باكو، 23 أبريل (أذرتاج)/
مدينة فضولي التي لا بناية سليمة واحدة فيها
مدينة فضولي من الأماكن التي دمرها العدو تدميراً كلياً. احتلت القوات المسلحة الأرمينية في عام 1993 مدينة فضول المتاخمة لمقاطعات جبرائيل وخوجاوند وأغجابادي وبيلاغان الأذربيجانية والمجاورة لإيران على طول شاطئ نهر أراز. حرر الجيش الأذربيجاني المجيد مدينة فضولي في 17 أكتوبر 2020.
وفي حديثه عن المشاهد المفجعة التي شاهدها على طول الطريق خلال زيارته لفضولي في 16 نوفمبر من العام الماضي، قال الرئيس إلهام علييف: “لقد عدنا إلى فضولي. لكن من المؤلم الآن رؤية القرى المخرَّبة ومدينة فضولي المدمَّرة على طول الطريق. في أي وضع أوقع المتوحشون مدينتنا؟! دمروا المنازل ودمروا كل البنى التحتية ولا بناية واحدة سليمة. يجب على العالم كله أن يرى ما تعنيه الوحشية الأرمنية وسنعرضها للعالم كله. ليس فقط فضولي، ولكن أيضاً أغدام ومدن أخرى. يبدو الأمر كما لو أن قبيلة متوحشة مرت عبر هذه الأراضي”.
مقبرة في مدينة فضولي
كما يتضح من الصور أن العدو لم يبق مبنى واحدا سليما في فضولي. تم تدمير أو نهب جميع العينات التاريخية والثقافية والمعمارية والكهوف والتلال والمقابر وشواهد القبور بوحشية.
كان عدد سكان مدينة فضولي قبل الاحتلال 18 ألفاً و965 نسمة، أي 4 آلاف و741 عائلة. كان هناك 3 آلاف و487 منزل خاص و62 مبنى سكني و5 مستشفيات و3 كهاريز و7 آثار تاريخية و19 مدرسة و10 روضات للأطفال في المدينة.
هناك أيضاً دار ثقافة وداران للسينما و4 مكتبات و5 مدارس للموسيقى ومتحف التاريخ والإثنوغرافيا ومدرسة مهنية فنية ومحطة سيارات أجرة ومركز استلام شرنقة دودة الحرير وحمام قديم ودار السينما الصيفي وتمثال الشاعر محمد فضولي ومبنى تحرير صحيفة “آراز” ومسجد الحاج على أكبر للقرن السابع عشر وتمثال حاجيبالا عبدلاييف وقصر الثقافة وسوق مركزي ومعمل نسيج ومستشفى عيون ومباني أخرى. والآن لا آثار لها. ربما سيبحث أحد من سكان فضولي عن شارعه أو حيه أو منزله في هذه الصور. لكن للأسف الشديد لن يرى سوى كومة من الأنقاض …
ما تبقى من بلدة مينجيوان المميزة بموقعها الإستراتيجي
التقطت الصور التي تعكس الوضع الحالي لبلدة مينجيوان، إحدى أكبر البلدات في زانكيلان في أبريل من هذا العام. على ما يبدو، لا يوجد مبنى واحد سليم هنا. ومع ذلك، تقع مينجيوان في موقع مهم استراتيجياً على السكك الحديدية والطرق السريعة الرئيسية وقد تميز ذات يوم بمنظره الفريد. من هنا كان تمر سكة حديد جولفا- هوراديز-ساريجالار- عثمانلي. توقفت محطة سكة حديد مينجيوان عن العمل بعد احتلال المنطقة من قبل أرمينيا. في وقت لاحق دمرها الأرمن بالكامل.
البيوت الخاصة في بلدة مينجيوان في مقاطعة زنكيلان
كان في بلدة مينجيوان قبل الاحتلال 995 منزل ومبان ملحقة لها. وكان يعيش أكثر من 4 آلاف و600 شخص في البلدة التي تغطي مساحة ألف و254 هكتار.
