*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
“الدبلوماسية الصينية-الجزائرية”.. من دعم الحكومة المؤقتة الى الاعتراف بالاستقلال الجزائري
بقلم: د. عبد الكريم بن خالد*
** الكاتب – أستاذ محاضر بالجامعة الإفريقية بولاية أدرار في الجزائر، عضو الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.
ان الدعم الصيني للثورة الجزائرية “مثير للإعجاب” حسب المؤرخ الجزائري والسفير السابق لدى الصين سنة 1968 ” خلف معمري ” ويظهر هذا جليا بعد مؤتمر باندونج المنعقد بإندونيسيا (18 إلى 24 أبريل 1955), حيث اتفق قادة العالم الثالث على ضرورة الاتحاد من أجل مناهضة الغرب المهيمن والذي عرف اول اتصال مباشر بين الصين والجزائر، ممثلة في الوزير الأول “تشون آن لاي” وممثلي جبهة التحرير الوطني المشارك في المؤتمر حيث كانت الصين ضمن الكتلة الشيوعية التي أعربت عن تضامنها ودعمها لكفاح الشعب الجزائري منذ اندلاع الثورة التحريرية، وقد تنوعت أشكال هذا التضامن اهمها الاعتراف بالحكومة المؤقتة في 22 سبتمبر 1958 بعد ثلاث ايام فقط من انشاءها في 19 سبتمبر 1958 حيث اعتبرها ماو تسي تونغ بأنها تعبيرا عن إرادة الشعب الجزائري الغير مساومة للإمبريالية وقد وصف من جانبه رئيس الحكومة المؤقتة الجزائرية فرحات عباس الاعتراف الصيني الانتصار الاول للدبلوماسية الجزائرية على الصعيد الدولي لذا قررت الحكومة الجزائرية المؤقتة مواصلة النشاط الخارجي وكانت أول بعثة حكومية إلى الصين في شهر ديسمبر 1958 وكان الوفد يتكون من بن يوسف بن خدة، ومحمود الشريف وسعد دحلب.
وقد حظي الوفد الجزائري باستقبال رسمي يخص به عادة الرؤساء وتعتبرأول مرة يعزف فيها النشيد الوطني الجزائري من قبل جيش أجنبي في العالم وهي أجمل هدية تقدم للجزائريين من قبل أصدقائهم الصينيين، وقام الديبلوماسي يوسف بن خدة باستعراض فرق الجيش الشرقية ، واختتم اللقاء بتحرير ببان مشترك عبر فيه ” “تشون آن لاي ” باسم كل الصينيين عن مساندته ودعمه المطلق للقضية الجزائرية.
ثم تلتها زيارة البعثة العسكرية الجزائرية إلى الصبن بقيادة كاتب الدولة عمر أو صدیق، وتشكلت هذه البعثة من تسعة ضباط، وهي زيارة جاءت تلبية لدعوة رسمية باسم الحكومة الصينية من نائب رئيس الحكومة و وزير الدفاع يوم 30 مارس1959 ودامت أسبوعين كاملين درست خلالها تجارب قادة الصبن وجيشها وشعبها في الحرب الثورية التي خاضها الشعب الصيني ضد الاستعمار و إمكانية الاستفادة من خبرات القادة الصينيين وتجاربهم في تطوير الكفاح الثوري الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. وخلال هذه الزبارة تسلم الوفد الجزائري معدات وتجهيزات عسكرية و طبية بتاريخ 20 مارس 1959 لمناصرة الثورة، كما حضر ايضا الوفد فعاليات الأسبوع الجزائري بالصين وكانت هذه المناسبة تنظم دوريا وباستمرار من طرف الصينيين حزبا وحكومة وتتضمن معارض ومظاهرات تأییدا لكفاح الجزائر حيث في مارس 1958 وصل حجم التبرعات من هيئات شعبية مثل (لجنة تضامن الشعوب الآسيوية، جامعة النقابات الصينية) إلى أكثر من 200 ألف دولار.
ولنفس الهدف وبنفس الالتزام الصيني جاءت زيارة ابريل 1960 متكونة من 13 عضوا من الحكومة الجزائرية المؤقتة يتراسهم الديبلوماسي كريم بلقاسم إلى الصين وقد حظي الوفد الجزائري باستقبال من طرف القائد ماوتسي تونغ، وخلال هذه الزيارة أكد كریم بلقاسم بأن العامل الجغرافي لن يكون حاجزا أمام تضاعف علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر والصين.
واستمر هذا التعاون حتى غداة الاستقلال والتي شهدت انتعاشا هاما وذلك في 20 ديسمبر من نفس العام من استقلال الجزائر ، مما عزز موقف الجزائر ودورها النضالي في استعادة الصين موقعها الطبيعي في الامم المتحدة، والعضوية الدائمة بمجلس الأمن وجاء هذا وفق لائحة قدمتها الجزائر سنة 1971 وحظيت بمساندة الدول الصديقة و ظلت الجزائر تدافع عن القيم والنضال بين الشعبين الصيني والجزائري.