحت أكثر قتامة، وذلك بسبب اختفاء الأضواء في بعض المناجم ومجمعات الصناعات الكيميائية على ضفتي النهر”.

يقول الخبراء إنه خلال السنوات الخمس الماضية، حدثت تغيرات كبيرة في حماية البيئة في الحزام الاقتصادي للنهر، بينما تم تحقيق إنجازات تاريخية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال لوه قوه سان، مدير إدارة تنمية البنية التحتية باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح: “حماية البيئة الطبيعية والتنمية الاقتصادية عالية الجودة لا يوجد بينهما تناقض، بل إنهما في علاقة تعزيز متبادل”.

تقع محافظة بنغتسه في مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين وتحتل حوالي ثُلث ساحل نهر اليانغتسي فى المقاطعة. وخلال السنوات الماضية، رفضت المحافظة العديد من المشاريع الاستثمارية ذات المخاطر البيئية المحتملة، وبدلا من ذلك، طورت صناعات خضراء مثل صناعة لوجستيات الموانئ التي يزيد حجمها عن 70 مليار يوان (10.82 مليار دولار أمريكي).

وفي مقاطعة جيانغشي، انخفض الاستثمار في الصناعات التقليدية بشكل حاد، بينما زاد إجمالي الاستثمار في صناعات الاقتصاد الأخضر مثل المعلومات الإلكترونية بخمسة أضعاف.

وقال وو شياو هوا، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للاقتصاد الكلي: “لقد أدت التغيرات في الفلسفة التنموية إلى سلسلة من التعديلات السياسية والعمليات. وطلب الرئيس شي منا اتخاذ مسار جديد للتعامل مع العلاقة بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. فهذا المسار الجديد لا يعود بالنفع على الجميع فحسب، بل إنه يتوسع يوما تلو الآخر”.

في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، كانت نسبة المناطق التي تتمتع بجودة مياه جيدة في الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي 86.6%، بزيادة قدرها 13.3 نقطة مئوية عن نهاية عام 2016. وفي السنوات الخمس الماضية، أصبحت تنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي أقوى وأكثر استدامة. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي للمقاطعات والبلديات الـ11 الواقعة على طول النهر 33.5 تريليون يوان (5.18 تريليون دولار أمريكي)، وهو ما يمثل 46.6% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

وقال تشانغ جي ون، نائب مدير معهد الموارد والسياسات البيئية بمركز أبحاث التنمية بمجلس الدولة الصيني: “تعد تنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي نموذجا حيا لأفكار الرئيس شي حول الحضارة الإيكولوجية. ويمكن أن نتخذ حماية نهر اليانغتسي كنقطة انطلاق ونستفيد من تلك التجربة لحماية الأنهار الرئيسية الأخرى، من أجل تحقيق الحماية والتنمية الخضراء للأنهار الرئيسية في جميع أنحاء الصين”.