وكان هناك 266 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة و14 هكتاراً من حقول القش و15 هكتاراً من بساتين التوت و105 هكتار من مزارع الكروم. تم تدمير حوالي 20 مبنى لمكاتب و3 مدارس و3 روضات للأطفال و4 مكتبات وداران للثقافة ومكتبان للبريد، خزانان للمياه، ومن بين المنشآت المدمرة أو المنهوبة أيضاً مدرسة للموسيقى ومقر المواد الكيميائية ومستودع حبوب ومستشفى ومسجد ومباني أخرى، دمرها أو نهبها الجيش الأرمني. بالإضافة إلى ذلك، من بين المباني المهدمة مستشفى للسكك الحديدية وحمام قديم ودار ونادي سينما الصيفي والشتوي ومقر قيادة مركز مينجيوان الحدودي لجهاز حدود الدولة.
قد ارتكبت أرمينيا المعتدية إرهاباً بيئياً في قره باغ. خير دليل على ذلك هو إزالة الغابات من أشجار الدلب النادرة في زانكيلان. تعد غابة أشجار الدلب هذه التي يبلغ عمرها قروناً وتغطي مساحة كبيرة في حوض نهر بسيت شاي ثاني أكبر غابة في العالم والأولى في أوروبا.
بسبب مناخها الطبيعي ومواردها الجوفية وأراضيها الخصبة وطبيعتها الساحرة أطلق على المنطقة اسم ” زنكيلان الذهبية”. تم تحرير مينجيوان التي احتلتها أرمينيا في أكتوبر 1993 في 21 أكتوبر 2020.
بدأت الآن أعمال إعادة الإعمار في المناطق المحررة. بناء على مرسوم الرئيس إلهام علييف سيتم تنفيذ أول مشروع “قرية ذكية” في زنكيلان. سيغطي المشروع ثلاث قرى وهي أغالي 1 و2 و3. تجري الاستعدادات لحفل وضع حجر الأساس للمشروع.
قد حان الحين لتحويل أراضينا التي دمرها العدو إلى قرى ومدن “ذكية” وعودة الحياة إلى المنطقة تماماً.
قرية بويوك مرجانلي المدمرة
تظهر الصور الفوتوغرافية التي التقطها فريق التصوير لوكالة اذرتاج حجم الدمار الكبير في هذه القرية. تقع هذه القرية التي تعتبر اكبر قرى في محافظة جبرائل في سلسلة جبال قره باغ في جنوب شرقي جبال القوقاز الصغرى.
قبل احتلالها من قبل القوات المسلحة الارمينية كان عدد سكانها اكثر من 3500 موزعين في 863 بيت. وكان يعمل في القرية مدرستان ومستشفى ومنطقة طبية وناد ومكتبة ومحطة السكة الحديد وملعب ومنشآت زراعية وطاحون ومحلات تجارية ومتجر أثث وغيرها من المجالات الخدمية. لكن القرية اليوم خالية بالكامل من هذه المباني والمنشآت. كلها مدمرة تدميرا لا يمكن قياسه.
يجب الذكر ان القرية احتلت في 23 أغسطس عام 1993 وتم تحريرها في 27 سبتمبر عام 2020 في اليوم الأول من الحرب الوطنية في 27 سبتمبر عام 2020.
إن هذه الصور الفوتوغرافية تعكس جزءا قليلا من الوحشية الارمينية. يرى الصحفيون الأجانب والدبلوماسيون الزائرون الى المناطق المحررة حجم الدمار والخسائر والوحشية الارمينية هناك. يرون اننا واجهنا عدوا يملك كل أساليب الوحشية خلال 30 عاما من الاحتلال.
حررت أذربيجان أراضيها التي أنّت تحت وطأة العدو في انتظار أصحابها الأصليين. لكن امامنا اعمال كثيرة لإعادة إعمار هذه الديار والأراضي والتوصل الى ازدهارها من جديد.