شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باكو، 9 مارس (أذرتاج)/
لا يمكن فهم غرض قلعة العذراء وفكرة البناء الذي شيد القعلة بدون دراسة التصميم الاول لها. وليس هذا بسهولة، لان القلعة اعيد انشاؤها عدة مرات وتم تغيير صورتها. انشئت القلعة كمبنى ديني، لكن المناسك التي اقيمت هنا أصبح في طي النسيان على مر الزمن. رغبت الاجيال الجديدة في تصميم القلعة لحاجاتها. تم تغيير صورة القلعة على اساس الفكرة عندما اعيد ترميمها وفي النتيجة فقدت صورتها الاولى لدرجة معينة.
للمرة الاخيرة اعيد ترميم قلعة العذراء في الستينيات للقرن العشرين. صمم معيدو ترميم القعلة على اساس فكرة كونها قلعة دفاعية. ادخلوا التغييرات الكثيرة في هذا الحين- تمت تغطية الطوابق بالقبب وتعرض الطابق الاول لتغيرات جذرية، واغلقت بعض الحفرات المهمة. يمكن الا احتمال حجم التغيرات. لان المعلومات المتعلقة بالاعمال التي اجريت “ضاعت” في الارشيفات. وهذا يزيد اسرار القلعة زيادة. اجريت في القلعة اعمال الترميم في القرن التاسع عشر ايضا. قررت الادارة البحرية الروسية الاستفادة من القلعة كمنار، وحققت بعض الاعمال في هذا المجال. مثلا، انشئ الشريط الابيض في القلعة لان تظهر بشكل جلي عن بعد. تم تغيير الجزء الاعلى للقلعة لتركيب المنار، انشئت التعاريج (الدرابزون) الخشبية الى جانب الدرج المؤدية الى الطابق الثاني والطوابق.
من المعلوم ان القلعة شهدت “اعمال الترميم” الاخرى في القرن الثاني عشر. فقدت القلعة اهميتها الدينية الاولى بسبب استقرار الاسلام في المنطقة. ربما قرروا تحويل المبنى الى قلعة حراسية اثناء اعمال الترميم هذه. يصعب الحديث عن حجم كل التغييرات، لكن في هذه المرة كلسوا سطح شمال وشمال غربي القلعة وغطوا الاجزاء المتفرقة للبرج.
يمكن رؤية آثار اعمال الترميم على القلعة عند ما ينظر المرء بدقة الى القلعة. اولا، تبقى بين صفوف الاحجار آثار الجص المستخدم في هذا العهد – عادة لا تظهر هذا المحلول في سطح الواجهة. المحلول المؤلف من خليط حجر الكلس المخرط رمادي اللون. كانوا يستعملون في القرن الثاني عشر من الخليط المختلف عنها. استخدم هنا المحلول من الكلس الفاتح اللون ويتميز على خلفية الجص القاتم اللون. تم تجصيص السطح غير المستوي وبعض اقسام القلعة والاحجار بهذا المحلول ويبدو ان هذا استخدم لتجصيص السطح، لا لإنشاء. تظهر آثار اعمال ترميم سنة 1960 من الاحجار الفاتحة اللون. الى جانب هذا، نقش كل حجر بالنقوش القطرية، ربما فعلوا هذا لتظهر الاحجار قديمة.
على سطح القلعة عناصر كثيرة مختلفة تنم عن ان المنظر السابق للقلعة يختلف من منظرها الحالي لدرجة معينة. هذه حفرات ونواتئ مختلفة. لكن من الصعب الآن تحديد اهدافها وهوية الشخص الذي ثام بهذه التغيرات ومنظرها الاول. يبدو ان الابحاث المقبلة وتطبيق اساليب التحليل العصري بشكل جماعي تمكن من تحديد المنظر الاول للقلعة ومراحل كل الاعمال المحققة فيها.
لكن تبحث خطط جديدة لإعادة ترميم القلعة. نظرا للتجربة المرة للماضي لا يتأكد الانسان: هل لا يدخلون تغيرات جديدة مختلفة عن روح واغراض القلعة عند تحويلها الى متحف جذاب بعد ترميمها؟