شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الذكرى 65 لبدء العلاقات المصرية – الصينية
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى.
*الكاتبة إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية؛ وعضو متقدم ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
بدأ التحول التاريخى للصين بنجاح الثورة الصينية عام 1949 ووصول الحزب الشيوعى الصينى للسلطة. وبدأت الصين فى استعادة موقعها فى قلب المنظومة العالمية عبر البناء والنهضة فى مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وصناعات وتطوير الأسلحة.
ولقد مكنها ذلك من المشاركة فى النظام الاقتصادى والتجارى العالمى والتأثير فى محيطها الإقليمى. كما مكنها من الصعود فى السنوات الأخيرة كقطب عالمى بجانب أمريكا وروسيا. وحرصت الصين عبر سياسة الإصلاح والانفتاح منذ أكثر من 40 عاما على التعاون بينها وبين دول العالم على أساس المنفعة المتبادلة والمصير المشترك وعدم التدخل فى سيادة الدول وشئونها الداخلية.ووسعت من علاقاتها بالدول العربية والإفريقية وتعاونت مع هذه الدول فى مجالات عديدة فى الطاقة الجديدة والمجال التكنولوجى والبنية التحتية، ومدت يد العون لمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
وإذا أردنا الحديث عن عمق العلاقات الصينية – المصرية نجد أن مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات رسمية مع الصين فى 30 مايو 1956، ولقد ساعدت العلاقة بين كل من جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية على نمو العلاقات بين الدول العربية والإفريقية وبين الصين.
ولقد عملت مصر فى السنوات الأخيرة على التعاون بينها وبين الصين فى عدد من المشروعات التنموية فى منطقة قناة السويس منها الطاقة المتجددة ومشروعات فى البنية التحتية ووسائل النقل، كما ساهمت الصين فى المجال العقارى فى العاصمة الإدارية الجديدة. واستفادت مصر من الخبرات الصينية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والذكاء الاصطناعى وتم إنشاء كليات جديدة فى المجال التكنولوجى المتقدم بالتعاون مع الصين.
وانضمت مصر لمبادرة الحزام والطريق التى اطلقتها الصين وبدأت فى تنفيذها مع معظم دول العالم ومن المعروف أن لهذه المبادرة دورا كبيرا فى محور التنمية بقناة السويس، وتنمية طرق التجارة بين الشرق والغرب.
ومن الجدير بالذكر أنه عقب تفشى فيروس كورونا دعم الجانبان الصينى والمصرى بعضهما البعض وقدمت الصين مستلزمات طبية ووقائية سريعة لمصر.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن مصر أول دولة فى قارة إفريقيا تحصل على اللقاح الصينى المنتج من شركة سينو فارم الصينية وثانى دولة عربية بعد الإمارات، وأنه جارى العمل لبدء تصنيع لقاح فيروس كوفيد 19 فى مصر خلال الأشهر المقبلة فى إطار سعى مصر لأن تكون مركزا لتصنيع اللقاحات فى إفريقيا والشرق الأوسط وذلك بالشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الطبية فاكسيرا.
وجاء اختيار مصر والعديد من الدول (ومنها السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين) جاء الاختيار والاعتماد على اللقاح الصينى لعدة أسباب منها أن التكنولوجيا المعمول بها سبق وتم استخدامها فى تطعيمات كثيرة وهى عبارة عن أخذ فيروس ميت يتم حقنه فى جسم الإنسان بشكل جزئى على مرتين أوكلى مما يؤدى إلى تنبيه جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة للفيروس.
كما أن من أسباب إختيار لقاح سينوفارم الصينى أيضا أنه ناجح حتى الآن بنسبة 79% وأن آثاره الجانبية ليست كبيرة حتى الآن، كما أنه يمكن وصوله دون تكلفة عالية وتخزينه وتسليمه عبر نظام سلسلة التبريد الموجودة وهى 4 درجة مئوية.
إن مصر والصين أصحاب حضارات عريقة وعلاقات ممتدة نأمل استمرارها واستمرار التعاون بينهما لصالح نهضة ونمو كلا الدولتين كما نأمل استمرار التنسيق بينهما بشأن القضايا الأقليمية والدولية الشائكة لصالح استقرار العالم ومن أجل الرخاء والسلام والعدل والمساواة.